مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى: وحدة «لم الشمل» استقبلت ٦٢ ألف مشكلة ونجحنا فى حل ٥٥ ألفًا منها

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



استطاعت وحدة «لم الشمل» التابعة لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، طوال العامين الماضيين إنهاء آلاف الخلافات الأسرية التى كاد بعضها أن يقضى على مستقبل أسرة كاملة، بل إن بعض الخلافات وصل بالفعل إلى الطلاق، لكن المفتين العاملين فى الوحدة نجحوا فى «لم شمل» الأسر من جديد.

«الفجر» ترصد فى السطور التالية أبرز الإحصائيات التى عملت عليها الوحدة للحد من الطلاق، ومساهماتها فى حل آلاف المشكلات بين الأزواج، وما آلت له من أسباب كانت دافعا رئيسيا فى تهديد شمل الأسرة.

أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، قال لـ «الفجر» إن «وحدة لم الشمل» انعكست عمليا على حياة الكثير من الأسر، إذ تم استقبال ٦٢ ألف حالة ما بين تفكك أسرى «طلاق» وبين تهديد بالتفكك «مشكلات»، مؤكدا أنه جرى العمل على حل مشكلات ٥٥ ألف حالة منذ افتتاح الوحدة فى ١٦ أبريل عام ٢٠١٨ وحتى الآن.

وأضاف «الحديدى»، أن أكثر من نصف المشكلات التى جرى العمل على حلها كانت منتهية بالطلاق، وأخرى فى أروقة المحاكم، علما بأن بقية الحالات سببها مشاكل موسمية، سواء فى فترة استقبال الأعياد أو موسم دخول الدراسة، متابعا أن الوحدة تستقبل جميع الحالات عبر ٣ طرق للتواصل مع الجمهور، وهى الخط الساخن ١٩٩٠٦، أو إرسال رسالة عبر صفحة مركز الأزهر العالمى للفتوى، أو التسجيل من خلال «أبلكيشن» عبر بوابة الأزهر.

وأوضح أن الوحدة التابعة لمركز الأزهر العالمى للفتوى، تضم قرابة ٤٠٠ عضو على مستوى جميع المحافظات، مشيرا إلى أنه يتم تخصيص عضوين لحل كل مشكلة، وفى حال كانت المشكلة معقدة بعض الشيء يتم الاستعانة بخمسة أعضاء، وهناك بعض المشاكل المعقدة للغاية والتى تحتاج ١٥ عضواً لحل المشكلة.

وأضاف أن هناك هيكلاً تنظيميًا للوحدة بحيث يكون هناك مشرف للوجه البحرى وآخر للقبلى، إضافة لتقسيم الجمهورية لست قطاعات تضم منسقين فى المحافظات لعدم استطاعة بعض الأسر المجيء للقاهرة، وبين أنه يتم استقبال الحالة سواء من الزوجة فتترك رقم الزوج للتواصل معه أو العكس، متابعا أنه يتم التواصل مع الحالة بالدعوة إلى الذهاب للوحدة لحل المشكلة العالقة وفى حال الرفض نطلب منه استضافتنا بمنزله.

واستكمل: «هناك ٧ آلاف حالة مازال أصحابها رافضين الحلول سواء الزوج أو الزوجة، والأزواج تحديداً هم من يرفضون العودة للزوجة، وبينهم من رفض بشكل قاطع الحديث فى المشاكل، وبعض الزوجات ترفضن الاستماع لأعضاء الوحدة للتدخل فى المشكلة»، مضيفا: «الوحدة لها قاعدة رئيسية فى العمل وهى الإلحاح فى حل المشاكل وهو إلحاح فى الخير، وحال فشل الأعضاء أو استعصت الأمور على الحل يتم انتداب أعضاء آخرين ربما يكون لدى اللجنة طرق أخرى فى الإقناع والحل».

وبين «الحديدى» أن الوحدة وضعت يدها على أسباب تعد «شائعة» لحدوث المشكلات فى كثير من الأسر أبرزها تدخل الأهل «الحما» من الطرفين ومن هنا يتم استدعاؤها للحديث معها والتأكيد عليها بأنها ليست طرفاً فى المشكلة محل النزاع، بل ربما يكون تدخلها سببا فى تفاقم المشكلة، معلنا عن تطوير الوحدة بشكل يحمى الأسر المصرية من المشاكل واقتلاعها من جذورها وذلك عن طريق توعية المواطنين من خلال تدشين برنامج «التوعية الأسرية والمجتمعية» من خلال لجنة علمية يمثلها علماء الطب النفسى وأساتذة فى علم النفس والاجتماع وعلوم الدين والشريعة والسلوك والتربية.

وأضاف: «تم حصر المشاكل التى وردت عن طريق الوحدة والتى كانت سببا فى حدوث تفكك أسرى ونزاعات كبيرة، وطلبنا وضع حلول بحيث تكون جرعات تحصينية للمجتمع قبل وقوع الكارثة، حيث تم تقسيم البرنامج فى إطارين الأول يخص اللقاءات الجماهيرية بمحافظات الجمهورية والثانى لقاءات متخصصة عبر ٣ مراحل هم التعليم الجامعى وما قبل الجامعى والمقبلين على الزواج والمتزوجين». وعقب أنه تم التعاون مع ٥ وزارات لعقد تلك اللقاءات بمحافظات الجمهورية هم الأوقاف والتعليم العالى والداخلية والتضامن الاجتماعى والشباب والرياضة وذلك من خلال إتاحة المساجد والجامعات ومعسكرات وزارة الداخلية ومقرات التضامن والنوادى لمخاطبة الجماهير، حيث تم عقد ٢٥ ألف لقاء استهدف ٣ ملايين و٦٠٠ ألف مواطن.