تعود لعهد عبد الناصر.. السفير جمال بيومي يكشف سر تميز العلاقات المصرية القبرصية
عقدت اليوم اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص فى القاهرة، والتى تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، حيث تم الاتفاق على أهمية الإسراع فى تنفيذ خط أنابيب أفروديت.
علاقات متميزة وتاريخية
وفي البداية، يقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قبرص في قلب البحر المتوسط وهي أقرب دول أوروبا إلى مصر، والعلاقة معها قديمة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت قبرص تطالب باستقلالها في زمن الأنبا مكاريوس الثالث الذي كان زعيم الجبهة التي تطالب بالاستقلال، وكان ناصر يؤيد ذلك.
وتابع السفير، أن قبرص منعت بريطانيا عام 1956 من استخدام أراضيها للانطلاق بالعدوان الثلاثي على مصر، ثم نالت قبرص استقلالها وصارت هناك علاقات مقربة بين الزعيمين، مضيفًا: "رأيت بنفسي الأنبا مكاريوس على رأس المشيعين في جنازة ناصر".
ما الجديد في القمة اليوم؟
واستكمل: "الجديد اليوم في القمة، هو أن قبرص صارت عضوًا في الاتحاد الأوروبي، في ظل وجود اتفاق مشترك بين مصر وبين الاتحاد الأوروبي"، موضحا أن ذلك يعني أن كل الصادرات والواردات بين الطرفين عليها إعفاء جمركي كامل، وبذلك من السهل التبادل التجاري مع قبرص ذهابًا وعودة.
وبخصوص التطور الثاني، قال السفير، إن هناك اكتشافات للغاز في البحر المتوسط بجانب ترسيم الحدود الاقتصادية للمياه في البحر، وهذا جعل مصر تكتشف اكتشافات غاز جديدة، والاتفاق بين مصر وبين قبرص وبين اليونان على إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن هذا منتدى سيكون مقبره في القاهرة وانضمت إليه بعض الدول الأخرى.
وأوضح، أن هناك اكتشافات للغاز في مصر، وأصبحت في مركز تستطيع منه التصدير للدول الأوروبية، بجانب تصدير الكهرباء عن طريق اليونان بكابل بحري، وأن الغاز يحتاج مراكب ضخمة لتصديره، ومصر لديها مصنعين في دمياط والثاني في رشيد، حيث يحول الغاز إلى سائل وبالتالي يسهل نقله، مضيفًا أن الغاز السائل قيمته عالية، وسوف تعمل مصر على استيراد الغاز وتصديره سائلًا، للاستفادة من القيمة المضافة.
وتابع، أن كل هذه مشروعات جديدة وكثيرة، وسوف تخلق فرص عمل كثيرة، بجانب العلاقات السياسية، حيث كل من مصر وقبرص تحاربان الهجرة الغير المشروعة والإرهاب وغسيل الأموال وتجارة المخدرات، وكل ذلك يتم التعاون فيه، سواء على المستوى الأمني أو تبادل المعلومات، موضحًا أنه يمكن الاستثمار بين البلدين في إفريقيا بجانب جذب استثمارات إلى منطقة قناة السويس.
وعلى المستوى السياسي، قال السفير بيومي، إنه جارٍ تهدئة الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا، خاصة وأن لتركيا أطماع في ليبيا، وكل هذه الموضوعات على الطاولة ومحل تشاور بين الرئيسين المصري والقبرصي.