وكيل وزارة الثقافة اليمنية يكشف لـ"الفجر" جرائم ميليشيا الحوثي وطرق تدميرها للتراث ببلاده (حوار)

تقارير وحوارات

بدر الصلاحي وكيل
بدر الصلاحي وكيل وزارة الثقافة اليمنية


◄ميلشيات الحوثي في اليمن تعمل جاهدة على طمس الماضي
◄مليشيات الحوثي أداة من أدوات النظام الإيراني 
◄ ميليشيات الحوثي تسعى على طمس الهوية اليمنية التاريخية والحضارية 
◄المليشيات الحوثية دمرت التراث اليمني بالسرقة والمتاجرة الغير مشروعة 
◄الحل الأمثل للأزمة اليمنية هو الحل السياسي 
◄ المواقع الاثرية التي تم تدميرها ونهبها تقع تحت سيطرة المليشيات 
◄ مليشيات الحوثي ساعدت في تهريب نسخة من التوراة إلى إسرائيل يعود تاريخها إلى ما قبل 800عام 


قال بدر الصلاحي وكيل وزارة الثقافة اليمنية، إن ميلشيات الحوثي في اليمن تعمل جاهدة على طمس الماضي من خلال تغيير ثقافة المجتمع اليمني المعروفة بعروبيتها وتحويل الثقافة اليمنية الأصيلة إلى ثقافة الملزمة التي يريدون غرسها في عقول الأطفال ليسهل عليهم التحكم بمستقبل اليمنيين وتحويل ولائهم من ولاء وطني يمني الى ولاء للمرشد الإيراني.

وأضاف الصلاحي في حوار خاص لـ"الفجر"، بأنه منذ الوهلة الأولى للحرب وحتى ما قبل الحرب سعت ميليشيات الحوثي على طمس الهوية اليمنية التاريخية والحضارية وهذا العمل هو ضمن الأعمال الموكلة لها من قِبل نظام الملالي الذي يُريد تحويل اليمن إلى ولاية إيرانية وهذا العمل لا يتحقق إلا بطمس الهوية من خلال ثقافة الملزمة التي تم ادراجها ضمن المنهج الدراسي لطلاب المدارس اليمنية التي تقع تحت سيطرتهم.

وإليكم نص الحوار:-

◄ كيف قضت مليشيات الحوثي على جهود السلام باليمن؟

مليشيات الحوثي أداة من أدوات النظام الإيراني ولن تقدُم على أي عمل سياسي يصل بالوضع اليمني إلى سلام وفق المبادرات التي تم طرحها من قبل المبعوثين الدوليين لليمن إلا بتوجيهات من طهران  فقرار الحوثيين ليس بيدهم إنما هُم أدوات تنفذ ما يملى عليها والحقيقة ان إيران هي من تعرقل أي حلول وهي من تسعى إلى إطالة أمد الحرب وعدم القبول باي حلول سليمة تفضي إلى انهاء معاناة الشعب اليمني إلا وفق ما تقتضيه مصالح ايران.


◄ لما تدعم إيران الحوثي بكل الوسائل.. وما هي أهدافها باليمن ؟

إيران دولة توسعية فكرياً وعسكرياً فهي تعمل على هدفين مذهبي وعسكري، الهدف الأول هو الشق المذهبي الشيعي الاثنعشري المتطرف عبر عملائها في البلدان التي تتواجد فيها مثل هذه الفئات المتطرفة والمليشيات الحوثية هي أحد أذرعها في اليمن والتي تقوم بتنفيذ مخطط إيران في اليمن

والهدف الثاني هو الشق العسكري كون اليمن تطل على مضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي 7% من تجارة العالم وهو محل أطماع ايران مما جعلها تدعم مليشيات الحوثي بكل الإمكانيات حتى تسيطر على أهم ممر مائي لتتحكم في تجارة العالم التي تمر عبره وكورقة ضغط تساوم فيها العالم

وهناك أمثلة في توسعها الفكري والسياسي والعسكري في العراق وسوريا ولبنان والان بدأت تعمل على التقلقل في أفغانستان بعد خروج الامريكان الغرض نشر مشروعها الفارسي الصفوي في هذه البلدان لتظل مصدر غلق للعالم


◄لماذا تستميت مليشيات الحوثي على تغيير الهوية الثقافية والاجتماعية باليمن؟

منذ الوهلة الأولى للحرب وحتى ما قبل الحرب سعت ميليشيات الحوثي على طمس الهوية اليمنية التاريخية والحضارية وهذا العمل هو ضمن الاعمال الموكلة لها من قِبل نظام الملالي الذي يُريد تحويل اليمن إلى ولاية إيرانية وهذا العمل لا يتحقق إلا بطمس الهوية من خلال ثقافة الملزمة التي تم إدراجها ضمن المنهج الدراسي لطلاب المدارس اليمنية التي تقع تحت سيطرتهم ولهذا تسعى جاهدة على إنتاج جيل فاقد للانتماء اليمني جيل يستطيعون توجيهه بما يتماشى مع الفكر المذهبي الذي تسعى ايران لنشره وحتى تضمن استمرارها في البقاء على الأرض اليمنية إلى ما شاء الله.


◄المليشيا الحوثية تستهدف الماضي وتدمر الحاضر وتفخخ المستقبل.. حدثني حول جرائمها خاصة في الجانب الثقافي ؟

بكل تأكيد لا يختلف اثنين على ما تفعله ميلشيات الحوثي في اليمن من إرهاب ضد ثقافة اليمن التاريخية فهي تعمل جاهدة على طمس الماضي من خلال تغيير ثقافة المجتمع اليمني المعروفة بعروبيتها وتحويل الثقافة اليمنية الاصيلة إلى ثقافة الملزمة التي يريدون غرسها في عقول الأطفال ليسهل عليهم التحكم بمستقبل اليمنيين وتحويل ولائهم من ولاء وطني يمني الى ولاء للمرشد الإيراني وهذا العمل الاجرامي سيظهر جلياً في المستقبل فإذا لم يتم وقف هذا العمل ستكون المناطق التي تحت سيطرتهم مقاطعات إيرانية لا سمح الله، لكني على ثقة بأن الشعب اليمني لن يقبل بهذه المليشيات الآتية من الماضي المتخلف القديم ولن يقبل طمس هويته مهما كلف الثمن وستهزم بإذن الله مثلما هُزم المحتلين القُدامى لليمن وسيعود اليمن بثقافته العربية الإسلامية الأصيلة.

 
◄ كيف دمرت ميليشيات الحوثي الإرهابية تراث اليمن؟

المليشيات الحوثية دمرت التراث اليمني بالسرقة والمتاجرة الغير مشروعة وفتح المجال لتجار الاثار الذين لا يهمهم تاريخ وطن بقدرما يهمهم ما يجنوه من تلك التجارة القذرة التي لا يعمل بها إلا فاقد للقيم الإنسانية والأخلاقية والوازع الديني والوطني ومن يدير هذه المافيا هُم قيادات حوثية.


◄ما حجم الدمار الذي الحقته المليشيات الحوثية في المعالم التاريخية والثقافية لليمن؟

كما تعلم أن اليمن مليء بالمواقع التاريخية التي تحتوي على كم هائل من الآثار والمخطوطات التاريخية القديمة والتي أصبحت تعبث بها المليشيات الحوثية بشكل غير أخلاقي ولا انساني لكني أوجز لك عن بعض المعالم الاثرية التي عمدت الميليشيات إلى تدميرها خصوصاً المعالم التاريخية  التي تقع في المناطق التي تخضع لسيطرتها على سبيل المثال لا الحصر صنعاء القديمة المُصنفة ضمن قائمة مدن التراث العالمي تم تدمير بعض معالمها ومنها المسجد الكبير التاريخي ونهب ما بداخلها من اثار ومخطوطات نادرة لا تقدر بثمن، وأيضاً مدينة زبيد المصنفة ضمن المواقع التاريخية والتي استخدمت بعضها مخازن للأسلحة بعد نهب ما تحتويه من اثار ومخطوطات وقلعة القاهرة التاريخية في مدينة تعز وفي مأرب 25 موقعا أثرياً تم قصفها بالمدفعية الحوثية وايضاً في محافظة الجوف مدينة براقش التاريخية تعرضت للتدمير ونهب الاثار من أكثر المواقع فيها وفي محافظة البيضاء ومحافظة أب، وفي محافظات الجنوب مثل شبوة والضالع وعدن تم تدمير بعض المواقع ونهب بعض الآثار منها في فترة تواجد الحوثيين بها قبل ان يتم طردهم منها والكثير من المواقع الأخرى الذي يطول شرح ما حدث فيها في أكثر المحافظات اليمنية.

 
◄ برأيك كم يحتاج اليمن من دعم مالي كي يقوم بإعمار المعالم الاثرية التي دمرتها مليشيات الحوثي؟

التدمير كبير جداً وليس هناك إحصائية دقيقة خصوصاً أن أكثر المواقع الاثرية التي تم تدميرها ونهبها تقع تحت سيطرة المليشيات ولم تصلنا منها تقارير دقيقة إلا بالشيء اليسير لكنها تحتاج الى إمكانيات كبيرة تقدر بمئات الملايين من الدولارات كون التدمير شمّل كل شيء حتى دور العبادة التاريخية لم تسلم من هذا العبث.


◄ بعد تفجير وتدمير للقلاع التاريخية والانتهاكات اليومية للميليشيات الحوثي.. ما هو أوجه التشابه بين الحوثي والقاعدة وداعش؟

العقلية الإرهابية لا تُجزأ فهي تسلك نفس السلوك ونفس الأساليب لان المغذي للإرهاب فكرياً ومالياً وعسكرياً هو نظام إيران الصفوي فالمنهجية واحدة ولهذا لا فرق بينهم إلا بالمسمى وجميعهم يعملون على تدمير المجتمعات التي لها إرث تاريخي وثقافي إسلامي وعربي اصيل وهذه الاعمال التي ترتكب ضد العرب والمسلمين ليست حديثة العهد فايران عبر التاريخ تعتبر العدو الحقيقي للإسلام الوسطي.

◄هل هناك إحصائية عن الاثار التي تم تهريبها؟

نعم هناك كشوفات لدى هيئة الأثار في الوزارة في المسروقات التي قامت مليشيات الحوثي بسرقتها وتهريبها وبيعها بالسوق السوداء لدعم ما يسمى المجهود الحربي والبعض منها في إيران وهذه الاثار هي التي ضمن قائمة الاثار المسجلة لدى هيئة الاثار اليمنية والتي تم سرقتها من المتاحف وتقدر بالأف القطع النادرة، وهناك آثار تم سرقتها من المواقع التي تقع تحت سيطرتهم عبر الحفر العشوائي ونبشها بطريقة إجرامية وهذه الاثار لم تسجل من قبل لدى هيئة الاثار وعددها كبير جداً لكننا استطعنا إيقاف بعضها من التهريب ونسعى على تتبع ما تم تهريبه وعبر الجهات المختصة واستعادتها وفق القانون الدولي الخاص بجرائم الاتجار بالآثار.

أيضاً مليشيات الحوثي ساعدت في تهريب نسخة من التوراة إلى إسرائيل يعود تاريخها إلى ما قبل 800 عام عبر يهود يمنيين وتم تسليمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بشكل علني ومخطوطات أخرى تم تهريبها وبيعها وقد أبلغنا عنها المنظمات الدولية ومنها اليونسكو ونحن نتطلع بأن تكون محاربة هذا الاعمال الاجرامية من خلال التعاون الدولي وفق الاتفاقيات التي تنص على حظر ومنع استيراد وتصدير الممتلكات الثقافية كون الإتجار بآثار وتراث الشعوب جريمة يحرمها القانون الدولي.
 
◄هل هناك تنسيق بينكم وبين منظمة اليونسكو.. وكذلك المنظمات الدولية ذات الصلة بخصوص تهريب الاثار؟

نعم نحن في وزارة الثقافة اليمنية عملنا جاهدين على رفع تقارير بكل ما تتعرض له بلادنا من تدمير ثقافي ممنهج من قبل المليشيات الى المنظمات الدولية ومنها منظمة اليونسكو والعمل جار مع المنظمات الدولية ذات الصلة، وفي نهاية 2019م كان هناك ورشة عمل في جيبوتي لمحاربة الاتجار بالأثار وتهريبها من اليمن نظمتها اليونسكو بمشاركة منظمة الإنتربول والأيكوم ووزارة الثقافة الجيبوتية وبحضور ممثلين عن وزارة الثقافة وهيئة الأثار اليمنية واهم ما تم مناقشته هو حماية الاثار ومنع تهريبها من خلال تدريب عناصر من الشرطة اليمنية لحماية الاثار داخل اليمن وتتبع المهربين داخلياً وخارجياً وتسجيل المواقع الاثرية ضمن الخارطة الأثرية ليسهل متابعة الاثار اذا تم تهريبها.

◄ كيف ترى الحل الأمثل للأزمة اليمنية؟

الحل الأمثل هو الحل السياسي إذا قبلت ميليشيات الحوثي لكل ما جاء في المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216، اذا ما وضعت المليشيات الحوثية مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار بغير ذلك أعتقد أن الحل العسكري هو حل أخير إذا استنفذت كل الخيارات السلمية وبرغم أن خيار الحسم العسكري تترتب عليه آثار سلبية على الشعب إلا أنه الحل النهائي وهذا مؤسف وتتحمل مسؤوليته ميليشيات الحوثي الإرهابية وايران الداعمة لها.