في ذكرى أحداث 11 سبتمبر.. تعرف على منفذي تفجير مبنى التجارة العالمية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خطط تنظيم القاعدة في عام 2001 بقيادة أسامة بن لادن، بضرب عدة مواقع جغرافية على قدر كبير من الأهمية بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي أبراج التجارة العالمية، ومبني وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في عملية ستظل محفورة في أذهان العالم، وليس الأمريكان فقط من حيث التخطيط والتنفيذ، حيث ظلت المخابرات الأمريكية عاجزة علي وجود دليل واحد قاطع علي قيام تنظيم القاعدة بهذه العملية الانتحارية، الي أن خرج يسري فودة في عام 2002 يمتلك تصريحات واعترافات للتنظيم بالقيام بالعملية، وخسرت الولايات المتحدة ما يقارب 400 مليار دولار اي ما يعادل ميزانية 25 جيشا من أقوي الجيوش الموجودة، مع دمار الكثير من الوثائق السرية المهمة والملفات المهمة، وفي هذا التقرير سنتعرف علي أهم الشخصيات المنفذة، وأهم أحداث العملية.

حيث كان مسئول عن هذه العملية من حيث التخطيط رمزي بن الشيبة وخالد شيخ محمد، وهما أحد أهم قادة أعضاء التنظيم، ومن حيث التنفيذ 19 شخصا مقسمين لأربع فرق.


الفريق الأول والأهم:
بقيادة المصري محمد عطا وشهرته محمد الأمير وملقب بين الجماعة باسم أبو عبد الرحمن المصري، وفريقه عبدالعزيز العمري، وصدام السقامي، ووائل الشهري، ووليد الشهري، وكانت مهمة الفريق تدمير البرج الشمالي لمبني التجارة العالمي.


الفريق الثاني:
بقيادة اللبناني زياد جراح وشهرته في التنظيم أبو طارق، وفريقة أحمد الحزنوي، وسعيد الغامدي، احمد النعامي، وكانت مهمتهم نسف مبني السلطة التشريعية الأمريكية، ولكن تحطمت الطائرة وسقطت قبل الوصول للهدف في إحدى الغابات.



الفريق الثالث:
بقيادة هاني حنجور والملقب بعروة الطائفي وفريقة خالد المحدار، ونواف الحزمي، وماجد مقعد، وسالم الحزمى ومهمتهم تدمير مبني وزراه الدفاع الامريكية "البنتاجون".


الفريق الرابع:
بقيادة مروان الشحي وكنيته "أبو القعقاع" وفريقة حمزة الغامدي ومهند الشهري، وأحمد الغامدي، وفايز راشد ومهمته ضرب البرج الشمالي لمبني التجارة العالمي.


الرسالة السرية 
وكان محمد الأمير هو المسئول الأول والأخير عن الفيصل المنفذ للهجمات أمام قادة تنظيم القاعدة، وقبل القيام بالعملية بـ 3 أسابيع تم القبض على أحد أعضاء الفيصل زكريا موسى في الولايات المتحدة، عندها شرع الأمير إلى تحديد وقت العملية والعمل علي تنفيذها، وقام بإرسال رسالة سرية إلى التنظيم، كشاب أمركي يبعث برسالة إلى حبيبته جيني في ألمانيا، وكانت حبيبته المقصودة هو "رمزي بن الشيبة" أحد مخططي العملية عبر أحد غرف الدردشة علي الإنترنت، وكتبها بالألمانية:- "سيبدأ الفصل الدراسي الأول بعد ثلاثة أسابيع، ليس هناك أي تغيرات وهناك مبشرات جيدة وأفكار مشجعة، مدرستان للدراسات العليا، وجامعتان، كل شيء يسير حسب الخطة، هذا الصيف سيكون بالتأكيد حار، أريد أن اتحدث معكي عن بعض التفاصيل، 19 شهادة للدراسة الخاصة و4 امتحانات، سلامي للبروفسيور، إلى اللقاء".


وفي فجر يوم 29 من أغسطس عام 2001، أي قبل العملية بـ 13 يوما، أجري محمد عطا اتصالا هاتفيا مع رمزي بن الشيبة قائلا له لدي لغز وأريدك أن تجد له حلا بما أننا أصدقاء فقال له رمزي، هل تقظوني في منتصف الليل لكي تقول لي لغز، قال له الأمير بما أننا أصدقاء ولن أجدك غير ليحل اللغز، فقال ما هو.

قال عطا "عصاتين وبينهم شرطة وكحكة نازل منها عود " ففهم بن الشيبة أن 11 من شهر سبتمبر هو موعد تنفيذ العملية.


من هو محمد عطا أو الملقب بمحمد الأمير
هو محمد محمد الأمير عوض السيد عطا ولد في سبتمبر 1968 في بلدة صغيرة في دلتا النيل في مصر، كان في العاشرة من عمره عندما انتقل مع عائلته إلى حي عابدين في القاهرة، ودرس عطا الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، وتخرج في عام 1990، وواصل دراسته في ألمانيا في جامعة هامبورغ للتكنولوجيا. في هامبورغ، أصبح عطا مرتبطًا بمسجد القدس، حيث التقى مروان الشحي ورمزي بن الشيبة وزياد جراح، وقاموا معا بتشكيل خلية هامبورغ.


اختفى عطا من ألمانيا لفترات من الوقت، وأمضى بعضها في أفغانستان، بما في ذلك عدة أشهر في أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000 حيث التقى بأسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعدة، وتم تجنيد عطا وأعضاء خلية هامبورغ الآخرين من قبل بن لادن وخالد شيخ محمد للقيام بـ "عملية الطائرات" في الولايات المتحدة، عاد عطا إلى هامبورغ في فبراير 2000، وبدأ بالبحث عن التدريب على الطيران في الولايات المتحدة.

حيث اشتركا في برنامج معجَّل للتدريب على قيادة الطائرات، حصل عطا والشحي على مؤهل "كفاءة الطيران بواسطة العدادات" في نوفمبر 2000، واستمر التدريب على المحاكاة والطيران. في بداية مايو 2001، ساعد عطا في وصول الخاطفين المنفذين للعملية، في يوليو 2001، سافر عطا إلى إسبانيا حيث التقى بن الشيبة لتبادل المعلومات ووضع اللمسات الأخيرة على العملية.

وقد شارك في الهجمات بقيادته لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 11 وقام بالاصطدام بالطائرة في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي كجزء من هجمات منسقة، كان سنه في ذلك الوقت 33 عامًا وبذلك كان عطا أكبر الخاطفين التسعة عشر الذين شاركوا في الهجمات.

هاني حنجور
ولد بالمملكة العربية السعودية في 30 أغسطس لعام 1972 وسافر لأول مرة إلى الولايات المتحدة في عام 1991، والتحق بجامعة أريزونا، حيث درس اللغة الإنجليزية لبضعة أشهر قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية في أوائل العام التالي.

ثم عاد إلى الولايات المتحدة في عام 1996، لدراسة اللغة الإنجليزية في كاليفورنيا قبل أن يبدأ في أخذ دروس الطيران في ولاية أريزونا، وحصل على شهادة الطيار التجاري في عام 1999، وعاد إلى بلده الأصلي في المملكة العربية السعودية للعثور على وظيفة كطيار تجاري، وتقدم حنجور إلى مدرسة الطيران المدني في جدة، ولكن تم رفضه، عاد حنجور إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2000.

في 11 سبتمبر، استقل حنجور طائرة أمريكان إيرلاينز الرحلة 77، وتولى السيطرة على الطائرة بعد أن ساعد فريقه من المختطفين في إخضاع الطيارين والركاب والطاقم، واتجه بالطائرة إلى البنتاغون كجزء من هجمات 11 سبتمبر، وأسفر الحادث عن مقتل 64 راكبا على متن الطائرة و125 شخصا في البنتاغون.


مروان الشحي
الملقب بأبي القعقاع ولد في رأس الخيمة، بالإمارات العربية المتحدة في 9 مايو 1978، وحصل علي منحة عسكرية للدراسة بالخارج في 28 ابريل 1996، غادر من دبي وانتقل إلى ألمانيا في عام 1996 وسرعان ما أصبح صديقًا مقربًا ل‍محمد عطا وزياد جراح ورمزي بن الشيبة، ليشكلوا خلية هامبورغ. معا، وأصبحوا قادة هجمات 11 سبتمبر.

وفي نهاية عام 1999، زار الشحي وعطا وجراح وبن الشيبة معسكرات تدريب الإرهابيين في أفغانستان والتقوا بأسامة بن لادن الذي جند الأعضاء الأربعة في خلية هامبورغ لشن هجمات في الولايات المتحدة. وقد وصل إلى الولايات المتحدة في مايو 2000، قبل شهر واحد من محمد عطا. وتدربا كلاهما في فلوريدا في مدرسة هوفمان للطيران، وحصلا على رخص الطيارين التجاريين في ديسمبر 2000 من إدارة الطيران الفيدرالية.


زياد جراح وكنيته أبو طارق
انتقل من مدينة مرج البقاع ببيروت إلى معهد جوتة لدراسة هندسة الطيران، وفي نوفمبر عام 1999 اختفى لمدة 3 شهور من همبورغ وذهب إلى أفغانستان لمقابلة القيادة في تنظيم القاعدة.

وقد قامت العميلة "كولين والتر" بمكتب التحقيقات الفيدرالي في نيبوالي لاس بتوجية خطاب شديد اللهجة لمدير المكتب روبرت مولر، تطلب فيه الإذن بتفتيش الكمبيوتر الشخصي لذكري موسى بناء على توجية المخابرات الفرنسية لكن حدثت بعض التعقيدات.

كما ذكر في مذاكرات فينكس التي ذكرت في تحقيقات مكتب الكونجرس الأمريكي للتحقيق في شأن الحادث، التي أرسلها عميل مكتب التحقيقات في أروزينا "كيم وليمز" في 10 يوليو لعام 2000 للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، معربا فيها بشأن قلقة عن ازدياد عدد العرب الذين يتعلمون الطيران في الولايات المتحدة، ولكن لم يتم النظر في الأمر.

في أغسطس 2001، سافر عطا في هيئة راكب على متن العديد من الرحلات الجوية "الاستكشافية"، لرسم خطة تنفيذ الهجمات، واختار محمد عطا شركتين أمريكتين يونايتد إرلينز وامريكا إرلينز واختار من أنواع الطائرات الأضخم في الحجم، وأطول الرحلات وقت في للسفر والتي تمتلك خزنات كبيرة من الوقود.

وفي صباح 11 سبتمبر، سافر عطا والعمري على طائرة "كولجان إير" عائدين إلى بوسطن، ومن هناك استقلوا طائرة الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة رقم 11، بعد مرور 15 دقيقة على الإقلاع، اقتحم فريق الخاطفين قمرة القيادة، وتولى عطا مهمة السيطرة على الطائرة. وفي الساعة 8:46 صباحا، قاد عطا الطائرة من طراز بوينغ 767 لتصطدم بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، أدى الحادث إلى انهيار البرج بعد 102 دقيقة في الساعة 10:28 صباحًا، مما أدى في النهاية إلى مقتل أكثر من 1600 من المدنيين.