بعد انسحاب أمريكا.. هل يستطع تنظيم داعش الإرهابي التوسع في أفغانستان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد سقوط الحكومة الأفغانية وهروب رئيس الدولة خارج البلاد، وتولي جماعة طالبان الحكم مباشرة، بعد الحصول علي الضوء الأخضر من القوات الأمريكية لتولي الحكم في أفغانستان، ومن هنا باتت المصائب لا تأتي فرادى على أفغانستان، بعدما تدهورت الأحوال الاقتصادية والصحية في البلاد، ويأتي الخطر الأعظم والمصيبة الأكبر، وجود تنظيم داعش الإرهابي الذي يهدد أمن وأمان البلاد.

تنظيم داعش يخطط لولاية إسلامية جديدة في أفغانستان

بعد الأحداث الأخيرة وتصاعد وتيرة القلق للشعب الأفغاني، وبات السؤال يكرر نفسه في المجتمع الدولي، هل سيتخذ تنظيم داعش أفغانستان مقر له، لتكون الدولة عاصمة جديدة للخلافة الإسلامية التي حالوا كثيرا أن يشيدوها سابقًا في بعض الدول كالموصل في العراق وغيرها.

وبعد قيام تنظيم داعش باستهداف مطار كابول الدولي، عن طريق عملية انتحارية، راح ضحية هذا التفجير 70 شخص من بينم 13 جنديًا تابع لقوات للولايات المتحدة الأمريكية المتواجدة بأفغانستان.

وفي تصريحات خاصة "للفجر" يرى دكتور مصطفي أمين عامر الخبير في شئون الجماعات الإرهابية، أن حركة طالبان تعاني من حالة من غياب الرؤية والادعاء لعدم قوته فيما يخص تواجد تنظيم داعش على أراضي أفغانستان"، وهو ما ينفيه الواقع على الجغرافية الأفغانية. 

فتنظيم داعش يتواجد بشكل ملحوظ في غرب وجنوب أفغانستان وخاصة في ولايتي قندهار وهلمند وبالرغم من انها واجه مقاومة شديدة من حركة طالبان الا انه لازال موجود ولا زال أفراده قادرين على إيجاد موطئ قدم لهم في أجزاء من ولاية ننكرهار، بعد عقد تحالفات مع أعضاء وعناصر ساخطة على حركة طالبان.

وأضاف عامر أن تنظيم داعش وعلى الرغم من الانتكاسات التي لحقت به في عام 2016م وفقدَه السيطرة على بعض الأراضي وقتل زعيمه حافظ سعيد خان في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في شرق أفغانستان في 25 يوليو 2016م الا انه لازال ينشط في الجنوب،ويقوم بتجنيد مقاتلين جدد في ولاية هلمند وبعض الولايات الجنوبية.

كما يعقد التنظيم تحالفات مع بعض القبائل ويقوم عناصره بشكل مستمر برفع أعلام التنظيم السوداء وإسقاط أعلام طالبان البيضاء، بالإضافة الى توفير ملذات امنة لعناصره الفارين من سوريا والعراق.

داعش سيتمسك بكل قوة لبناء قواعد جديدة في أفغانستان

كما أن التنظيم لم يعد لديه خيارات سوى التمسك بمواقعه القليلة نسبيًا في أفغانستان خاصة وانه ينظر اليها كنقطة انطلاق لآسيا الوسطى بالكامل، وبالتالي وسوف يسعي الى توسيع قواعده به خاصة ان البنية الفكرية لسكان المناطق الافغانية قابلة لتمدد افكار داعش، حتى وان شكلت الروابط القبلية والعرقية التي تعتمد عليها طالبان حائط صد لها.

وسوف يستمر تنظيم داعش في تصدير مشهد للعنف وعدم الاستقرار في الدولة الافغانية تحت حكم طالبان بل ستكون عملياته الأكثر عنفًا ودموية، وهو ما سيحدث صدى دوليا كبيرا وهو ما سيعزز وجوده في أفغانستان ويجعله مستمر في تصدر المشهد الإرهابي بها.