بعد تحذيرات واشنطن لطالبان من تفجيرات أخرى قادمة.. ماذا تريد داعش من أفغانستان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حذرت السفارة الأمريكية اليوم، المواطنين الأمريكيين في أفغانستان، بالابتعاد فورا عن مطار العاصمة كابول، لتوقع حدوث تفجير قرب المطار، حيث وقع يوم الخميس الماضي تفجيرين انتحاريين قرب مطار العاصمة كابول، أدى إلى سقوط 79 قتيلا، و120 جريحا، بحسب مسؤول بالصحة الأفغانية.


جو بايدن هجوم محتمل من تنظيم القاعدة على أفغانستان
كما أعرب جو بايدن رئيس الولايات المتحدة أمس السبت عن تحذير من هجوم "محتمل جدا" قد أبلغه به قادة عسكريين خلال الـ24 – 36 ساعة المقبلة في كابول، وبالتزامن مع هذا لعدم وقوع تفجيرات أخرى، القوات الأمريكية قامت بإجلاء نحو 2000 شخص من كابول أمس السبت كما أوصت للمواطنين الامريكان بالابتعاد عن مطار كابول.

وعلى صعيد أخر قامت القوات الامريكية أمس بعمل غارة عسكرية على جماعة تنظيم داعش، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخر، ردا على التفجيرات التي وقعت في مطار كابول.

وفي تصريحات خاصة "للفجر" أفاد دكتور مصطفى عامر خبير دولي بشئون الجماعات الاسلامية المتطرفة ان تنظيم داعش على الرغم من الانتكاسات التي لحقت به في عام 2016م وفقدَه السيطرة على بعض الأراضي وقتل زعيمه حافظ سعيد خان في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في شرق أفغانستان في 25 يوليو 2016م الا انه لازال ينشط في الجنوب، ويقوم بتجنيد مقاتلين جدد في ولاية هلمند وبعض الولايات الجنوبية لأفغانستان.

داعش لن تترك أفغانستان لطالبان ومشاهد دامية قادمة
وقال عامر إن داعش تزاحم حركة طالبان في أفغانستان منذ ٢٠١٥م، وبينهما صراع مستمر منذ 5 سنوات وقد راهنت حركة طالبان على تراجع قدرات تنظيم "داعش" وذلك بعد أن خاضت معه صراع محتدم في مناطق تمركزه في الجنوب الافغاني ودفعته الى فقدان بعض المناطق الرئيسية التي كان يسيطر عليها، لكن تنظيم داعش عاد بقوة ليعلن عن وجوده القوى باستهداف قصر الرئاسة في العاصمة الأفغانية كابول أثناء صلاة عيد الأضحى الماضي، وهو الامر الذى اعتبر انذار مبكر لحركة طالبان وبداية لعودة مختلفة وجديدة للتنظيم الإرهابي، وبداية لمرحلة ربما يخطط فيها داعش لتحويل أفغانستان مقرا له.

يأتي هذا مع انتهاء الانسحاب الأميركي، وسط تأكيدات من واشنطن نفسها بأن أفغانستان ستشهد صراع عنيف بينهما وهو ما أكد عليه أيضا تفجيرات مطار كابل، كما ستشهد الفترة القادمة حالة من الاستقطاب الشامل منهما لجذب المزيد من العناصر المتطرفة على امتداد التراب الافغاني.


كما أضاف عامر ان تنظيم داعش سوف يستمر في تصدير مشهد للعنف وعدم الاستقرار في الدولة الافغانية تحت حكم طالبان، بل ستكون عملياته الأكثر عنفًا ودموية، وهو ما سيحدث صدى دوليا كبيرا وسيعزز وجوده في أفغانستان ويجعله مستمر في تصدر المشهد الإرهابي بها.


أفغانستان أرض خصبة لنمو وانتشار تنظيم داعش

على الرغم من أن داعش ليس بالقوة الكافية لمواجهة حركة طالبان كما أن حركة طالبان تعانى حالة من غياب الرؤية والادعاء لعدم قوته فيما يخص تواجد تنظيم داعش على أراضي أفغانستان" وهو ما يعنى أن داعش يشكل تهديدًا نسبيًا وليس شاملًا لها في الوقت الحالي، لكنه سيدفع بلا شك الى مواجهة مسلحة ومتنوعة معها خاصة بعد وصولها إلى سدة الحكم وسيطرتها على الدولة الأفغانية.

إن تنظيم داعش لم يعد لديه خيارات سوى التمسك بمواقعه القليلة نسبيًا في أفغانستان، خاصة وأنه ينظر إليها كنقطة انطلاق لآسيا الوسطى بالكامل وبالتالي سوف يسعى إلى توسيع قواعده خاصة أن البنية الفكرية لسكان المناطق الأفغانية قابلة لتمدد أفكار داعش حتى وإن شكلت الروابط القبلية والعرقية التي تعتمد عليها طالبان حائط صد لها.