إلهام صلاح: "الفخار والمراكب" إلهامات النيل العظيم لقدماء المصريين
النيل هو ملهم المصريين عبر العصور وأثر في تشكيل ونهوض الحضارة المصرية وخصيصًا العصر القديم منها، حيث جعل المصري يستقر وبذلك بدأت ملامح الحضارة المصرية التي تطورت وتشكلت حتى صارت لغزًا يحير العالم.
ومن ناحيتها قالت إلهام صلاح مساعد وزير السياحة والآثار ورئيس قطاع المتاحف السابق، إن النيل كان "هدية السماء" لمصر، فهو أطول أنهار العالم ومصدر كل الحياة والوفرة في الوادي القديم، حيث تدفق 4665 ميلًا من قلب أفريقيا في رحلة فريدة شمالًا إلى البحر الأبيض المتوسط ويستغل مصدرين مناخيين منفصليين من أجل الوصول إلى مصر، الأول "الرياح الموسمية الصيفية لأثيوبيا والسودان، والتي تغذي النهر بمياه العواصف، والموسمان المطيران السنويان في وسط أفريقيا، اللذان يغذيان النيل بأمطار غزيرة وتفيض بحيرات تدفق النيل من مصدرين.
وأشارت في تصريحات خاصة إلى الفجر، أن النيل الأبيض كان يرتفع من البرك العميقه الاستوائية، والنيل الأزرق يكتسح من مرتفعات الحبشة، وتتحد هذه مع العديد من الروافد، بما في ذلك نهر العطبرة، الذي ينضم إلى النيل عند الشلال الخامس، مما يجلب كميات هائلة من السوائل والطين الأحمر الذي تشهد عليه الأواني الفخارية الكثيرة التي صنعها المصريين القدماء بالآلاف بأحجام مختلفة ولأغراضها العديدة ولونت وزخرفت بالعديد من الأشكال الهندسية، والتي تحتفظ المتاحف المصرية بالمئات منها.
وتابعت، ونجد مناظر المراكب ذات الأشكال المختلفة والتي تعلن عن معرفة المصريون لصناعتها من آلاف
السنيين، سواء للمتعة، الصيد، التجارة وغيرها، وهناك العديد من المراكب الخشبية
والنماذج الصغيرة وأيضًا ما نُقش علي الصخور المجاورة للنيل ونُقش جوارها حكايات
وأحداث ملأت قصص المصريين القدماء.
وأكثر
المراكب الخشبية المكتشفة وما أطلق عليها مركب الشمس والتي هيئت لها القاعة الضخمة
بالمتحف الكبير لتروي للعالم كله من أسرار من بين نسيج إلى فاها الخشبية من حكايات
عن من صنعها وكيف وهل ركبت؟ وهل طافت بين سحاب السماء؟ كما تخيلها المصريين القدماء
أو تحكي عن فلسفتهم في الحياة أو الممات ولن تنسي أخشاب المركب لتعترف بالجميل
للشيخ يوسف شيخ المرممين لما بذله من جهد في ترميمها وتحية من كل قلوب المصريين
لك.
واختتمت إلهام صلاح مساعد وزير السياحة والآثار ورئيس قطاع المتاحف السابق أن هذين المظهرين الحضاريين، وبدايتهما في مصر، مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بنيلنا العظيم الذي شكل الحضارة المصرية وجعلها ملء السمع والبصر عبر العصور.