مينا صلاح يكتب: «مصر السيسي» في حواضن الأمان من الصين لـ أفغانستان

مقالات الرأي

بوابة الفجر




أبدًا لم يكن رجل شعارات رنانة، أو خطابات حنجورية مثل التي خزنتها اسطوانات هيئات الإذاعة العالمية لكبار الزعماء والرؤساء الذين أوسعونا ضجيجًا بالقول، لا بالفعل عن حقوق شعوبهم، وخرجوا يلقون بيانات في المحافل والمؤتمرات، من صنيع أقلام صاغت لهم الوهم باحترافية، ولكنه ترك التاريخ خلفه يلهث، يلاحقه بأقلام المؤرخين التي جفت أحبارها ولم تكفي أوتوفي، وهي تسطر فصول القوة وأبيات العزة، ومجلدات النصر والبناء، وتشدو بالريادة والتفرد الذي حدث في تاريخ جمهورية مصر العربية.

منذ الدقائق الأولى التي انحاز فيها لإدرادة شعبه، الذي كفلها جيش مصر العظيم، في ثورة 30 يونيو وقيل عنه بطل مقدام شجاع، لا يخشى في الحق لومة لائم، لا يضع بديلا أمامه غير الخير لحسابات مصر وأهلها، هاجمه الأعداء، ونصبوا له الفخاخ التي أوقعهم فيها ببراعة الصياد الماهر وجنب أهل مصر شرورها، لم يلتفت إلا للبناء ثم البناء ثم التوسع في البناء، وخلق مكانة جديدة تليق بمصر، جعلت من كلمتها سمعًا وطاعة وتأثيرًا في العالم أجمع، يدركها القاصي والداني، ويعي أهميتها الكبير والصغير، بمساندة شرفاء مصر الذين التفوا حوله وحول مؤسسات الدولة، مؤمنين بعزيمته الفولاذية وصدق وعده، وطهارة يده، وها نحن الآن لا نسمعه فقط ولكننا نرى ما ترجمته فترة حكمه التي أنعم الله علينا بها، من تغير كامل لشكل الدولة، وإن وجب التعبير هو ليس تغير فقط، أو إعادة صياغة حتى، ولكنه أعاد تشكيل القطر المصري من جديد، فالبناء الاقتصادي الذي نجحت فيه مصرنا بسبب التحركات المالية التي اتخذتها الدولة السنوات الماضية، هي التي انعكست بالإيجاب على ما نراه اليوم من مشروعات ضخمة، وعملاقة، كتبت لهذا الشعب أن يفخر بوطنه الذي كان يقود العالم على مدار آلاف السنين، على كافة المستويات والأصعدة.

حاول المأجورون الذين غوتهم دولارات الأعداء، في تشويه صورة هذا الرجل البسيط، نقي القلب طاهر اليدين، على مدار سنوات، ولم يكن يقابل الإساءة بالإساءة، بل كان أبلغ ردًا منه عليه كشيم الرجال العزاز، هي مشروعاته التي عادت على أهل بلده بالنفع والخير، بعد أن دخل في سباق مع الزمن بإنجاز حجم مشروعات سكنية ونقل وطرق وكباري، ومستشفيات وجامعات ومدارس ومحطات ري ومياه وكهرباء وغيرها، لم تتحقق في تاريخ مصر على مدار 100 عام، لن أكون مجحفًا فلكل مرحلة ظروفها، ولكني لم أرَ ظروفًا أقسى من التي مر بها هذا الرجل الشريف، ولا تحديات وتعنتات أقوى من تلك التي خاضها عسكريًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، حتى خرج يغرد إقليميًا بإعمار غزة وليبيا، ووضع حدًا فاصًلا في النزاع العربي الإسرائيلي، لحماية مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق.

تقاربه من المصريين، وجولاته المستمرة وحديثه مع العامل والبائع والطفل والمسن والكبير والصغير، جعلته أيقونة يتمنى الشعب المصري لقائها والحديث إليه أصبح بابً للساءلين، فقد رزقنا برئيسًا يبدأ يومه من الفجر حتى منتصف الليل، وإذا صح السؤال هنا.. متى ينام؟ متى يلتقي أسرته، أليس لهم حق عليه؟؟ ولكن إذ تمعننا السؤال وجدنا الإجابة هنا أنه أب لكل المصريين، الحاضر برفقة 100 مليون مصري، من شرقها لغربها، من جنوبها لشمالهاـ، من بسطائها لفقرائها لعمالها، لأهاليها المهمشين بالصعيد، لم يترك شبرًا وليس مترًا إلا ووضع عليه بصمة فارقة في تاريخ هذه الأمة، بمشروع القرن الأكبر حياة كريمة التي أعاد الروح لجسد صعيد مصر وقرى ونجوع الجمهورية، التي طالتها يد الإهمال والنسيان والفساد على مدار عقود.

لن استفيض أكثرمن ذلك في الحديث عن المشروعات والإنجازات التي من كثرتها أصبح من الصعب حصرها، والتي نراها ونلمسها خلال تعاملاتنا اليومية، ولكني هنا أقف أمام مواقف هذا الرجل التي لا تعني مفهوم القيادة فقط، بل مفهوم الأبوة، بمخافته وحنوه على أبناء شعبه، في مناطق الصراعات والنزاعات والأوبئة، التي بداها بالثأر لشهداء ليبيا بعد دقائق من إعلان التنظيمات الإرهابية عن هذا العمل الخسيس، أمر القوات الجوية بدك حصونهم وتحويلها إلى نار لا تهدأ ورماد لا يحصى، مثلجًا قلوب الشارع المصري، مؤكدًا على سيادة دولتنا العظمى وكرامة شعبنا.

وأتذكرجيدًا في باكورة انتشار فيروس كورونا بمقاطعة ووهان الصينية، حين أمر وقتها بالتنسيق الدبلوماسي على أعلى مستوى، لحصر أسماء المصريين العالقين هناك، وخروج طائرة مجهزة على أعلى مستوى لاستعادة أبناء الوطن، في وقت أغلقت فيه السلطات الصينية المجال الجوي، وظل يتابع عن كثب مجريات الأمور بنفسه، غير مكتفيًا بالاطلاع على التقارير والإفادات، حتى عادوا إلى أرض المحروسة، وقدمت لهم الدولة كل أوجه الدعم الطبي والنفسي والمالي، وتبعها رحلات إلى أغلب دول العالم، تجلب طيورنا المهاجرة هناك، وتقدم لهم الطعام والعلاج والشراب، من خلال القنصليات والسفارات في الخارج، التي قامت بمهاهما الوطنية على أكمل وجه..

ويحفر بذاكرتي أيضًا استعادة الصيادين المصريين المختطفين في اليمن، والمصريين المختطفين في ليبيا، وغيرها من المواقف البطولية.

ولكن ما سطرته القوات المسلحة المصرية أمس في 9 ساعات فقط، ، كان بمثابة رسالة واضحة، للعالم أجمع، أننا قادرون على الدخول في النار ولا يمس أحد أبنائنا بسوء أو ضرر، ذهبنا بهيبتنا وعادت طائرتنا بأبنائنا من أفغانستان التي يحتدم فيها الصراع وتعم الفوضى أركانها، دون أن يعترضنا كبيرًا أو صغيرًا.

أعاد عزيز مصر لجواز السفر المصري هيبته، وجعل منه وثيقة أمان لحامله في كل بقاع الأرض.

عجزت أقلام المؤرخون عن وصفك.. وسطرت مع شعبك وجيشك قواعد الجمهورية الجديدة 

لن نوفيك من الشكر حقك الأب والرئيس عبدالفتاح السيسي