د.حماد عبدالله يكتب: وزارة لإدارة المستقبل !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


هذا المقال يتعرض لرؤيتى نحو إيجاد حقيبة مسئولة أمام البرلمان والشعب والسيد رئيس الجمهورية عن "إدارة المستقبل " فمصر المحروسة تمتلك شواطىء على البحر الأبيض والبحر الأحمر بأطوال ( خرافية ) نحن نطل على البحر الأحمر بطول يقترب من 900 كيلو متر طولى ونطل على البحر الأبيض المتوسط بطول لا يقل عن 1000 كيلو متر طولى أخرين. 

هناك فى العالم دول لا ترى شكل المياة الطبيعية سواء بحار أو أنهار ولكنها تعيش وتستثمر وتطور من أليات أسواقها وإنتاجها وإنتاجيتها وهناك دول تطل من خلال ثقب صغير على أحد البحار أو البحيرات ولكنها إستطاعت أن تستثمر ذلك الثقب وأن تمد أنابيب المياه المالحة لكى تجرى عمليات تكنولوجية لتحلية المياه ( وهى تكنولوجيا رخيصة للغاية ) وإستطاعت أن تزرع آلاف ومئات الآلاف من الأفدنة من تلك المياة المحلاة !! 

ماذا فعلنا نحن بشواطئنا الطويلة العريضة؟ لاشيىء أكثر من أن وضعنا لافتات لملكية أفراد أو شركات لهذه المساحات من الأراضي المواجهة للبحار لتعلن عن قرية سوف تنشأ أو مستعمرة خاصة لبعض المحظوظين ؟
شيىء غير مقبول وطنياَ وإستراتيجياً وضد مستقبل هذا البلد وسوء إدارة لأصولنا الثابتة حيث أننا فى أشد الإحتياج اليوم لزيادة رقعة الزراعة فى مصر . وفى أشد الإحتياج لإستخدام مواردنا المائية إستخداماَ رشيداً سواء كانت هذه الموارد بحار أو بحيرات أو أنهار "وترع" ومصارف !
لا يمكن أبداَ أن تكتفى المملكة العربية السعودية بإنتاجها وإنتاجيتها للقمح فى الوقت الذى لا تمتلك فيه المملكة نهراَ أو أمطاراَ ولا يمكن أبداَ أن نعتمد على إستيراد 80% من غذائنا من العالم الخارجى ونحن نمتلك كل هذه الإمكانات .
لماذا لا نضع خطة لتحلية المياه على سواحل البحر الأحمر حتى لوكان ذلك بإكتتاب وطنى أو حتى بالتبرع من المؤسسات الرابحة فى أعمال الهواء أو الأسمنت أو الحديد أو السماد أو الإلومنيوم أو أى شيىء من أصوله الأولية تمثل ( أصول للمصريين ) ( هواء وأرض )!

لماذا لا نأخذ تلك المياه المحلاة لكى نزرع كل شواطئنا على السواحل ؟ لماذا لا نزرع مصايد الأسماك على تلك السواحل ؟ وبجانبها ،مراكز تبريد ،وتعبئة وتغليف وتصدير لتلك اللحوم البحرية التى نحتاجها ونستورد جزء كبير منها للأسف الشديد ؟ لماذا لا نفكر قبل نهاية الفترات المحددة لنا للتفكير؟ 
ولعل ما تم إتخاذه من قرارات سيادية نحو إعادة بناء مصر الحديثة وإنشاء بنية تحتية رائعة ( طرق + كبارى ، وأنفاق ، أحواض لتربية الأسماك وإصلاح للأراضى البور ) كل تلك الإجراءات ، سوف تعود على مصر بالرخاء ، ولكن المطلوب إنشاء وزارة أو إدارة خاصة بمتابعة تلك المشروعات حتى تتفرغ الحكومة لأعمالها البيروقراطية .