انفراد| طاحونة المندرة الأثرية.. تعاني الإهمال والتعدي على حرمها الأثري (صور)
بباب متهالك، وحارس وحيد، وكرسي خشبي عفا عليه الزمن، ولافتة أكلت عوادي الزمن أحرفهاـ تستقبلك طاحونة المندرة الأثرية التي وصلت إلى حال من الإهمال لا تحسد عليه.
حصلت الفجر على عدد من الصور لطاحونة المندرة الأثرية والتي تعود إلى عصر محمد علي باشا، والتي كانت ضمن العديد من الطواحين الأخرى، والتي اندثرت فبقى لنا هذا النموذج النادر.
وعلق المرشد السياحي والمؤرخ المعروف بسام الشماع قائلًا، إن الصور قد التقطتها إحدى المتطوعات في حملته لإنقاذ آثار الإسكندرية، وقد استطاعت التقاط بعض المعلومات حول حالة الطاحونة حاليًا.
وحسب ما قامت به المتطوعة من تقصي للحقائق حول طاحونة الندرة الأثري، فهناك مشكلة ما بين وزارة السياحة والآثار وما بين جيران الطاحونة، حيث يتعدى أحد المنازل على حرم الطاحونة الأثري بما يقرب من المترين الكاملين.
وأدى التقصي الذي قامت به المتطوعة -على حد قول الشماع- إلى أن جيران الطاحونة تصاعدت شكواهم منذ سنوات بسبب "مراوح الطاحونة" وهي مروحة خشبية، من المفترض أن تكون بمكانها أعلى قمة الطاحونة، وقام المجلس الأعلى للآثار بفك المروحة ووضعها داخل الطاحونة، فأصبحت غير ظاهرة للعيان.
وأشار الشماع إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق فإن حالة الطاحونة العامة تعاني من إهمال ظاهر حسبما بينت الصور التي التقطت صباح اليوم الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021م، وطالب بضرورة إحياء هذا المزار الأثري الهام والذي يمثل تكاملًا للمسار السياحي في الإسكندرية.
نبذة عن طواحين الهواء على شاطئ المندرة الإسكندرية 1900م
تجسد طاحونة المندرة الأثرية أحد أعظم الشواهد على تاريخ الإسكندرية، وتقع في منطقة المندرة البحرية بالقرب من الكورنيش، ويرجع تاريخ إنشائها لعصر محمد على باشا عام 1807 وكانت وظيفتها طحن الغلال وتم تسجيلها كأثر بقرار رقم 113 لسنة 1967.
ويقول الدكتور إسلام عاصم، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر، إن طاحونة المندرة واحدة من عدد كبير من طواحين الهواء التي كانت تنتشر بطول الشاطئ بداية من سيدي بشر حتى إن الشاطئ كان يسمى شاطئ الطاحونة، وكانت مسؤولة عن طحن الغلال للتجار القادمين من أو إلى رشيد، ويعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر فى عصر محمد على باشا.
وأضاف "الطواحين اندثرت ولم يتبق سوى تلك الموجودة في الصور، وتأثرت عوامل الزمن وأصبحت في حاجة ماسة إلى الترميم والحفاظ على حرمها من البناء الجائر والمخالف"، أما إذا أردت أن تعلم الحالة التي كانت عليها الطاحونة قديمًا فعليك بمشاهدة فيلم "آثار على الرمال" من إنتاج عام 1954 بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة وزهرة العلا مما يعد توثيقا مهما ورائعا من خلال السينما المصرية».
وعن شكل الطاحونة فهي برج اسطواني من الحجر وطاقية خشبية من أعلى بارتفاع 20 مترًا، وبها سلم حلزوني داخلي.
ويتقدم المدخل سبع درجات من السلالم ويفتح في بدن الطاحونة ثلاث نوافذ للإنارة والتهوية، وعلى يسار الداخل سلمًا عدد درجاته 37 درجة، يستند على أكتاف بنائية ملتصقة بجسم الطاحونة من الداخل ولم يتبق من محتويات الطاحونة سوى أربعة براطيم خشبية تكوّن فيما بينها شكل مربع.