بعد تولي الحكم.. أبرز 6 تحديات تواجه "طالبان" (تحليل)
تغلغلت حركة طالبان ودخلت أفغانستان وسيطرت عليها بسرعة وسهولة، استلمت الدولة باقتصادها المضمحل والأقل نموا، وقل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في بداية سنة 2020، أصبحت المهمة صعبة أمامها وتحتاج لإثبات نفسها في الحكم، ستواجه تحديات كبيرة خصوصا في محاولة كسب ثقة الأفغان وتخفيف أعباء الانهيار الاقتصادي في ظل عزلة دولية قاسية، فما هي أبرز التحديات التي ستواجهها الحركة؟
- عدم وجود ثقة
لاتزال صورة التعذيب والاضطهاد من قبل حكم الحركة خلال فترة 1996-2001 في ذهن الشعب الأفغاني، تلك الصورة التي تخاطر بالهم عند القيام بالأعمال اليومية أو خروج النساء للعمل والفتيات لارتياد المدارس، الشعور بالخوف وعدم الثقة يراودهم، تحاول الحركة الشروع بسياسة مختلفة بما يشمل مجال حقوق المرأة، لكن الشك يحيط بحركة طالبان من جانب السكان المثقفين والمتعلمين، ولا يزال عدد كبير من النساء في المدن، في منازلهن ما يدل على عدم الثقة المستشري.
- مخدرات
يعتبر ذلك الملف والتعامل معه من التحديات الكبرى التي ستواجها طالبان بعد 20 عام من الغزو الأمريكي التي تعرضت له أفغانستان منذ عام 2001، صارت أفغانستان بعدها من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للمخدرات في العالم، وتعد زراعتها كمصدر رزق للآلاف من المزارعين، وتشكل المبالغ الحاصلة من زراعة وتجارة المخدرات نسبة مهمة من دخل البلاد، كما تعد مصدر دخل للكثيرين من رجال الدولة وبعض الجهات الأجنبية، ومن المثير للسخرية أن التظاهر بمكافحة المخدرات أيضا كان قد تحول إلى تجارة رابحة للمهربين وشركائهم داخل الحكومة وشبكات مافيا المخدرات الدولية.
- هروب الأدمغة
فقدت طالبان عنصر مهم ومهيمن لتدبير الأزمة التي تواجهها أفغانستان من خلل في النشاط والتحرك إلى التقدم، حيث فر خبراء القانون والأطباء والمهندسين والموظفين الحكوميين عبر رحلات الإجلاء في الأسابيع الماضية، والذي أقلق الحركة مما دفعها لحض الغربيين على إجلاء الأجانب فقط وليس الخبراء الأفغان مثل المهندسين، الذين تحتاجهم البلاد.
- الدولة الإسلامية - ولاية خراسان
تواجه طالبان تهديد من "الدولة الإسلامية- ولاية خراسان" فتنظيمها يختلف مع طالبان في مجال الفقه والاستراتيجية رغم نهجه الإسلامي المتشدد مثل الحركة، يتناشب بينهم العداء، حيث وصفتها "الدولة الإسلامية" بأنها مرتدة في عدة بيانات ولم يتوجه إليها بالتهنئة بعد السيطرة على كابول في 15 أغسطس.
- الأزمة الاقتصادية
بعد إعلان صندوق النقد الدولي عن تعليق مساعداته لكابول بسبب عدم اليقين تجاه وضع القادة الجدد في العاصمة الأفغانية، وعدم الاعتراف بالحكومة الأفغانستانية، فبالتالي لا يمكن لهذا البلد أن يستفيد من حقوق السحب الخاصة أو غيرها من موارد صندوق النقد الدولي، وجاءت مع أعقاب سيطرة حركة طالبان على البلاد في مطلع الأسبوع.
وبعد الدخول الأمريكي عام 2001، بدأت أفغانستان بتلقي مساعدات من دول الخارج، فشكلت المساعدات الدولية أكثر من40٪ من إجمالي الناتج الداخلي لعام 2020، وبات ذلك معلقا مع عودة طالبان إلى الحكم.
- عدم الاعتراف بالحركة
قامت الحركة باتصالات مع العديد من القوى الإقليمية، باكستان وإيران وروسيا والصين وقطر، لكن لم يعترف أي منها حتى الآن بالنظام الجديد في كابول، كما حذرت الولايات المتحدة من أن طالبان يجب أن "تستحق" شرعيتها.