سيطرة طالبان وظهور داعش خرسان.. هل تصبح أفغانستان ساحة حرب بين تنظيمات الإرهاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


نشأة جدل كبير حول ظهور "تنظيم داعش" الإرهابي في "خراسان" بالتزامن مع سيطرة طالبان على مفاصل أفغانستان، إلا أن التنظيم يمتلك تاريخ إرهابي حافل بالجرائم.

نشأة تنظيم داعش خراسان

نشأ تنظيم "داعش_خراسان" لأول مرة في شرق أفغانستان فى أواخر عام 2014، وكان التنظيم مضادًا لتيار"الحكومة الأفغانية السابقة"، حتى إنه لم يتفق مع حركة "طالبان" فقد وصفها بالكافرة، حيث يعتبرها حركة مرتدة عن نهج "الخلافة الإسلامية".

وتمركز التنظيم في ولاية خراسان عام 2015 في منطقة أشين الجبلية، وهو التنظيم الوحيد الذي تمكن من إقامة وجود ثابت في ذلك الوقت.

بداية ظهور داعش_خراسان

ويعتبر تنظيم داعش هو اتحاد أعضاء سابقون في حركة طالبان بعد أن أعلنوا انضمامهم لزعيم الجماعة الإرهابيه أبو بكر البغدادي عقب إعلان التنظيم المزعوم "الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا"، ثم تبعهم فيما بعد جماعات أفغانية محبطة ومعادية لحركة طالبان التي كانت تنتشر حين ذاك في مطلع 2015، ليتم الاعتراف رسميًا بإنشاء تنظيم داعش في ولاية خراسان.

استقر التنظيم في خراسان عام 2015 عندما أعلن "حافظ سعيد خان" زعيم الجماعة آن ذاك وبعض القادة الآخرون ولائهم لأبو بكر البغدادي وأنهم اصحاب الولاية وقادة التنظيم.

وعلى الرغم من تعرض "داعش خراسان" لضربات قوية وخسارة الكثير من مصادر التمويل في 2020، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقوة عسكرية في مناطق صغيرة، بولايتي كونار وننغرهار شرقي كابل.


قادة التنظيم منذ نشأته حتي الآن

مع بداية تكوين التنظيم وفى منتصف يناير 2015، تجمع عدد من قادة مجموعات مسلحة من مناطق باكستانية مختلفة ومن داخل أفغانستان على الشريط الحدودى بين البلدين، وبايعوا "حافظ سعيد خان أوركزاى" أميرًا لهم.

وكان "أوركزاي" أول من تولي إمارة التنظيم ولقي حتفه في غارة أمريكية نُفذت، مساء يوم الخميس 15 يناير 2016، بمديرية أتشين في شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية، والتي اسفر عنها عدد كبير من القتلي بينهم بعض القادة.

وحلّ محله شخص يدعى "عبد الحسيب"، وقد قُتل ايضًا في هجوم للقوات الخاصة الأفغانية في عام 2017 بولاية ننغهار شرقي أفغانستان.

ويعتقد أن "عبدالحسيب" العقل المدبر للهجوم الذي استهدف المستشفى العسكري في العاصمة كابل في العام نفسه، مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا.

وتولي الخلافة بعده المدعو "أبو سيد" لكنه لم يبقي سوي شهرين في موقعه قبل أن يقتل مع مسلحين آخرين في التنظيم، جراء غارة أميركية في ولاية كونار.

وتولى بعده القيادة "أسلم فاروقي" ولكن تم اعتقاله على أيدي القوات الخاصة الأفغانية.

وكشفت مصادر خاصة أن زعيم "داعش خراسان" منذ يونيو 2020 شخص يطلق على نفسه "الشاب المهاجر"، كما يحمل اسما آخر هو "سناء الله".

وتولى هذا الشخص القيادة، بعد اعتقال الزعيم السابق "أسلم فاروقي" على أيدي القوات الخاصة الأفغانية.

أبرز العمليات الارهابية التي تبناها التنظيم

وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن "داعش" مسؤولة عما يقرب من 100 هجوم ضد المدنيين في افغانستان وباكستان، بالإضافة إلى قُرابة 250 اشتباكًا مع قوات الأمن الأمريكية والأفغانية والباكستانية منذ يناير 2017.

ولا يزال تنظيم "ولاية خراسان" هو ثاني أكثر تنظيم دموي في جنوب آسيا للعام الثالث على التوالي، وفى الحقيقة إن تنظيم "داعش خراسان" يعتبره الجميع أكثر دموية من غيره، فلا يسلم أحد من بطشه فقد سبق أن ذبح 16 شخصًا بينهم رضيعان حديثى الولادة في مستشفى تديره جمعية أطباء بلا حدود في كابل عام 2020.

بالإضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابل في العام نفسه مما أدى إلى مقتل 22 طالبا.

وكذلك هجومه على مدرسة للبنات في العاصمة الأفغانية بعدة سيارات مفخخة ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلا.

ويُذكر أن 2018 هو العام الأكثر دموية بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان"، فقد ازداد عدد ضحايا هجماته الإرهابية بنسبة 24% حيث تحول الرقم من 891 قتيلًا عام 2017 إلى ألف و60 قتيلًا.

مصير تنظيم داعش الارهابي بالتزامن مع نوايا أمريكا لاستهدافه

وعلى الرغم من أن أميركا استخدمت "أم القنابل" وهي أضخم قنبلة تقليدية غير نووية على كهوف لتنظيم "داعش_خراسان" فإن التنظيم ظهر مجددًا وضرب مطار كابول المحصن بالجيش الأميركي حيث تسلل انتحاري بين الحشود البشرية في مطار كابل، حتى وصل إلى مسافة تقترب من خمسة أمتار من الجنود الأميركان ليوقع بينهم ضحايا كغيرهم من الأفغان بين قتلي وجرحي.

ويُعتبر هذا أضخم تفجير يقوم به "داعش" في مكان يُفترض أنه محصن عسكريًا، مما أسفر عن مقتل 72 شخصًا، من بينهم 13 جنديًا أميركيًا، مما تسبب في حرج وانتقاد كبير في الداخل الأميركي للرئيس بايدن بسبب الانسحاب المفاجئ من دون خطة واضحة حتى لتأمين الرعايا الأميركيين، وسارع بايدن بنفي أي دخل لـ"طالبان" مع "داعش" في الهجوم.

وصرح مصدر مسئول بالبيت الأبيض أن الحكومة الأمريكية "تركز بشدة" على احتمال تنفيذ هجوم إرهابي في افغانستان مرة آخري من جانب تلك الجماعة المتطرفة.

وحسب ما نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية وقتها أن القلق الرئيسي من داعش يتمثل في تطلعها "لنشر قنبلة ضخمة أو فريق من القاذفات لضرب مطار العاصمة الأفغانية في وقت واحد".

وفي هذا الصدد ووفقًا لتقرير مركز الدراسات الأميركي، تشكل طريقة اللامركزية التي يتبعها التنظيم حاليًا خطرا على أفغانستان والمنطقة ككل.

ومازالت امريكا تبحث عن الطرق والحلول الممكنة للتخلص من ارهاب "داعش_خراسان".

ما هو سر عداوة "داعش" و"طالبان"

بدء عداء كبير بين "داعش" و"طالبان"منذ بداية نشأته في 2014 ودام الخلاف طيلة هذه الاعوام وظلت الفجوة تكبر بينهما ففي عام 2017، دارت معارك دامية بين العدوين اللدودين عندما ضبط الأول 3 تجار مخدرات يبيعون الأفيون لجمع الأموال للثاني.

و بحسب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد. إنها ستسمح لـ"داعش" بأن تنشط في أفغانستان،لكن قادة داعش نددوا باستيلاء طالبان على البلاد، وانتقدوا نسختهم من الحكم الإسلامي باعتبارها "غير متشددة بما فيه الكفاية".

وحسب تقرير سابق بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن العلاقات ساءت عندما زعمت طالبان انها طردت الزعيم السابق لداعش في جنوب آسيا، "أبوعمر خراساني"من سجن أفغاني قبل إعدامه مباشرة.

وبحسب ما ذكر المحلل كولين كلارك أن سبب عداوة جماعتي الإرهاب الشهيرتين لعدد من الأسباب؛ تتراوح من أيديولوجية إلى سياسية إلى عسكرية. وقال: "بصراحة، داعش لا يؤمن بأجندة سياسية،ولا يؤمن أن الله وحده هو الذي يحكم، ومع أن طالبان حاول إنشاء إمارة إسلامية، فهذا لا يكفي لداعش".