"طريق السويس" في جنوب اليمن.. حلم انتظره اليمنيون 50 عامًا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ أن شهدت اليمن موجة من الاحتجاجات المعروفة بثورات الربيع العربي ومن ثم في 2011 ثورة الشباب اليمنية وانقسام المشهد السياسي بين الفصائل السياسية الثلاثة ( السلطة الحاكمة في العاصمة، تنظيم القاعدة في الجنوب، الحوثيين في الشمال) وهي تعاني من أزمات وتقف دون حراك في ظل التقدم الذي يشهده العالم في كافه المجالات، ولكن يبدو أنّ هذا الوضع لن يدم طويلًا.

تمضي اليمن قدمًا نحو تحقيق مشروع طريق ( باتيس رصد لبعوس) أو كما أطلقوا عليه الآن قناة سويس يافع، والذي كان حلم لليمنيين طال انتظاره أكثر من 50 عام، بفضل تكاتف مجتمعي لافت ومثير عبر حملة تبرعات واسعه أطلقها تجار ورجال أعمال وشارك فيها إعلاميون وناشطون.

طريق (باتيس رصد معربان لبعوس) الإستراتيجي:
طريق يربط مدينة يافـع مع المحافظات الجنوبية والشرقية منها، ويمتد من باتيس ودلتا أبين جنوبًا حتى رصد شمالًا، بمسافة ٩٦ كيلومتر.

رؤية المشروع
• المشروع سيربط مناطق يافع جميعها، والمتداخلة بين محافظتي لحج وأبين، مع عدة محافظات جنوب وشمال وشرق اليمن، عبر طريق دائري، وبالتالي سيوفر تكلفة النقل وتقليل الوقت والجهد أثناء السفر.

• سيشجع الطريق الناس (ذكورًا، وإناثًا) على مواصلة التعليم الجامعي، الذي بدأ الكثير بالعزوف عنه نظرًا لبعد المسافة وقلة إمكانات النقل.

• سيساعد الجانب الصحي، من خلال إسعاف المرضى من الريف للمدينة، كون أغلب المرضى يموتون في الطرق الوعرة قبل وصولهم إلى مستشفيات عدن. والمشروع يبدأ من أولى التجمعات السكانية بعد مناطق حطاط وهي منطقة سرار، ويتفرع للقرى المستفيدة وكأنها أشبه بتشكيل شجرة عائلة، ومن محطات سرار ثم رصد ووصولًا إلى سوق السعدي ثم رباط السنيدي وجبل اليزيدي، ومفرق تقيل الخلاء فالمحجبة وانتهاءً بلبعوس.

• سينعش السياحة من خلال خطة تنظيمه لنقل السياح للمناطق الداخلية حيث أنّ مناطق يافع جميلة بأهلها وبفنها المعماري ومناظرها الطبيعية الخلابة خصوصًا أيام الصيف

تمويله:
يعد مكتب كلد التابع للشيخ طلال بن غازي الكلدي هو الحاضن لهذا المشروع، ويعد الإعلامي اليمني فواز الحنشي، من أبناء يافع، أبرز المواكبين لحملة شق الطرق منذ انطلاقتها، وتمويل المشروع الحالي معتمد كليًا على التبرعات من الشعب اليمني كله ومساهمات شركات الصرافة ورجال المال والأعمال والإعلاميين المنتمين لمنطقة يافع، والذين أعطوا للحملة دافعًا عن طريق إطلاق حملات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، أعطت زخمًا إضافيًا للحملة، حتى وصل حجم التبرعات والمساهمات المالية فيها إلى أكثر من مليار ريال يمني، خلال أسبوع واحد فقط.

موقف أهالي جنوب اليمن من المشروع:
ينظر إليه أهالي المنطقة بأنه الأهم على الإطلاق في تاريخ منطقتهم، وبات حديث الساعة حيث شبهوه بقناة السويس المصرية، حتى أن الإعلامي اليمني فواز يافع، اختتم حديثًا له عن المشروع بالقول: "مثلما يتفاخر المصريون بشقهم قناة السويس التي ربطت بين الشرق والغرب، وسهلت الحركة بين طرق النقل والتجارة العالمية، سيكون ليافع وأبناءها كل الفخر والاعتزاز بتنفيذ هذا الطريق". ويافع هو أول من أطلق على المشروع (باتيس رصد لبعوس) اسم (قناة يافع السويس).