ملامح حكومة طالبان ومدى شرعيتها في المجتمع الدولي
بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان، عقب أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في هذا البلد، استمرت عشرين عاما، والأنظار تتوجه نحو أفغانستان حيث تستعد حركة طالبان للكشف عن حكومتها الجديدة، في خطوة قد تقيس مدى "شرعيتها" مع العالم الخارجي.
طبقًا لمقابلات أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مع مصادر من طالبان وأخرى في كابول وقندهار، سيصبح أخونده زاده هو "السلطة العليا للحكومة الإسلامية الجديدة"
وفي الخطاب الرسمي للحركة صباح اليوم تمت الإشارة إلى أخونده زاده، الذي كان يجتمع مع قيادة طالبان في قندهار بـ"الزعيم" أو "رهبار" وكلتاهما تعني "القائد"، وهو دور ثيوقراطي مشابه للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وتشير التوقعات إلى أنّ الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، ومحمد عباس ستانيكزاي سيتوليان مناصب بارزة في الحكومة.
وكان من المتوقع أن يتولى عبدالغني برادار، أحد مؤسسي طالبان الذي شغل منصب نائب زعيم الحركة بالسنوات الأخيرة، مسؤولية إدارة الشؤون اليومية باعتباره رئيس الحكومة، ولكن شغل برادار منصب رئيس المفاوضات عن الحركة في محادثات السلام مع الولايات المتحدة وقطر.
ومن المتوقع أن تذهب مناصب أخرى بالحكومة لشخصيات قيادية مثل: سراج الدين حقاني، نائب آخر لزعيم الحركة وقائد عمليات مؤثر،ومولاوي محمد يعقوب، ونجل مؤسس حركة طالبان الملا محمد عمر، ومن بين قادة طالبان الآخرين المتوقع أن يشغلوا مناصب بالحكومة: سادار إبراهيم، الذي عمل بمنصب وزير الداخلية منذ سيطرة طالبان على السلطة.
ولا يزال من غير الواضح دور مجلس القيادة وما إن كانت عضويته ستفي بوعد طالبان بتشكيل حكومة شاملة للجميع.
وطبقًا لتقارير إعلامية فإنّ الإعلان عن الحكومة، الذي سيتضمن وزارات مثل الاتصالات والداخلية، قد يأتي في أقرب وقت يوم الخميس
شرعية حكومة أفغانستان:
ويتوقع المستشار فارس عمران خبير تدريب القانون الدولي عدم استحواذ طالبان على ثقة المجتمع الدولي.
وأضاف عمران في تصريحات خاصه "للفجر" أنّ الواقع سيفرض العديد من الأزمات الدبلوماسية والإقتصادية والحقوقية على حركة طالبان نظرًا لتاريخها في إرهاب المجتمع الأفغاني.
مخططات تركية:
وقال حسام الحداد الخبير في الشؤون السياسية إنّ طالبان ستستحوذ على رضا الدول التي كانت مشاركة في الملف الأفغاني قبل استحواذ الحركة وفي حال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بها.
وأضاف الحداد في تصريحات خاصه "للفجر" أنه من الممكن أن توقع طالبان عدة اتفاقيات مع الصين وروسيا وإيران مما يثير تخوف الجانب الأمريكي.
وأشار الخبير في الشؤون السياسية أنّ تركيا ليست لاعبًا أساسيًا وذو ثقل في الملف الأفغاني مشيرًا إلى أنها تريد الحفاظ على مصالحها في دول البلقان من خلال التواجد في أفغانستان.