هل يُقطع دابر جماعة الإخوان في تونس؟.. خبراء استراتيجيون يجيبون

تونس 365

بوابة الفجر



أصبحت دولة تونس محط أنظار الجميع، وبشكل خاص مع تسارع وتيرة الأحداث وخروج تصريحات من قبل حركة النهضة "الإخوانية"، بعدما تلقت الصفعات جراء قرارات الرئيس التونسي "قيس سعيد".
وكانت قد سقطت الحركة الإخوانية ومن ثم بدأت المظاهرات تجوب البلاد وكذلك الاحتجاجات والتي تطالب بمحاسبة جميع الإخوان والتابعين لها بالإضافة إلى غلق فرع القرضاوي وحل هيئة العلماء علماء المسلمين الموجودة في تونس والذي يترأسها شيخ الإخوان يوسف القرضاوي.
ولم يتم الاكتفاء بهذا الأمر فقط ولكن كانت قد جاءت النداءات التونسية هذا المرة من المجتمع المدني الذي يطلب بحل فرع القرضاوي، وعلى هذا الأساس كانت قد أصدرت الهيئة بيانات ضد الدولة التونسية، ولذلك يطلب الشعب حل تلك الهيئة.
الإخوان ورقصة الديك المذبوح 
وفي سياق متصل، علق حازم القصوري خبير الشؤون السياسية في تصريحات خاصة ل "الفجر" على ما يحدث، قائلا :"حقيقة النهضة خسرت ظهيرها الأمريكي وما التحركات التي يقومون بها إلا رقصة الديك المذبوح سواء أن ضحوا بالغنوشي أو لم يفعلوا، فهم يراهنون على الضغط الأمريكي واليوم الرهان على أمريكا واهن فالمشهد الأفغاني أكد أن أمريكا لها مصالحها تحميها و ليست الديمقراطية والحرية و لو كانت كذلك لفضلت البقاء في أفغانستان".


وتابع خبير الشؤون السياسية، قائلا :"الإخوان المجرمين لا يحملون مشروع سياسي فقط، فهم جماعة  يستخدمون كل شئ لأنفسهم وفي أي لحظة يقعون يتخلوا عن الأطراف كما حدث في مصر".
وفيما يخص إغلاق فرع القرضاوي والمطالبات التونسية، فقال الخبير السياسي في تصريحاته الخاصة :"بخصوص إغلاق فرع القرضاوي هذي مسألة قضائيا صرفة هناك ترتيبات واجراءات اتخذت كلها رهينة ملفات لا أكثر و لا أقل و رهينة وقت كذلك".
تفكيك خطوط المؤامرة
وعن محاولات اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد وإعلانه الأمر، فقال "القصوري:"تونس كما الرئيس يواجه تهديدات وهي تتنزل في إطار الامن التونسي و الرجال يشتغلون على هذا لتفكيك خيوط المؤامرة وتعقب الجناة وإحالتهم على العدالة وهو الذي أدى لأن الرئيس يفعل الفصل 80 من الدستور والبناء عليه لإنقاذ الدولة و المؤسسات من المشهد الإفغاني".
واختتم "القصوري" تصريحاته قائلا :"النهضة يجب عليها أن لا تنخرط في العنف و لا تواجه الدولة بل يجب أن تمتثل الى القانون كما مناصريها خاصة وقد خسرت حاضنتها الشعبية وانكشفت حقيقتها في صفوف الشعب وسقطت أقنعتها بخصوص داعميها وإجنداتهم الخفية".


التضحية بالغنوشي
وفي السياق ذاته، قال ناصر تليلي الكاتب و الباحث الاستراتيجي معلقا على مستجدات الوضع في تونس في تصريحات خاصة ل " الفجر" :" بالنسبة لحركة النهضة وإمكانية التضحية براشد الغنوشي فهو أمر غير مستبعد وإن كانت ظروف تلك التضحية لم تنضج بعد".
وأضاف تليلي في تصريحات خاصة:"ورغم كل الحيتان السمان التي ترعرعت في كنفه والمتلهفة للتبؤ مكانه في قيادة الحركة إلا أنها ما زالت تعاني من الضربات الموجة والتي  تلقتها مؤخرا و خصوصا رهانها الأخيرعلى زيارة وفد الكونجرس الأمريكي والتي أصابتها بالارتباك وبالخصوص بما يتعلق بالثمن وكلفة التخلص من الشيخ راشد على معنويات قواعدها".
لعبة شد الحبال
أما عن حل هيئة العلماء التابعين للقرضاوي، فقال الباحث الاستراتيجي :"بالنسبة لموضوع إغلاق مقر جمعية القرضاوي فهي مسألة معقدة تدخل في لعبة شد الحبال ما بين النهضة ومنظومة الفساد ضمن ثنائية التجارة في الدين والتجارة في الحداثة لصرف النظر عن المواضيع الحقيقة التي يجب معالجتها كتفشي أزلام الفساد و المافيات في كل دواليب الإدارة و القضاء والأمن والجمارك والبنوك و التي تشكل لب المشاكل التي زرعتها النهضة مع نقيضها مجموعة الحداثة المزيفة و طبعا مع أباطرة الفساد".
وأردف "تليلي" :"تعتبر جمعية القرضاوي منتهية كتحصيل حاصل بانتهاء نفوذ النهضة و التشديد على تلك المسألة أمر مريب".


تأكيد محاولات اغتيالات الرئيس التونسي
أما عن صحة محاولات أغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد، فقال الكاتب الاستراتيجي :"هي صحيحة و لم يتسرب حتى الآن أي معلومات رسمية وكل السيناريوات المنشورة هي مجرد أفلام من الخيال العلمي و الحقيقي فيها رغبة وأمنيات حركة النهضة بحصولها فعلا و هناك معلومات مؤكدة بأن الأمن الرئاسي في تونس والذي يعتبر من نخبة النخبة و الذي يمتلك عقيدة جمهورية راسخة بحماية أي رئيس يدخل ممثلا الشعب  التونسي  مهما تكن ميوله السياسية إلا أنه في يخص االرئيس قيس سعيد إلى جانب إخلاصهم لشرفهم العسكري يكنون للرئيس قيس في قلوبهم حبهم واحترامهم الكبير له وللشعب التونسي".
ضغط الاخوان
واختم "تليلي" تصريحاته، قائلا:"بثت النهضة على مدى العشر سنوات من سيطرتها على مقاليد الحكم في كل دواليب الإدارة في الدولة والمجتمع المدني وعصابات التهريب والجريمة المنظمة و غيرها أزلامها غير أن أكثريتهم من المرتزقة و لا يشكل أنصارها العقائديين سوى نسبة ضئيلة لا تتجاوز الخمسة بالمائة والبقية لمن غلب و بالطبع ستحاول النهضة الضغط و هي فعلا قد بدأت عبر شبكتها بأخفاء واحتكار المواد الغذائية والأساسية لمواد البناء ورفع الأسعار للتشويش و خلق مناخ من الفوضى ولربما ستلجأ النهضة إلى العنف والأرهاب إلا أن تلاحم و اضطفاف رجال و نساء تونس الشرفاء في جميع مؤسسات الدولة المدنية و العسكرية و جنبا إلى جنب أكثرية الشعب التونسي قد أحبط محاولاتهم و سيحبطون أيضا ما تنوي النهضة اقترافه في المستقبل".