"التمثيل".. حلم يراود "باسل" السوري خريج العلوم الطبية من كورنيش الإسكندرية

محافظات

بوابة الفجر


"موهبة وإرادةً وكفاحًا ووصول" من الإسكندرية هُنا سوريا الفن والأبداع، هنا الحلم الذي انفرج بابه وتدفق شعاعه أمام أوجه أبناء الشعب السوري القادمين إلى مصر بحثا عن الذات وتحقيق الأحلام.

على كورنيش الإسكندرية تواجد الشاب السوري باسل عساف صاحب الـ 25 عامًا، الذي اختار عاصمة الثقافة لتكون واجهته للتعرف والتقرب أكثر على الشعب المصري، وخلق محادثات تحمل في طياتها المداعبة وإثبات موهبة التمثيل.

لم يتوقف حلم الشاب السوري في العمل في مصنع صباغة النسيج بمدينة العبور، أو اللجوء إلى العمل فى مجال صناعة الأكلات والحلويات السورية التي أكتسبت شهرة عالية بين المصريين، ولكنه يبحث عن فرصة الوقوف على خشبة المسرح، وتحقيق حلمه الذي راوده منذ الصغر.

يقول باسل عساف، إنه خريج قسم Biochemistry بكلية العلوم جامعة حلب، وجاء إلى مصر منذ 6 أشهر، ولأسرته دور كبير في التواجد هنا نظرًا لحب الشعب المصري للسوريين، قائلا: "مصر أم الدنيا وشعبها طيب وتربطنا علاقة قوية منذ فترة الخمسينيات"، متابعا: "أشقاء والدتي يتواجدون في مصر منذ 20 عاما ولم يشعروا بأي مضايقة وهذا شجعني".

وأضاف الشاب السوري، قائلا: "جئت إلى مصر من أجل تحقيق حلمي في مجال التمثيل، خاصة أن الأوضاع في سوريا صعبة للغاية وأقل سبل العيش غير متوفرة هناك نتيجة ما مرت به بلادي الحبيبة، ومنذ أن جئت إلتحقت بالعمل في مصنع لصباعة النسيخ في مدينة العبور حتى انفق على نفسي وأحقق مبدأ -حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب-".

وأوضح عساف، أن أسرته نصحته بالمجئ إلى مصر مع ضرورة التحلي بالصبر للوصول إلى مبتغاه، حيث عمل على نفسه كثيرًا في سوريا وخلقت لديه موهبة التمثيل منذ صغره وكان يقوم بعمل بروفات لأدوار لفنانين مشاهير، كما أنه التحق بعدد من ورش التمثيل لتنمية موهبته، ولكن ظروف الحرب في سوريا باءت دون الإستمرار في تحقيق ذلك.

وتابع، أنه جاء إلى مصر من أجل الحصول على فرصة للتمثيل والوقوف على خشبة المسرح، ولكنه تفاجأ أن الأمر ليس بالسهولة التي توقعها، قائلا: "لازم يبقى ليا حد عشان أوصل"، ولكنه مستمرًا في السعي وتحقيق حلمه بالتمثيل في مصر، ضاربا المثل بالعديد من الفنانين والفنانات السوريات الذين حققوا نجاحا في مصر ونالوا شهرة كبيرة في الوطن العربي.

وأكد أنه لايزال متذكرًا مقولة الكاتب والسيناريست السوري حسن يوسف عن الفن، وهو إضاءة المناطق المظلمة بتجارب الحياة البشرية، قائلا: "الفن رسالة خالدة تنتقل من جيل الى أخر، وهدفه أن يحقق حلمه رغم أي معوقات ولذلك دشن صفحات خاصة به على مواقع التواصل الإجتماعي من إظهار موهبته للمتابعين".

وقال أن سوريا لها تاريخ كبير في الفن وفي فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر توحدت مصر وسوريا تحت راية جمهورية واحدة، وهذه الفترة شهدت بروز الأدوار الثنائية في الأعمال الفنية بينهم وتطورت بعد ذلك وصولا إلى وقتنا الحالي، وهذا إن دل فانه يدل على حب وتقارب الشعبين الشقيقيين.

واستطرد الشاب السوري، أن شقيق والدته يتواجد في الإسكندرية منذ 20 عاما ولديه محل جزارة، ودائما ما كان يتحدث عن حب الشعب المصري للسوريين، متابعا: "خالي كان زهقان في بداية حياته في مصر، ولكن الوضع تغير تماما، والغريب في الأمر أنني أشعر بما شعر به في بداية حياته هنا، والسبب هو تركي لوطني وأسرتي وأصدقائي وذكرياتي هناك، ولكني على أمل كبير بتحقيق حلمي وإسعاد شعبي".