من القلم إلى المنشار.. "وئام" تخلت عن شغفها الإعلامي وأتقنت الحرف النحاسية (فيديو و صور)
تركت عملها بمجال الإعلام "كصحفية"، بعد فترة عمل دامت عامين، ولكنها بدأت في البحث عن حلم آخر لتحققه وتجد نفسها فيه، وتحول "وئام" قلمها الصحفي "لمنشار" وقطع نحاسية فريدة من نوعها مصنوعة بدقة شديدة من جميع الأشكال والأنواع.
تجلس "وئام" ممسكة بمنشار وقطاعة نحاس وشاكوش ومنشار، وبمهارة فائقة تقوم بتصميم أفضل المشغولات النحاسية، من الأركت، والنقش والتقبيب، ومن هنا تبدأ رحلتها في "حرفة النحاس" التي تعمل بها القليل من الفتيات.
"غيرت مجالي من الصحافة للنحاس"
وتقول "وئام محمد" صانعة النحاس لـ'الفجر": "عمري 33 سنة وتخرجت في كلية الآداب قسم إعلام جامعة عين شمس.. وعملت لمدة عامين في مجال الصحافة السياسية.. ثم إتجهت للموارد البشرية.. وبعدها قررت أن أغير مجالي تمامًا وأن اتعلم شيئًا جديدًا أكون مختلفة فيه عن غيريط.
"قدمت في منحة الأمير تشارلز"
وتابعت عندما أحببت أن أغير المجال قمت بالتقديم في منحة ''الأمير تشارلز" في بيت جميل مرتين ولكن لم يتم قبولي، ثم وجدت إعلان عن "مبادرة صنايعية مصر" على صفحة مركز الحرف التقليدية التابع لوزارة الثقافة، وهي أن أختار أي حرفة أريد أن اتعلمها، وقمت بملئ الاستمارة وقدمت وحضرت المقابلة وتم قبولي في المبادرة.
"درست لمدة عامين"
وتضيف: "درست معظم التقنيات على النحاس لمدة عامين، وبعدها بدأت في تنفيذ بعض القطع النحاسية التي تعلمتها في المركز ثم أنشأت صفحة خاصة بي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي متخصصة في اكسسوارات وديكورات المنزل من النحاس".
وقالت سبب حبي للنحاس بدأ عندما كن في أشاهدها في خان الخليلي، وكنت أرى الحرفيين وهم يقومون بالنقش في شارع المعز، فأحببتها وأردت أن أتعلمها بشدة وأن أكون محترفة مثلهم بالرغم من صعوبتها.
"المهنة تحتاج لمجهود بدني كبير"
وتابعت أن تعلم المهنة في البداية كان صعبًا جدًا، ويحتاج إلى مجهود بدني كبير، ولكنها إعتادت مع الوقت خاصة بعد رؤية الشكل النهائي للعمل، فتنسى كل تعبها بمجرد إنتهاء القطعة النحاسية التي تعمل عليها.
"تقنيات تحتاج إلى وقت للتعلم"
وأشارت أن هناك تقنيات تعلمتها بسرعة مثل النقش، وهناك تقنيات كانت تحتاج لمزيد من الوقت للتعلم مثل التقبيب على النحاس والأركت، مضيفة أنها تعمل في هذا المجال منذ عام ونصف تقريبًا من بعد فترة تعلمها للمهنة.
"نسبة الخطر قليلة في حرفة النحاس"
وأضافت أن نسبة الخطر في حرفة النحاس قليلة جدًا، ويمكن للبنات تعلمها وسيكون من الجيد دخولهم في هذا المجال خاصة أن هناك تقنيات مثل النقش قد بدأت في الإنقراض، والبنات لديهم حس جمالي يمكنهم من الإبداع في عمل النحاس.
"دعم الأهل"
وتابعت أن أهلها وأصدقائها قد شجعوها على إكمال الطريق وكانوا يشترون منها تلك القطع النحاسية الجميلة، وأصبح لها زبائن في فترة قصيرة.
"مراحل تصنيع المقتنيات النحاسية"
- الأركت
وتابعت "وئام" مراحل تصنيع المقتنيات النحاسية وبدأت "بالأركت" فتقول: عندما ابدأ في عمل القطع النحاسية من "الأركت" فأشتري النحاس ثم أقوم بصنفرته، جيدًا، وأقوم بلزق التصميم عليه، ثم افرغه وتصنع به بعض الفراغات، ثم اقطع بمنشار الأركت، وافرغ الأجزاء التي فرغتها، ثم أقوم بدفع الشكل للخارج فيظهر أمامي الشكل النهائي للقطعة.
- النقش
أما بالنسبة "للنقش" اقوم بتجهيز النحاس بطبع التصميم عليه، ثم أرش اسبراي شفاف لتثبيت التصميم، ثم انقش بقلم النقش والشاكوش حتى يظهر الشكل المطلوب.
- التقبيب
وتابعت وهناك نوع آخر وهو "التقبيب" أو (الريبوسيه)، وفيه اقوم بلزق التصميم على النحاس وأشقه أو أحدده بأقلام خاصة بالريبوسيه، وبعد الإنتهاء من عملية التحديد أقوم بتخمير النحاس أي أضعه على النار لكي يصبح لين ويتقبل المراحل الأخرى فوقه، ثم أقوم بقلبه على وجهه وأبدأ مرحلة التقبيب من الظهر حتى يظهر أمامي الشكل النهائي، واستخدم أقلام وشاكوش للتقبيب، ثم تبدأ مرحلة "التجليس"، وهي أن أنزل خلفية التصميم، حتى يظهر معي الشكل، ثم مرحلة التفتيش في النهاية.
"نصيحة للشباب"
ووجهت "وئام" نصيحة للشباب المقبل على الدخول في أي مجال او حرفة يتقنها فتقول: «أنصح الشباب ميسمعش لأي شخص مُحبط حواليه، ما دام واثق أنه هيتعلم حاجة حاببها يسمع لنفسه وبس»، وتابعت يجي عليه النزول والبحث عن العديد من الورش، وأن يكون مطلعًا على التصميمات الجديدة، وأن لا يقلد اي شخص لأن السوق به منافسة كبيرة ومفتوح للجميع.