خبراء يكشفون خطورة عمليات تغيير لون العين.. وأساتذة الفقه يوضحون رأي الدين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عمليات التجميل هوس يصيب الكثير من الأشخاص دون إدراك خطورة تلك الجراحات على المدى البعيد، وكان للعين نصيب الأسد من تلك العمليات، وفى ضوء ذلك تدارك البرلمان المصري هذا الأمر، فتقدمت النائبة روان لاشين، بطلب إحاطة إلى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بشأن مخاطر عمليات تغيير لون العين، حيث أنتشرت فكرة تغيير لون العين بشكل دائم بعد انتهاء موضة العدسات اللاصقة.

وفى هذا الصدد تبنت "جريدة الفجر" هذا الموضوع بشكل خاص لتقدم لكم أهم التفاصيل.

من المتعارف عليه أن هناك عدة طرق طبية لتغيير لون العين من بينها زرع العدسات الملونة وقد تم استخدامها في بادئ الأمر لأغراض طبية، ثم تطور استخدامها للأغراض التجميلية في تغيير لون العين.

وبعد ذلك ظهر تغيير لون العين بالليزر وقد تم تطوير استخدام الليزر في مجال تغيير لون العين، وأصبح من أكثر الطرق المستخدمة لتغيير لون العين لكي نفهم كيف يعمل الليزر على تغيير لون العين.

وفي تصريح خاص من الدكتور "أحمد شلش" استشارى المياه البيضاء وجراحات تصحيح الإبصار والليزك "للفجر" قال إن العدسات الملونة مصرح باستخدامها فقط فى حالات طبية معينة مثل الاشخاص الذين ولدوا بدون تكون قزحية العين الطبيعية أو الذين تعرضوا لحادث أدى الى تهتك قزحية العين.

وأضاف "شلش" أن تغيير لون العين من الناحية التجميلية خطر جدًا على العين وممنوع طبيًا، كما أنه لم يصرح باستخدام العدسات الملونة داخل العين للأغراض التجميلية من قبل أى هيئة طبية لأى دولة فى العالم ومن بينها مصر.

وفي هذا الصدد أكمل "الدكتور شلش" أنه في حالة ترك العدسات فى العين لفترة طويلة فإنها تسبب مضاعفات خطيرة تصيب القرنية، وعدسة العين الطبيعية والعصب البصرى والتى قد تنتهى بالعمي الكُلي للمريض، وعلى الرغم من معرفة معظم المرضي بخطورتها الا انهم يتركونها في عيونهم كشكل من اشكال الجمال.

وأضاف "شلش" أن العدسات الملونة ممنوعة تماما للأغراض التجميلية، فإن استخدام الليزر لتغيير لون العين أيضا ممنوع طبيا، حيث أنه يؤدى الى ارتفاع ضغط العين أو ما يعرف طبيًا بالمياه الزرقاء والذى بدوره قد يؤدى الى فقدان البصر.

و قال "الدكتور محمد الجزار" استشاري أمراض العيون، إن منظمة الصحة العالمية لم تصرح لسلامة عمليات تغيير لون العين إلى الآن، بل حذرت من مخاطرها، لما تسببه من أضرار خطيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى العمى، لكنها ميسرة في بعض من البلدان، ويسافرون إليها الأشخاص لإجرائها.

وذكر الجزار، أن إجراء عمليات تغيير لون العين مازالت تحت التطوير هندسيا، مع وجود درجة من الخطورة على العين على المدى البعيد وأنها لست آمنة بدرجة مطمئنة، تعتمد على زراعة غشاء ملون بين القزحية والقرنية، وهذا الجزء الذي يتم زرعه يتسبب في وقوع العديد من الأضرار الكبيرة والخطيرة على العين.

وعن المخاطر التي تتعرض لها العين على المدى البعيد، أشار الجزار، إلى أن العين يتم فيها تآكل أطراف القرنية، وانسداد القنوات التي تقع بين القزحية والقرنية، وبالتالي يؤدي إلى تكوين تجمعات من المياه، تكون المياه الزرقاء والبيضاء على العين، فيرتفع ضغط العين، وتحدث التهابات في الخزنة الأمامية للعين، مع انفصال الشبكية، التي تسبب العمى.

-حكم الدين فى عمليات تغيير لون العين
ومن الناحية الدينية كشف "الشيخ حمدى نصر"، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن من ينظر إلى هيئة الإنسان وخلقته يرى أحكاما في صنعة وجمالا في هيئة وحسنا في الصورة، قال الله تعالي: "لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم"، لذا وجب التعامل مع هذه الصناعة بحذر شديد وحكمة بالغة وبرأى يستند إلى شرع، وقال عن تغير لون العين، أن ما عليه خلق الإنسان "رجلا كان أو امرأة" هو الأجمل والأروع والأفضل، " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
 
وأضاف نصر، إذا دعت الحاجة إلى تدخل لعلاج أمرا ما فى العين ولد به صاحبه أو تعرض له فلا بأس بهذا الأمر لأنه من قبيل العلاج والدواء، ونبينا قال "تداوا فما خلق الله من داء إلا وخلق له دواء"، إذا لو كان الأمر على سبيل العلاج والتداوى فلا حرج به، بل أُمرنا به.

وإذا كان على سبيل الزينة، قال نصر إذا كان هناك تدخل جراحى وتغير فى خلق الله فهو ما منعه العلماء ونهوا عنه لأنه تغير لخلق الله ويعدُّ تعديل على صنعة الله، وإذا كان من باب العدسات اللاصقة التى توضع على العين وتزال بعد ذلك بعيدا عن التغير والتحول لما خلقه الله وصنعه أجازه بعض العلماء لكن بشرطين:
- ألا يكون هناك تدليس أو خداع أو غش لخاطب أو لزوج أو لأهله ونحو ذلك، بل على سبيل الزينة ولمن أباحها الله لهم.

- ألا يكون هناك تأثير سلبى أو ضرر يقع على من يضع هذه العدسات ويسأل هى هذا أهل الصنعة من الأطباء والعلماء أصحاب التخصص.

وأكد نصر، إذا أنه بعيدا عن تغير خلق الله والعبث فى صناعته وبعيدا عن الغش والتدليس والخداع والمغالاة وبعيدا عن الضرر واتخاذ الزينة كما حدد الله فلا مانع عند بعض العلماء.

وكذلك يقول "الدكتور شوقي علام"، مفتي الديار المصرية، إن الشرع أباح للمرأة المسلمة الزينة الظاهرة، فقال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، وأوضح أن الزينة الظاهرة هي الوجه والكفان، بحسب نص العلماء والمفسرين".

وأضاف أن "هذا يقتضي أن استعمال العدسات اللاصقة أمر جائز شرعًا؛ لأنه من زينة الوجه الظاهرة المسموح بها؛ كالكحل وتحمير المرأة وجهها وغير ذلك مما يدخل في الزينة الظاهرة، ولا يُعَدُّ ذلك تغييرًا لخلق الله تعالى؛ لأنه من قبيل صبغ الشعر، إلا أن الفرق بين العينين والشعر: أن العينين من الوجه وهو جائز الكشف، وأما الشعر فيمنع كشفه لغير المحارم والزوج، ولكن المشابهة إنما هي في عملية التلوين التي تُمنَع رؤيتها في الشعر للأجانب ولم تعد مع ذلك من تغيير خلق الله".

وأشار إلى أن "إذا كان استعمال هذه العدسات جائزًا للمرأة كان زرعها جائزًا لها أيضًا، وذلك بشرطين: الأول: أن لا تكون بغرض التدليس والتغرير بمن يخطبها. الثاني: أن لا يكون فيها ضرر عليها"

-نتائج تغيير لون العين
يمكن للشخص بعد إجراء العملية العودة إلى المنزل مباشرة، ولكن يجب تجنب التعرض للضوء الشديد لذلك يُفضل استخدام نظارة شمسية جيدة لحمايته من الضوء، كما يجب أن يلتزم الشخص باستخدام قطرات أو مراهم يصفها الطبيب بعد العملية وطوال فترة النقاهة والتي تمتد لأسبوعين، بالإضافة إلى العناية والتنظيف اليومي للعين.

وتظهر نتائج زراعة العدسات الملونة في الحال، حيث يظهر اللون الجديد للقزحية بمجرد إنهاء العملية، أما بالنسبة لعملية تغيير لون العين بالليزر، فيصير لون العين أغمق في الأسبوع التالي للعملية، ثم يتغير لون العين تدريجًا بدرجات فاتحة، وحتى الوصول إلى اللون الأزرق في نهاية الأسبوع التالي لإجراء العملية.