قصة الناجى الوحيد.. ومحاكمة من يمارس الحب بلا «واقى ذكرى»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الكوكتيل يطيل العمر الافتراضى لمريض الإيدز لكنه غير متاح فى دول العالم الثالث

ظهر مرض الإيدز للمرة الأولى فى بعض الدول الغربية نهاية سبعينيات القرن الماضى، ومنذ ذلك الحين أصبح أكثر الأمراض شهرة فى العالم والأكثر متابعة داخل المختبرات الطبية.

وتم التعرف على الفيروس لأول مرة عام ١٩٨١، وأكدت تقارير منظمة الصحة العالمية أنه حتى نهاية عام ٢٠١٢ توفى حوالى ٣٦ مليون شخص بسبب الإيدز، غير أن جنوب القارة الإفريقية والدول المحيطة تعد أكثر الأماكن التى ينتشر فيها الفيروس القاتل، وحوالى ٢٠٪ من سكان هذه المنطقة حاملين لفيروسHIV المسبب الرئيسى لمرض الإيدز.

ولا يوجد للمرض حتى وقتنا هذا علاج طبى فعال وليس له لقاح على الرغم من الجهود الطبية المبذولة فى هذا الصدد، ومع منتصف عقد التسعينيات تم التوصل إلى ثلاثة عقاقير طبية تؤخذ دفعة واحدة تم إطلاق عليها «الكوكتيل»، وهذا العقار يطيل من العمر الافتراضى للشخص المريض بشكل واضح، صحيح أن العمر الافتراضى للأشخاص الحاملين للمرض أقل كثيرا عن غيرهم، لكن فى المقابل ونظرا لعدم توافر هذا الدواء فى دول العالم الثالث، يموت معظم الحاملين للفيروس فى السنوات لمرضهم.

تعد الأعراض الأولية للمرض، فى حوالى من ٥٠٪ إلى ٨٠٪ من الحالات التى تم فحصها، ظهر أعراض للإنفلونزا، وهو الأمر الذى يعتبر اختبارا أوليا للجهاز المناعى لجسم الإنسان أثناء مقاومته للفيروس، وتشمل باقى الأعراض ارتفاعا فى درجة الحرارة، والشعور بالغثيان وظهور طفح بسيط على الجلد.

وبعد ذلك يحدث التهاب بسيط فى غشاء المخ، ثم سرعان ما تتغير خلايا كرات الدم البيضاء المناعية بشكل متسارع، غير أن الشخص العادى لديه حوالى ١٢٠٠ خلية دم بيضاء فى لتر الدم الواحد، وخلال الأشهر الأولى من الإصابة بالفيروس تقل عدد خلايا الدم البيضاء لتصل إلى ٤٠٠ خلية فى اللتر الواحد لكن بعد انتهاء عرض الإنفلونزا، يستقر عدد خلايا الدم البيضاء إلى ٧٠٠ خلية.

أما عن طرق العدوى بفيروسHIV، فهو ينتقل لجسم الإنسان بعدة طرق مختلفة لكن أبرزها انتقال السوائل من جسم إلى آخر، غير أن هذا الفيروس ضعيف إلى حد كبير ولا يستغرق بقاؤه حيا خارج الجسم لأكثر من ٢٠ دقيقة ولا يصمد أمام درجات الحرارة العالية والمواد الكيميائية المختلفة.

ولا ينتقل الفيروس عبر الهواء أو الطعام أو الشرب، ولا ينتقل عبر القبلات لكون تركيز الفيروس فى لعاب الإنسان، ضئيلا بشكل كبير، وحتى يومنا هذا لم تسجل حالة واحدة لانتقال العدوى عبر تبادل القبلات، ولا ينتقل أيضا عبر لسعات البعوض.

وتعد العلاقات الجنسية من أكثر الطرق انتشارا فى انتقال الفيروس، علاوة على تعاطى المخدرات عن طريق الحقن الملوثة، مما دعى بعض الدول الغربية فى أواخر القرن الماضى أسلوب توزيع الحقن بالمجان على المدمنين دون إدانتهم بعد توصلهم لنتيجة أن انتشار فيروس الإيدز أشد خطورة من أضرار المخدرات.

طريقة أخرى تؤدى إلى انتشار وانتقال الفيروس، هى نقل الدم عن طريق المتبرعين المصابين بالمرض، لذا لجأت بعض الحكومات فى إجراء عملية الفحص المكثف على كل عملية تبرع للدم، ومطالبة أى شخص يشتبه حمله للفيروس، بعدم التبرع بالدم نظرا لأن عمليات الفحص لا تكتشف الدم المصاب مؤخرا بالفيروس.

وهناك أيضا طريقة انتقال العدوى عبر الجروح المفتوحة، مثلا عند حدوث تلامس بين شخصين مصابين بجروح هناك إمكانية لانتقال العدوى، وهذا الأمر منتشر بين أطقم الأطباء بشكل كبير الذين يتعرضون لجروح فى اليدين أثناء عملهم، وهو أحد أسباب اعتياد الأطباء حاليا على ارتداء القفازات المطاطية.

والمدهش أن هناك حالات نادرة لمرضى تم شفاؤهم من الفيروس بشكل نهائى، أبرزها حالة «راى براون»، ٤٤ عاما وهو رجل أمريكى يعيش فى ألمانيا، أصيب خلال تلك الفترة بمرض اللوكيميا «سرطان الدم»، إضافة إلى إصابته بالإيدز، وأثناء إجرائه لعملية زرع نخاع كجزء من علاجه من مرض اللوكيميا وبعد إجراء العملية اتضح أنه جراء تغيير النخاع الشوكى، وبسبب حدوث بعض التطورات الجينية، كان ينقص النخاع الشوكى الجديد، البروتين الموجود على جدار الخلايا والذى عن طريقه ينتقل فيروس الـHIV للخلايا ويسبب الإيدز.

والأغرب من ذلك ما حدث فى الولايات المتحدة عندما تم تقديم بعض الحاملين للفيروس للمحاكمة بسبب قيامهم بعلاقات جنسية دون ارتداء الواقى الذكرى، وحُكم عليهم بتهم مختلفة منها الشروع فى القتل والاعتداء.

ضحايا مرض الإيدز كثيرون على مستوى العالم، لكن لعل أشهر الفنانين الذين ماتوا بسببه هو روك هدسون من أشهر فنانى هوليود خلال سنوات الستينيات والسبعينيات واشتهر بدور الفتى الأول الرومانسى على وجه الخصوص، لكن حياته انتهت بشكل درامى عندما تدهورت حالته الصحية بسبب التدخين وشرب الخمر مما اضطره لإجراء عملية جراحية معقدة بالقلب، وأثناء إجراء العملية تم اجراء عملية نقل دم مصاب بالفيروس، وبعد سنوات قليلة من المعاناة مع المرض توفى عام ١٩٨٥.

جيا كرانجى عارضة الأزياء الأمريكية الأشهر خلال الثمانينيات، خلال تلك الفترة أدمنت مخدر الهيروين عن طريق الحقن، وتسبب ذلك فى إصابتها بالإيدز وتدهور حالتها الصحية، وقبل وفاتها قررت إنتاج فيلم سينمائى تقوم هى ببطولته عن أضرار الإدمان، إلا أن القدر لم يسعفها وماتت عن عمر ناهز الـ٢٦ عاما سنة ١٩٨٦.