د.حماد عبدالله يكتب: لمن يقرأ ومن يفهم !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر





علمنا التاريخ (لمن يقرأ ومن يهتم !! ) بأن هناك نهايات محتومة للديكتاتوريات ,وللنظم الظالمة , لا يمكن أن تحيد عنها النتائج المرصودة عبر التاريخ!! 

ومع ذلك نجد في عالمنا المعاصر , من لا يتعلم ومن لا يعبأ بالتجارب للسابقين , وكان النظام السابق رغم كل التحذيرات التى وجهت له , عبر أليات عده , أهمها الآلية الداخلية للنظام نفسه, وهي بعض العناصر الصادقة , والأجهزة الرقابية المحترمة التى تبنت في بعض الأحداث التى أعترضت النظام , مواقف محددة , وطنية, ونبهت لخطوره ما يجري من أحداث بل ورصدت تلك الأجهزة , فساد شخصيات مسئولة في الدولة , وقدمت المستندات المصورة في بعض الأحيان والمثبوت فيها , الفساد والإفساد , وكذلك الوقائع بجسمها متكاملاً , إلا أن النظام كان لا يقبل أبداً بأن يتفهم , حيث كان مستبداً برأيه , وعقيدته بأن هذا الشعب لن تقوم له قائمة !!. 

ومع ذلك جائت الواقعة تلو الواقعة وكان النظام يترنح في أخر أيامه , إلا أن تمسكه بموقفه , وعصيانه حتى لآلياته الخاصة المنبهة لأعصابه , كان كل شئ أصبح متجمداً , متبلداً ، أصيب بشيخوخة بالغة الخطورة , حتى أن سقط في أيام معدودة أمام جحافل الشعب الذى تحرك غيظاً , وغضباً , ربما من البطء في إتخاذ القرار أو التباطؤ في إحداث 



التغيير , أو الإستهانه بحقوق الشعب , وإستحكام الغباء السياسي في عقول متحجرة طالت في مناصبها أزمنة , أنهت عمرها الإفتراضي , وفقدت صلاحياتها حتى للحياة , وليس لإدارة شئون وطن تعدى المائة مليون مواطن !! 

وللأسف لم يتفهم القائمون على النظام لغة التاريخ , ولم يستطع المستشارون المستفيدون من إستمرار النظام أن يواجهونه بحجم المصيبة إما غباءاً وإما قصداً , بأن (المركب) حينما تغرق فهم مثل أخشابها سوف (تعوم) على السطح أو كما يقال في الأدب الشعبي المصري (جدى المركب عامت قرقشت .. غرقت قرقشت)!!
فإذ بالاغلبية يقفزون من فوق سطح (المركب ) وللأسف بعض من قفز ذهب إلى مركب أخر وللأسف يقود بعضهم (المركب) ومازال يمسك بدفة الوطن!! 
نحن أمام مصيبة عدم قرائه التاريخ وعدم إتخاذ العبر والدروس المستفادة مما سقطنا وسقط غيرنا فيه . 

النهايات المحتومة , لحكم الأغبياء معروفة !!, ولعلنا ونحن بعد أن أحاط الله رعايته ببلادنا الحبيبة وبعد أن إستطاع الشعب المصرى وقواته المسلحة إسترداد الوطن بعد إختطافه فى يونيو 2012، ونحن اليوم تحت إدارة وطنية حازمة للوطن ـ نرجو أن يكون التاريخ عبرة وعظة ، حتى نسبق الزمن ونحقق أحلام المخلصين لهذا الوطن الحبيب.