ما مصير تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وفروعه في المنطقة العربية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مع تكوين جماعة الإخوان الإرهابية على يد حسن البنا في مطلع الثلاثينيات كانت تحاول الجماعة السيطرة على الحكم باستخدام الشعارات الدينية، وذلك من أجل تكوين الدولة الإسلامية وكل هذا مأخوذ من الفكر الماسوني الصهيوني الذي يحاول السيطرة على الدول.

ولكن مع اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 في مصر وسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، انهار حلم الجماعة من أجل تكوين دولة لهم في البلاد العربية، واستمر هذا السقوط والانهيار في بعض الدول العربية التي كانت تسيطر عليها الجماعة، مثل تونس وغيرها من الدول.

ومن هنا تحاول "الفجر" رصد مستقبل تنظيم الإخوان الإرهابية وفروعه في المنطقة العربية مثل (ليبيا، تونس، مصر، الجزائر، والمغرب ) بعد الضربات الأخيرة والقرارات الأخيرة من جانب تركيا ضد التنظيم.

الاخوان لهم نفوذ في البلاد العربية
قال الدكتور مصطفي عامر، الخبير في الشؤون الجماعات الإسلامية، أن مصير جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة العربية معروف بشكل كبير ولكن لا نقدر أن نقول إن الجماعة سوف يتم القضاء عليها بشكل نهائي لأنها تملك بعض النفوذ والسيطرة في بعض البلاد العربية وعلى سبيل المثال، نرى جماعة الإخوان في غرب ليبيا تملك السيطرة على الأمور، وأيضا سوف تشارك في الانتخابات القادمة في ليبيا وهذا يعني أن إخوان ليبيا جزء من المعادلة السياسية في الشأن ليبيا.

وأضاف الدكتور مصطفي عامر في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن الإخوان تملك نفوذا في كل من الجزائر والمغرب ويعتبرونهم جزء من الحياة السياسية في البلدين، بجانب أنهم يمارسون الحياة السياسية بهما، وأيضا لا يختلفون مع نظام الحكم في شيء.

وأشار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن الإخوان في تونس من خلال حركة النهضة، سوف يرجعوا مرة ثانية إلى المشهد التونسي بعد قرارات الرئيس قيس سعيد التي أخذها خلال الفترة الماضية، لأن تلك القرارات التي يكون منها تجميد البرلمان ورفع الحصانة، وغيرها من القرارات التي أخذها، لم تقدر على الاستمرار كثيرا لأن ذلك سوف يختلف مع الدستور التونسي، ولكن في حالة عودة الجماعة في تونس مرة ثانية لن تعود بنفس القوة التي كانت عليها ولكن تعتبر شريك في النظام السياسي التونسي.


تكوين الإخوان معتمد على فكرة الماسونية الصهيونية

أكد اللواء مجدي شحاته، الخبير في الشؤون العسكرية، أن جماعة الإخوان الإرهابية يعود تكوينها إلى فكرة الماسونية الصهيونية العالمية التي تحاول السيطرة على العالم، من خلال الشعارات الدينية التي تستخدمها في بيع الوهم إلى الشعوب.

وأضاف اللواء مجدي شحاته في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها مطلع الثلاثينيات على يد حسن البنا كانت تضم أفراد الجماعة من أصحاب المهن البسيطة من أجل السيطرة عليهم وعلى أفكارهم، وأدى ذلك إلي زيادة أفراد الجماعة وحيث ظهر نمو الجماعة في شكل تصاعدي حتى وصل إلى القمة في مطلع الستينيات بعد ثورة يوليو 1952 والتي كانت تريد السيطرة عليها ولكن النظام استيقظ في ذلك الوقت بالإضافة إلى محاولة اغتيال عبدالناصر ولذلك تم إدراج الجماعة على قوائم الجماعات الإرهابية وبعد ذلك تم خروجهم من السجون في عصر السادات وتم إقصائهم مرة ثانية بسبب محاولة السيطرة على الحكم واستخدام العنف والإرهاب، وهكذا حتى وصلوا للسيطرة على الحكم في أعقاب يناير 2011 ولكن تم تصحيح المسار من جانب الشعب المصري في 30 يونيو2013، ونجاة مصر من حكم الإخوان، ومن هذا التاريخ تعاني الجماعة من حالة اختناق شعبي كاد يصل إلى الموت.

واختتم الخبير في الشؤون العسكرية، أن الرئيس التونسي قيس سعيد نجح في إنقاذ تونس من جماعة الإخوان التي تحاول السيطرة والهيمنة على السلطة ولكن مع مرور الوقت سوف تختفي تلك الجماعة الإرهابية التي تتاجر باسم الدين في تلك البلاد العربية.

تيارات الإخوان في المنطقة العربية
استكمل الباحث علي رجب، الخبير في الشؤون السياسية، أن كل دولة لها خصوصيتها، تجاه جماعة الإخوان الإرهابية وأيضا نفوذها، فوجود الجماعة في ليبيا، تنظيم الإخوان يملك مليشيات وأيضا نفوذ فمستقبل إخوان ليبيا تتضح ملامحه بعد الانتخابات المتوقع إجرائها في ٢٤ ديسمبر.

وأضاف الباحث علي رجب في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن إخوان تونس المتمثلة في "حركة النهضة"، يعيشون أزمة حقيقة بعد قرارات الرئيس قيس سعيد وهم الآن في وضع حرج أقرب إلى الخسارة الفادحة ويخشون الانتخابات المبكرة وتعديل الدستور، وذلك ما يفقدهم مكانتهم في السلطة بعد سنوات من الحكم، وهذا يعني تحول الإخوان في تونس إلى حزب سياسي معارض ليس له تأثير في الدولة ومؤسساتها.

واستمر رجب، قائلًا" إن إخوان الجزائر عبارة عن 3 تيارات، تيار محظور، والآخر يعمل مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وهذا التيار يعتبر جزء من السلطة، والتيار الثالث هو التيار المعارض للسلطة والنظام، وجميع التيارات تقوم بلعبة توزيع الأدوار".

ونوه الخبير في الشؤون السياسية، إلى أن جماعة الإخوان في مصر مصنفة كجماعة إرهابية، حيث يرفضها الشعب المصري وأيضا القيادة السياسية، ولكن ركبوا على الثورة التي اندلعت في 25 يناير ولكن الشعب رفض ذلك الأمر وصحح الأمر في ثورة 30 يونيو، ولكن سيبقى أعضاء التنظيم في مرحلة "كمون" طويلة في انتظار فرصة للعودة للمشهد السياسي مرة أخرى كما حدث.

لا عودة للإخوان في تونس

وصرح الكاتب التونسي نزار الجليدي، الخبير في الشؤون السياسية، أن حركة النهضة "الإخوانية" لم يكن لها الآن نفس واحد في تونس من أجل التنفس، وأصبح أمر الجماعة محسوم بعد قرارات الرئيس قيس سعيد، التي أعطت ملفات تخص الجماعة سوف يتم كشفها من قبل الأمن خلال الفترة القادمة لأن الرئيس قيس سعيد يحترم القانون ولذلك يتعامل مع الجهات المعنية بذلك الأمر.

وأضاف الكاتب التونسي نزار الجليدي في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الرئيس التونسي قيس سعيد يعمل من القاعدة إلى الهرم وهذا الأمر سوف يقضي على الإخوان قريبا جدا في تونس بهذه السياسية السليمة.

وكشف الخبير في الشؤون السياسية، أن لا عودة للإخوان المسلمين في تونس بعدما أخذ الرئيس كل القرارات المهمة التي تقضي عليهم وهي الآن في حيز التفحص لدى القيادة الأمنية.

ليبيا بها خونة وعملاء للإخوان

أعطي الدكتور إبراهيم جلال، الخبير في الشؤون العربية، تصورا حول مصير الإخوان في ليبيا قائلًا: "إن ليبيا تعاني من مجموعة من الخونة يعملون مع مجموعه العملاء المليشيات التابعين لجماعة الإخوان في ليبيا وكل هذا يؤدي إلى تدمير الشعب الليبي".

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن مصر تقوم بإعطاء النصائح لجميع الجيران من أجل الحذر من خطر الإخوان ولذلك يجب على الشعب الليبي أن يكون أكثر وعيا، ويحافظ على وطنه.

وأكد الخبير في الشؤون العربية، أن ليبيا تعاني من جماعة الإخوان منذ سنوات من الفوضى والعنف والإرهاب، خاصةً في المنطقة الغربية في ليبيا.

مصر أنقذت العالم

أوضح الدكتور هشام البقلي، مدير مركز سلمان زايد للدراسات الاستراتيجية، الخبير في الشؤون السياسية، أن مصير جماعة الإخوان تحدد منذ ثورة 30 يونيو 2013، عندما أسقط المصريون تنظيم الإخوان في مصر، وهذا الحدث كان صاعقة على التنظيم الدولي للإخوان.

وأضاف الدكتور هشام البلقي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن ثورة 30 يونيو جعلت الدول الداعمة للتنظيم تهرب من دفع الأموال وتمويل الإرهاب من أجل إثارة المشكلات داخليا وخارجيا، والجميع يعلم أن أصل جماعة الإخوان موجود في مصر، بمجرد أن يتم القضاء عليهم في مصر لا تقدر فروع الجماعة في العالم على البقاء.

وأكد مدير مركز سلمان زايد للدراسات الاستراتيجية، الخبير في الشؤون السياسية، أن فروع التنظيم الباقية في عدد من الدول مثل تونس وتركيا وغيرها سنجد في النهاية أنها سوف تسقط وتنتهي من تلك الدول.