لماذا يتناقض الموقف الإيراني تجاه أفغانستان بعد سيطرة طالبان؟.. خبير يجيب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بعد تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان وسقوط الحكومة، لجأ العديد من المواطنين إلى الدول الأخرى، للهروب من حكم حركة طالبان.

لتكون أكثر الدول التي كانت في استقبال الأفغان هي إيران، وذلك لارتباط إيران وجارتها الشرقية أفغانستان بأكثر من 850 كيلومترًا من الحدود البرية، وبعد الأحداث الأخيرة حصلت العديد من التناقضات من إيران تجاه أفغانستان وإعادة التعاون مرة مع حركة طالبان.

إيران تعيد اللاجئين الأفغان

حيث لم يمرّ أسبوعان على دخول اللاجئين إلى إيران، حيث قاموا بالعبور عن طريق الحدود البرية، حتي بدأت الحكومة الإيرانية بإعادة اللاجئين الأفغان الذين دخلوا بشكل يومي منذ سيطرة طالبان قبل أكثر من أسبوع، وفق ما ذكرته صحيفة "شرق" الإصلاحية الإيرانية، اليوم الأربعاء.

وتقول الصحيفة المحلية إنه في المنطقة الحدودية بالقرب من مدينة هلمند الأفغانية تمت إعادة 3000 جندي أفغاني؛ بعضهم جاء مع عائلته، ويزعم التقرير أن عودة هؤلاء اللاجئين العسكريّين تمت بعد الاتفاق بين إيران وطالبان، كما تم إغلاق بعض المعسكرات المؤقتة في المناطق الحدودية، التي كانت مخصصة لإيواء اللاجئين الأفغان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول ي قوات حرس الحدود الإيرانية قوله: إن "كل الأفغان الذين دخلوا إيران هذه الأيام عبروا الحدود بين البلدين جرت إعادته، حتي انه لم يعد هناك أي معسكرات أو مخيمات مؤقتة لإيواء اللاجئين الأفغان.

وبحسب آخر إحصائيات وزارة اللاجئين الأفغانية في فبراير من العام الماضي، يعيش 2.5 مليون أفغاني في إيران، ومن المتوقع أن تزداد موجة هجرة المواطنين الأفغان بسبب الأوضاع الأخيرة بهذا البلد، كما ان هيمنة حركة طالبان، واستمرار الحرب الاهلية سينعكس سلبًا على مشاريع تطوير ميناء "جابهار" الإيراني، الذي وضعته الولايات المتحدة خارج نطاق العقوبات.

إيران تطلب من المليشيات الابتعاد عن أفغانستان لحلول الاستقرار في المنطقة

كما أن ان ايران طلبت من الميليشيات العراقية وفي المنطقة بعدم التدخل في الشأن الأفغاني خوفا من حدوث صدام مع طالبان، وزعزعة الاستقرار مرة أخري.

إيران تستأنف تصدير الغاز والمواد البتروكيميائية مرة أخري.

وكان قد ذكر حامد حسيني، عضو مجلس اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيميائيات والمتحدث باسمه في طهران، لوكالة "رويترز" أن "طالبان بعثت برسائل إلى إيران تقول ‭‬يمكنكم مواصلة تصدير المنتجات البترولية"، وعلي هذة الرسالة استأنفت إيران تصدير البنزين وزيت الغاز إلى أفغانستان قبل بضعة أيام.

موقف إيران من أفغانستان

وقال هشام البقلي خبير بالشأن الايراني ومدير مركز سلمان زايد للدراسات، إن ايران تتعامل مع الأزمة الأفغانية بمبدأ المصلحة، حيث تعي طهران أهمية المحافظة على حالة الهدوء والاستقرار على الحدود الواصلة بين ايران وافغانستان، وعدم المضي نحو فتح جبهات جديدة للخلافات في تلك المنطقة وفى هذا التوقيت الحرج.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تحركات طالبان للسيطرة على أفغانستان خلال الفترة الماضية، بدأت أيضا التحركات الايرانية نحو محاولة رأب الصدع بينها وبين الحركة من خلال اللقاءات التي عقدت داخل طهران وايضا استخدام الوساطة القطرية في ذلك.


إيران تعيد اللاجئين من أجل إرضاء طالبان

ثما فرفض إيران استقبال لاجئين أفغان يعود في الاساس الى رغبة ايران في اثبات حسن النوايا للحركة الافغانية بأن ايران تقف معها ولا ترغب في وجود صراعات بين الجبهتين

لذلك فإيران منذ اشتعال الازمة الافغانية نجدها متناقضة، في البداية حاولت التحذير من وصول طالبان، ولكن مع سيطرة الحركة وانتشارها؛ وجدت ايران نفسها امام حل وحيد وهو التعامل مع طالبان وعدم خلق عداوة جديدة علي الحدود الإيرانية.