تعرف على قصة الأنبا بيمن المتوحد فى تذكار رحيله

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بتذكار رحيل القديس الناسك الأنبا ييمن.

 وُلِدَ هذا القديس سنة 350م من أسرة تقية، وكان له ستة إخوة وهم يوحنا وأيوب ويوسف وبائيسوس ويعقوب وإبراهيم. ترك جميعهم العالم وانفردوا في برية شيهيت في صوم وصلاة وعبادة، وذلك نحو سنة 390م. ولما أغار البربر على البرية سنة 407م، نزل القديس مع إخوته إلى ترنوط (ترنوط: هي قرية الطرانة مركز الخطاطبة محافظة البحيرة حاليًا) ومكثوا في بربا قديمة للأوثان، ثم رجعوا بعدها إلى برية شيهيت. ولما أغار البربر ثانية سنة 434م، نزل القديس إلى منف ثم عاد إلى شيهيت. أما عند وقوع الغارة الثالثة سنة 444م توجه إلى الصعيد حيث تغرب هناك فترة طويلة، إلى أن تهيأت الظروف وعاد أخيرًا إلى شيهيت.

تتلمذ هذا القديس على يدي القديس مكاريوس الكبير وآخرين وكان مُحبًا للسكون والوحدة والصمت، وكان يهرب من المجد الباطل، ولم يأكل إلا من تعب يديه، وقد فاق جميع إخوته في سيرته حتى ذاعت سيرته العطرة وعُرفت فضائله على مستوى متسع، وشرّفه الله بعمل الآيات الكثيرة، وله تعاليم كثيرة نافعة منها قوله:
" إذا رأيت أحدًا قد أخطأ فلا تقطع رجاءه، بل أنهض نَفْسَهُ وعزمه وخفف عنه ثقله لينهض "، وقوله: " عَلِّم قلبك ما يقوله لسانك "، وأيضًا قوله: " إن الصمت من أجل الله جيد كما أن الكلام من أجل الله جيد ".
وفي أحد الأيام أتاه أحد الزائرين، وكان يخشى أن لا يفتح له إذ كان الوقت صومًا، لكنه قال: " إني لا أعرف أن أغلق في وجه أحد الباب الخشبي، بل إني أجتهد أن أغلق باب لساني ".

وقال له أخ: " إنني إذا رأيت أخًا سمعته رديئة، لا أشاء أن أُدخله عندي، أما إذا كان ذا سمعة جيدة أفرح به ". فأجابه القديس: " إن صنعت مع الأخ الجيد صلاحًا فاصنع مع الرديء أضعاف ما تصنعه مع الجيد ".
وقال أيضًا لآخر: " إن نحن سترنا خطايا إخوتنا فإن الله يستر علينا خطايانا ". ولما أكمل هذا الناسك العظيم جهاده تنيَّح شيخًا وشبعان أيامًا.