بعد القضاء على المقاومة في أفغانستان.. ما هو وادي بانشير الذي يهدد طالبان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قامت جماعة طالبان بالتغلب على المقاومة في وادي بانشير بعد معارك استمرت عدة أيام، كما نشرت الجماعة صورًا لمقاتليها أمام مقر حاكم الولاية الشمالية، وصورًا لعلمها منصوبًا فوق مبنى المقرّ.

وأعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في مؤتمر صحافي سيطرة الحركة بالكامل على وادي بانشير، قائلا إننا بهذا الانتصار خرجت بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب".

وكانت حركة طالبان قد خاضت في الأيام الأخيرة معارك مع "جبهة المقاومة الوطنية" بقيادة أحمد مسعود، وتتمركز هذه الجبهة في الوادي المعروف بتضاريسه الوعرة.


قائد المقاومة بعد السقوط يدعو للإستمرار وعدم الاستسلام
من جهته دعا قائد المقاومة الوطنية في وادي بانشير إلى "انتفاضة وطنية" ضد الحركة، قائلا في رسالة صوتية أُرسلت إلى وسائل الإعلام "أينما كنتم، في الداخل والخارج، أحثّكم على بدء انتفاضة وطنية من أجل كرامة وحرية وازدهار بلدنا"، داعيًا للتظاهر ضد طالبان في كل مناطق أفغانستان، كما قال لاحقا إن عدد من أقاربه وعدد قادة المعارضة في النظام الحكومي السابق قد قتلوا.

كما أوضحت المقاومة الأفغانية أن المتحدث باسمها، فهيم دشتي، وأحد قادتها العسكريين الجنرال عبد الودود زارا قتلا في الصراع، كما قتل جنرال بارز من طالبان و13 من حراسه الشخصيين.


إيران تدين طالبان لأول مرة منذ تولي الحكم
كما أدانت إيران اليوم الاثنين الهجوم الذي شنته طالبان على وادي بانشير، وقال سعيد خطيب زاده الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية خلال مؤتمر صحافي في طهران "الأنباء التي نسمعها من بانشير مقلقة ندين هجوم ليلة أمس على هذه المنطقة بشدة"، والتزمت طهران منذ سيطرة طالبان على أفغانستان الحذر في مواقفها، ولم تنتقد طالبان بشكل مباشر.

وقال مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان أن أي شخص يتمرد ضد حكم طالبان "سيتلقى ضربة قاسية"، وقال إن "الإمارة الإسلامية، حساسة جدًا إزاء حركات التمرد، ولن نسمح بتمرد آخر".

ما هو وادي بانشير
هو واد جبلي وعر، يعيش فيه ما بين 150 ألفا إلى 200 ألف شخص. كان مركزًا للمقاومة عندما كانت أفغانستان تحت الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات من القرن الماضي، وأثناء فترة حكم طالبان السابقة بين عامي 1996 و2001.

ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.

ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.

هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.

ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي "تخار" و"بغلان"، في الشمال، و"كابيسا" من الجنوب، و"نورستان" و"بدخشان" في الشرق والشمال الشرقي، و"لغمان" من الجنوب الشرقي، و"پروان" في غرب بانشير، ما يشكل تهديد لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.