د. أحمد أبو رحيل يكتب: "العنف الصامت"

ركن القراء

بوابة الفجر


يعانى الكثير منا إن لم يكن الكل فى تعاملاته سواء مع زملاء العمل أو أصداقائه المقربين أوحتى أقاربه من مايسمى "بالعنف الصامت" ،حيث يمكن أن نشير إلى مايسمى بالعنف الصامت بإنه (الإيذاء النفسى، الغل ،الحقد ، الخيانة ،إضمار الشر ،سوء الظن ) 
وعلى الرغم من أن كل ما يحمله مصطلح العنف الصامت من معانى إلا انها جميعاً مخفية وغير واضحة وتكون فى جانب خفى من صدر الانسان إلا إنها دائما ماتظهر فى المواقف التى نمر بها بطريقة تلقائية من جانب هؤلاء الأشخاص.
  فكم منا فوجئ برد فعل أحد أقاربه تجاه نجاحه أو تفوقه؟
 وكم منا فوجئ بنقد أخيه اللاذع تجاه تصرفه لسلوك معين؟ 
وكم منا استعجب من سلوك صديقه تجاهه نتيجة الالتحاق بوظيفة ما؟ أو الحصول على ميزة معينة ؟
والحقيقة أن الذى يزعجنى فى كل ماسبق ليس الفعل أو السلوك وإنما الفاعل ألا وهو الشخص الذى اظهر هذه المشاعروسلك هذا المسلك حيث يقول" خليل جبران" قد لايزعجنا القول ولكن يؤلمنا القائل، وقد لايؤثر فينا الفعل ولكن يصدمنا الفاعل.
و يجب أن نشير إلى أن جزء كبير من حساب البشر يوم القيامة سوف يكون على هذه النوايا حيث يقول الله تعالى "يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "
 وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما أدرك عندنا مَن أدرك بكثرة نوافل الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة".
ومن هنا يجب أن ننوه  إلى أن سلامة الصدر هى من الاعمال العظيمة التى لها شأن فى جميع الأديان وانها من اسباب الفلاح والسعادة  فى الدنيا والاخرة
و يجب أن أوضح أن الأفراد أصحاب العنف الصامت بإنه  من الواجب على الإنسان أن يحسن الظن بالناس، إن أراد أن يحيا في سعادة، لأنه يؤدي إلى سلامة الصدر من الأحقاد والأضغان، ويدعو إلى حب الناس وتدعيم روابط المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الظن، حيث قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث». 
وليتنا نفهم أن جميع " العلاقات " خُلقت للراحة والرحمة :-
 " سَنشُد عضُدَكَ بأخيك "
" إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن "
 " وجعلَ بينكم مودةً ورحمة "
لم نُخلَق لإثبات حسن النوايا ، أو لنسعى لننتصر على بعضنا في أوقات الخلاف ، لم نخلق لنستنزف أيامنا في علاقات صعبة ولا لننفق أعمارنا محشورين في زوايا الهدم والرتق ، كلمة صادِقة كفيلة بإنهاء الخلاف، نظرة أمان ستنزع الخوف من القلوب، الحياة تركض بشكل مُفزع والعلاقات وُجِدت لتكون بمثابة استراحة ومتّكأ " للقلوب " لا تعباً ومشقة لها
 كما أوجه خطابى الى صاحب القلب النقي  بإنه لايحزن من أذية الآخرين لك وأعف عمن أساء إليك فثمن القصاص الباهظ هو الذى يدفعه المنتقم من الناس والحاقد عليهم يدفعه من قلبه ومن لحمه ودمه ومن أعصابه ومن راحته وسعادته وسروره إذا أراد أن يتشفى أو غضب عليهم أو حقد إنه الخاسر بلاشك وقد اخبرنا الله سبحانه وتعالى بدواء ذلك وعلاجه فقال "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"   
وإن حال الدنيا ياصديقى  منغصة اللذات كثيرة التبعات جاهمة المحيا كثيرة التلون مزجت بالكدر وخاطت بالنكد وانت منها فى كبد  ولن تجد  ــــ إلا ماندرـــ  والداَ أو زوجة أو صديقاً أو نبيلاً ولا مسكناً ولا وظيفة إلا وفيه مايكدر وعنده مايسوء أحيانا؛ فأطفئ حر شره ببرد خيره لتنجو رأسا برأس
حفظ الله الانقياء.. وكفانا شر الفاسدين