قمة الاتحادية.. السيسي يعزز دور مصر في محيطها الإقليمي ويؤكد على دعم القضية الفلسطينية (تفاصيل)
عدة لقاءات أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس، بالاتحادية مع عدد من زعماء الدول العربية أدلى خلالها برسائل هامة حول عدد من القضايا المختلفة.
حديث خاص عن العلاقات الأردنية
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
واللقاء شهد استعراضا لمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين، فضلًا عن دفع التعاون بين الجهات المختصة في البلدين فيما يتعلق بمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
وشهدت المباحثات كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، خاصةً الوضع في لبنان، فضلًا عن تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، والتنسيق القائم بين البلدين الشقيقين في هذا الإطار، حيث أشاد العاهل الأردني بالجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذا مبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، كما أكد الجانبان على أهمية العمل في هذا الصدد على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
إشادة بعلاقات مصر والأردن
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعلاقات الأخوية المتينة بين مصر والأردن وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة، معربا عن التطلع لتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع العراق الشقيق لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري ومثمنا الجهود التي تبذلها الحكومة الأردنية في إطار رعاية الجالية المصرية المتواجدة في الأردن.
دعم حقوق الفلسطينيين
كما اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس دولة فلسطين محمود عباس، قبل القمة الثلاثية التي عقدت اليوم.
وأكد الرئيس السيسي "استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية".
دعم التسوية السياسية بفلسطين
وشدد على أهمية تكاتف كافة الجهود خلال المرحلة المقبلة من أجل دعم الموقف الفلسطيني تجاه التسوية السياسية، والدفع نحو استئناف المفاوضات، فضلا عن تثبيت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع العمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني من خلال إتمام عملية المصالحة والتوافق بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، ودعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة، وكذلك تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.
دعم مصر والأردن لفلسطين
وخلال القمة الثلاثية مع ملك الأردن والرئيس الفلسطيني كانت هناك رسائل مشتركة، حيث أكد البيان الختامي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني صرحا أن مركزية القضية الفلسطينية القضية العربية الأولى وعلى مواقف مصر والأردن الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأشار البيان إلى أن القمة الثلاثية تناولت الاتصالات والتحركات الأخيرة التي قامت بها البلدان الثلاثة على المستويين الإقليمي والدولي، لاسيما تلك المستهدفة إيجاد أفق سياسي حقيقي لإعادة الجهود الفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين، سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام الشامل والعادل.
وأكد القادة أن هذا السلام العادل والشامل الدائم يشكل خيارًا استراتيجيًا وضرورة للأمن والسلم الإقليميين والدوليين يجب أن تتكاتف جميع الجهود لتحقيقه.
أهمية إحياء عملية السلام
ووفقا للبيان الختامي وجه القادة المسؤولين في الدول الثلاث للعمل معا من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقًا للمرجعيات المعتمدة.
وقف ممارسات إسرائيل
وأضاف البيان أن القادة ناقشوا مستجدات الموقف السياسي والميداني في الأراضي الفلسطينية عقب التصعيد الأخير في شهر مايو ۲۰۲۱، وأكدوا على ضرورة وقف الممارسات التي أدت لهذا التصعيد في القدس الشرقية أو في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، وشددوا على ضرورة العمل على الحفاظ على التهدئة بصورة شاملة.
كما رحب القادة بالجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لتثبيت التهدئة وإعادة الإعمار في قطاع غزة، ودعوا المجتمع الدولي لبذل جهوده لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع، من خلال المشاركة في جهود الإعمار وحث إسرائيل على التجاوب مع الاحتياجات الأساسية والإنسانية لأهل القطاع اتساقا مع مسئولياتها وفقا للقانون الدولي.
تحقيق المصالحة الفلسطينية
وأشار البيان الختامي إلى أن القادة اكدوا على أهمية الاستمرار في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتشاوروا حول الأفكار المطروحة في هذا السياق، وأكدوا على أهمية تجاوب جميع الأطراف الفلسطينية مع الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية وإعلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.
ووفقا للبيان الختامي، أكد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للحفاظ على قدرتها تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي.
رفض الإجراءات الإسرائيلية
وأكد الزعماء الثلاثة -في البيان الختامي- رفضهم للإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية التي تقوض حل الدولتين وتهدد فرص تحقيق السلام في المنطقة بما فيها بناء المستوطنات وتوسعتها في الضفة الغربية المحتلة وبما فيها القدس الشرقية ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وشددوا في هذا السياق على ضرورة احترام حق أهالي الشيخ جراح في بيوتهم.
الحفاظ على وضع القسم القانوني
وأشار البيان إلى أن الزعماء الثلاثة شددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ورفض جميع الممارسات التي تستهدف المساس بهذا الوضع، كما أكدوا أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ودورها في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وأشار البيان إلى أن الزعماء الثلاثة اتفقوا على عقد القمة القادمة في المملكة الأردنية الهاشمية في وقت يحدد لاحفا.