تعرف على ردود الفعل العربية والعالمية حول الهجمات الحوثية على السعودية
لا تزال ردود الفعل العربية الغاضبة متواصلة من الهجمات الحوثية المستمرة على السعودية، والتي كان آخرها استهداف المنطقتين الشرقية والجنوبية، بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ الباليستية، بدعم وعتاد إيراني، الأمر الذي بدوره استدعى موجة إدانات إقليمية ودولية واسعة وعلى رأسهم إيران.
أعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير هيثم أبو الفول عن إدانته للإعتداءات المتكررة لميليشيا الحوثي على أراضي المملكة العربية السعودية، واستهداف المناطق المدنية بالصواريخ البالستية والطائرات المفخخة المسيرة، وآخرها استهداف المنطقة الشرقية، وجازان ونجران، مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات بين المدنيين الأبرياء، وخلف أضرارًا مادية.
بيان السعودية بشأن غارات الحوثيين
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، اليوم الأحد، إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت 3 صواريخ بالستية، و3 طائرات مسيرة مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران باتجاه المنطقة الشرقية، جازان، ونجران.
وأوضح المالكي أن الدفاعات السعودية اعترضت ودمرت عند الساعة ( 21:32 ) من مساء السبت صاروخا باليستيا أطلقته المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من صنعاء باستخدام الأعيان المدنية باتجاه المنطقة الشرقية بالمملكة.
وأضاف المالكي أن عملية الاعتراض تسببت في تناثر الشظايا على حي (ضاحية الدمام) ونتج عن ذلك إصابة طفل وطفلة (سعوديان) وتضرر 14 منزلا سكنيًا بأضرار خفيفة.
وسبق اعتداءات أمس، هجوم حوثي استهدف مطار أبها بطائرة مسيرة، أسفر عن وقوع إصابات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأمام هذه الاعتداءات، أكدت وزارة الدفاع السعودية أنها تتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية أراضيها ومقدراتها، من هذه الهجمات العدائية والعابرة للحدود، "من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
موقف اليمن من اعتداءات الحوثيين
وكان السفير اليمني في الأردن، علي العمراني، قد أعلن الأربعاء الماضي ترحيب بلاده بقرار واشنطن بشأن تصنيف جماعة "أنصار الله" كمنظمة إرهابية أجنبية، وقال إنّ "الحكومة اليمنية تؤكد أن "الحوثيين" يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية، ليس فقط لأعمالهم الإرهابية العديدة، ولكن أيضا لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، الاثنين الماضي، أن وزارة الخارجية ستخطر الكونغرس بنيته تصنيف جماعة "أنصار الله" اليمنية منظمة إرهابية أجنبية.
وقال بومبيو في بيان للخارجية: "أعتزم إدراج ثلاثة من قادة جماعة "أنصار الله" وهم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين".
وأشار بومبيو إلى أن "هذه الخطوة سيكون لها تأثير ملحوظ على الوضع الإنساني في اليمن"، مشددًا على "وجود خطة لتنفيذ إجراءات لتقليل تأثير التصنيف على بعض النشاط الإنساني.
اعتراض الطريق الدبلوماسي السويدي المتجه لإحلال السلام باليمن
إنّ إصرار المليشيات الحوثية على استهداف السعودية واليمنيين، واستئنافهم الهجمات الحوثية بذلك التوقيت يبعث رسائل مفادها تحدي جهود الإرادة الإقليمية والدولية في إحلال السلام باليمن، خصوصا أنها تأتي تزامنا مع بدء المبعوث السويدي الأممي الجديد لليمن هانس غروندبرغ، مهامه، اليوم الأحد، والذي يُنتظر أن يحرك فترة من الركود التي سيطرت على المشهد اليمني منذ انتهاء ولاية المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث، الشهر الماضي.
الحل المتوقع
وقال الدكتور إبراهيم حسن الغزاوي أستاذ القانون الدولي وخبير العلاقات السياسية إنّ الحل في مثل تلك المشكلات لا يكون إلا بالتفاوض، والهجمات الحوثية ليست جديدة ولكن بعد أن تم تصعيدها وطالت مطار أبها ومصافي البترول في السعودية فهذا إعلان سافر لرفض جماعة الحوثي مفاوضات السلام يستدعي إدخال إيران في معادلة الضغط العسكري وربما يستدعي الأمر في مرحلة ما رد تلك الهجمات.
وأضاف الغزاوي في تصريحات خاصة "للفجر": " فيما يتعلق بالمبعوث الجديد نتمنى أن يكون له حظ أوفر من سابقيه، وإن كان هناك وجود تعقيدات شديدة على أرض الواقع، فجماعة الحوثي طالما تمتلك قدرات عسكرية تمكنها من مواصلة المنازعات فمن المستبعد في الوقت الراهن أن تزعن لمفاوضات المبعوث الأممي، وإلا كان تم ذلك منذ سنوات ماضية عندما أعلنت المملكة السعودية رغبتها الشديدة في تدارك الموقف اليمني".
وأردف خبير العلاقات السياسية، أنّ الوضع بشكل عام يدفع المجتمع الدولي لإتخاذ قرارات جديدة بجانب التفاوض منها وضع المزيد من العقبات الإقتصادية على السلاح بشكل يشمل الإتجاهين الجوي والبحري أو فرض رقابة وحظر توريده تمامًا لمناطق المنازعة، فمجلس الأمن الدولي يجد أنّ تهديد السعودية ليس مجرد تهديد لدولة وإنما تهديد لإقتصاد عالمي بصفتها المصدر الرئيسي للنفط.
تضامن مجلس التعاون الخليجي
أدان مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأحد، الهجمات الحوثية التي استهدفت المناطق والأعيان المدنية بالسعودية.
وأكد المجس في بيان، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات وموقف فوري وحاسم لوقف هذه الأعمال العدوانية.
تضامن الإمارات والبحرين
أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها لاستمرار الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيات الحوثي، تجاه السعودية
وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أمس السبت، إن " استمرار هذه الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي المدعومة من إيران يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية".
بينما أكدت البحرين على موقفها الراسخ المتضامن مع السعودية في كل ما يستهدف أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، وأشادت بكفاءة ويقظة قوات الدفاعات الجوية السعودية التي تمكنت اليوم الأحد، من اعتراض أربع طائرات مسيرة وتدميرها.
تضامن مصر
بدورها، أدانت مصر بأشد العبارات الهجمات الحوثية التي استهدفت المنطقتين الشرقية والجنوبية بالسعودية.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان: "أعربت مصر عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات للهجمات التي استهدفت السعودية باستخدام عدد من الصواريخ الباليستية، فضلًا عن الطائرات المفخخة التي أطلقتها مليشيات الحوثي اليوم، التي تمكنت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن من اعتراضها بنجاح".
وأكدت مصر على "وقوفها بجانب السعودية في مواجهة هذه الأعمال العدائية الخسيسة"، مشددة على "الارتباط الوثيق بين الأمن القومي بالبلدين الشقيقين".
كما أعربت مصر عن "مساندتها لما تتخذه السعودية من تدابير لصون أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها إزاء هذه الهجمات الإرهابية التي تمثل تهديدًا جسيمًا للأمن والاستقرار في المنطقة".