خاص| خبير استراتيجي: هناك لعبة شد الحبال بين حركة النهضة ومنظومة الفساد
تعتبر الأحداث الجارية في تونس من أهم الأحداث التي جذبت الرأي العام وبشكل خاص ما تحاول القيام به حركة "النهضة" الإخوانية، ولطمات الرئيس التونسي قيس سعيد لهم.
وفي هذا السياق، قال ناصر تليلي الكاتب و الباحث الاستراتيجي في تصريحات خاصة ل"الفجر":" بالنسبة لحركة النهضة وإمكانية التضحية براشد الغنوشي فهو أمر غير مستبعد وإن كانت ظروف تلك التضحية لم تنضج بعد".
وأضاف تليلي في تصريحات خاصة:"ورغم كل الحيتان السمان التي ترعرعت في كنفه والمتلهفة للتبؤ مكانه في قيادة الحركة إلا أنها ما زالت تعاني من الضربات الموجة والتي تلقتها مؤخرا و خصوصا رهانها الأخيرعلى زيارة وفد الكونجرس الأمريكي والتي أصابتها بالارتباك وبالخصوص بما يتعلق بالثمن وكلفة التخلص من الشيخ راشد على معنويات قواعدها".
أما عن حل هيئة العلماء التابعين للقرضاوي، فقال الباحث الاستراتيجي :"بالنسبة لموضوع إغلاق مقر جمعية القرضاوي فهي مسألة معقدة تدخل في لعبة شد الحبال ما بين النهضة ومنظومة الفساد ضمن ثنائية التجارة في الدين والتجارة في الحداثة لصرف النظر عن المواضيع الحقيقة التي يجب معالجتها كتفشي أزلام الفساد و المافيات في كل دواليب الإدارة و القضاء والأمن والجمارك والبنوك و التي تشكل لب المشاكل التي زرعتها النهضة مع نقيضها مجموعة الحداثة المزيفة و طبعا مع أباطرة الفساد".
وأردف "تليلي" :"تعتبر جمعية القرضاوي منتهية كتحصيل حاصل بانتهاء نفوذ النهضة و التشديد على تلك المسألة أمر مريب".
أما عن صحة محاولات أغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد، فقال الكاتب الاستراتيجي :"هي صحيحة و لم يتسرب حتى الآن أي معلومات رسمية وكل السيناريوات المنشورة هي مجرد أفلام من الخيال العلمي و الحقيقي فيها رغبة وأمنيات حركة النهضة بحصولها فعلا و هناك معلومات مؤكدة بأن الأمن الرئاسي في تونس والذي يعتبر من نخبة النخبة و الذي يمتلك عقيدة جمهورية راسخة بحماية أي رئيس يدخل ممثلا الشعب التونسي مهما تكن ميوله السياسية إلا أنه في يخص االرئيس قيس سعيد إلى جانب إخلاصهم لشرفهم العسكري يكنون للرئيس قيس في قلوبهم حبهم واحترامهم الكبير له وللشعب التونسي".
واختم "تليلي" تصريحاته، قائلا:"بثت النهضة على مدى العشر سنوات من سيطرتها على مقاليد الحكم في كل دواليب الإدارة في الدولة والمجتمع المدني وعصابات التهريب والجريمة المنظمة و غيرها أزلامها غير أن أكثريتهم من المرتزقة و لا يشكل أنصارها العقائديين سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز الخمسة بالمائة والبقية لمن غلب و بالطبع ستحاول النهضة الضغط و هي فعلا قد بدأت عبر شبكتها بأخفاء واحتكار المواد الغذائية والأساسية لمواد البناء ورفع الأسعار للتشويش و خلق مناخ من الفوضى ولربما ستلجأ النهضة إلى العنف والأرهاب إلا أن تلاحم و اضطفاف رجال و نساء تونس الشرفاء في جميع مؤسسات الدولة المدنية و العسكرية و جنبا إلى جنب أكثرية الشعب التونسي قد أحبط محاولاتهم و سيحبطون أيضا ما تنوي النهضة اقترافه في المستقبل".