طارق الشناوي يكتب: رمضان والدكتوراه.. "ذلك ليس دائما كذلك"!

الفجر الفني

بوابة الفجر









هل يحسبها محمد رمضان أم أنه يتحرك عشوائيًا؟.. عندما ارتفع منسوب الغضب والسخرية، ارتدى البدلة العسكرية اللبنانية وزار النصب التذكارى لشهداء المرفأ فى بيروت.

نظريًا، نعتقد أنه أكبر خاسر بعد أن انهالت عليه التكذيبات ومن جميع الاتجاهات، كل الذين زجّ بأسمائهم على اعتبار أنهم منحوه درجة الدكتوراه الفخرية أو لقب سفير الشباب، هؤلاء وغيرهم من الداخل والخارج تبرأوا منه ونفضوا أياديهم.

عشرات من المعارك يخسرها رمضان، الهزيمة على الورق فقط، بينما عمليًا تكتشف أنه الفائز، فهو يحصل على أعلى أجر بين كل النجوم فى التمثيل والغناء.

«الغضب المعلن والتأييد الصامت».. تلك هى المعادلة فى الذاكرة الجمعية، اسمه صار عنوانًا لأعمال فنية تحتفى بالبلطجة، أضاف إليهما مؤخرا الادعاء.. بينما الحقيقة أنه لو أعلن أنه سيقيم غدًا حفلًا غنائيًا سيتهافت عليه الشباب، الذين يقفون فى مرحلة العشرينيات، هؤلاء هم الذين يمسكون بأيديهم (ترمومتر) الحياة الفنية فى مصر بل العالم كله، يحددون ملامح النجم، إنهم القوة الاقتصادية والبنية التحتية للمعادلة الفنية، القطاع الأكبر من هؤلاء هم جمهور رمضان.

لم تكن تلك أول مشكلة.. ينشر مرة صورة داخل طائرة خاصة بينما الجمهور (يتشعبط) فى الأتوبيس، يلقى بأوراق مالية فى حمام سباحة بينما الناس تخشى أن يرتفع سعر رغيف العيش، ورغم ذلك يواصل حضوره الجماهيرى كنجم شباك.

رمضان يعبر عن رغبات مكبوتة لقطاع من الشباب، شعارهم «انتزع كل شىء وأى شىء فى الحياة دون أن تدفع الثمن».. الرسالة المضمرة: ستكسب أموالا طائلة وستحصل على أعلى الدرجات العلمية (دكتوراة) وأرفع الألقاب (سفير) ولن يكلفك الأمر سوى قدر ضئيل من الفهلوة.

حماقات رمضان.. أقصد ما يراها جيلنا كذلك وما يعتبرها أيضا الإعلام كذلك.. إلا أن ذلك ليس بالضرورة كذلك.

رمضان لا يثق كثيرا فى نفسه، لديه إحساس أنه لا يحمل شهادة عليا، يفتقد الشعور بالتحقق، ولهذا قرر أن يُمسك شهادة دكتوراة، يعلم أن الجميع يعلم أنها مضروبة، هذه هى فقط الحقيقة المعلنة.

ما هو مدون فى (الكراس) ليس هو بالضبط ما هو قابع فى (الراس)، العلم فى (الراس وليس الكراس)، هل أجهزة القياس لدينا تنتمى لزمن آخر وتعبر عن جمهور آخر؟!.. تلك المشكلات التى فجرها رمضان واحدة تلو الأخرى والتى أدت فى المقابل إلى عاصفة لا تنتهى من التكذيبات، هل ستؤدى إلى شىء سوى أن يظل اسم رمضان يشغل عدة أيام قادمة الرأى العام؟!.

ما عقوبة الكذب؟.. لا شىء. رمضان سيقول أخذت شهادة موقعة من مركز لبنانى يضع اسم ألمانيا فى عنوانه، قبل أن تحاكمونى حاكموا المركز الذى نصب على وأخذ 100 دولار فى شهادة تتشككون الآن فى صحتها، وسوف تنتهى الزوبعة لينتقل رمضان إلى أخرى تضعه مجددا فى مكانة الـ(تريند). المشكلة أبدًا ليست رمضان، ولكن لأننا لا نريد أن نعترف بحقيقة المشكلة.. إنها أنا وأنت والمجتمع والناس!!.

[email protected]
المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).