كاتب سياسي لـ"الفجر": القضية الجنوبية جوهر الأزمة اليمنية.. وجرائم الحوثي تفوق انتهاكات القاعدة وداعش (حوار)

تقارير وحوارات

الكاتب السياسي بجنوب
الكاتب السياسي بجنوب اليمن عبدالباري الكلدي


◄دعم إيران للحوثي في اليمن لزعزعة الاستقرار في المنطقة
◄ميليشيا الحوثي قضت على كل شي جميل باليمن 
◄ تعنت ميليشيا الحوثي وصل إلى ذروته حين استهدف فرق الأمم المتحدة
◄ جرائم الحوثي تفوق جرائم داعش والقاعدة 
◄الابتزاز الحوثي وراء احتجاز ناقلة النفط صافر 
◄القضية الجنوبية هي قضية وطنية وتعد جوهر الأزمة اليمنية
◄ الأزمة اليمنية معقدة جداً والحل يكمن بيد أبناء اليمن وحدهم

قال الكاتب والناشط السياسي بجنوب اليمن عبدالباري الباركي الكلدي، إن إيران لديها مشروع توسعي في المنطقة وهذا ماسبق وصرح به عدد من مسؤوليها  نهارا جهارا  بطرق مباشرة وغير مباشرة عن أهداف إيران التوسعية واستعادة حدود الدولة الفارسية وعلى أن كل منطقة الشرق الاوسط تابعة لايران ، وتسعى لاستعادتها، وما دعمها لميليشيا الحوثي في اليمن ومساندة انصارها الشيعة في مختلف البلدان العربية ما هو إلا لزعزعة استقرار هذه الدول لتنفيذ أطماعها في الخليج.


وأضاف عبدالباري في حوار خاص لـ"الفجر"، بأن الأزمة اليمنية معقدة جداً والحل يكمن بيد أبناء اليمن وحدهم أن أرادوا انهاء الحرب والعيش بسلام فاذا لم تتفق جميع الاطراف والقيادات اليمنية لا يمكن إيجاد حل للأزمة اليمنية لا سياسياً ولا عسكرياً.


وإليكم نص الحوار:

◄ لماذا لم يمتثل الحوثي لأي قرارات دولية ولا مبادرات للسلام؟.. فمن يتحكم في مصير قراره؟

جماعة الحوثي خاضت 6 حروب مع نظام صالح قبل تحالفه معهم في 2014، طوال تلك الفترة لم يمتثل الحوثي لاي حوار أو قرارات وكان حينها مجرد مجموعة تسكن بعض جبال صعدة ،إن جماعة الحوثي اليوم يمتلكون ثروات كبيرة من أموال الدولة وايرادتها وما ينهبونه من أموال المواطنين ، والمعروف ان جماعة الحوثي حركة سياسية دينية مسلحة تأسست عام 1992، وتمت تسميتهم بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسهم حسين الحوثي، الذي قتل في 2004، ووالده المرشد الروحي لحركة بدر الدين الحوثي، وتقوم على ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثنى عشرية على غرار النموذج الإيراني.


◄ ما أهداف التدخلات الإيرانية باليمن ودلالات لقاء الرئيس الايراني الجديد بوفد الحوثي بطهران؟

أن ايران لديها مشروع توسعي في المنطقة وهذا ماسبق وصرح به عدد من مسؤوليها  نهارا جهارا  بطرق مباشرة وغير مباشرة عن أهداف إيران التوسعية واستعادة حدود الدولة الفارسية وعلى أن كل منطقة الشرق الاوسط تابعة لايران ، وتسعى لاستعادتها  ، وما دعمها لجماعة الحوثي في اليمن ومساندة انصارها الشيعة في مختلف البلدان العربية ما هو إلا لزعزعة استقرار هذه الدول لتنفيذ اطماعها في الخليج ، أما بخصوص ماتقوم به إيران  بدعم جماعة الحوثي فهو أكبر  من السيطرة على اليمن بل لها مآرب أخرى من ضمنها توظيف هذه الجماعة المتمردة ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج ، لتكون يدها الطولى هناك.

ومن المؤكد أنها لن تقف عن هذا الدعم من أجل رفع قدراتها العسكرية وإحداث اختلال في ميزان القوى في المنطقة، والذي يعد العامل الرئيسي في تشجيع التدخل في شؤون الآخرين وفرض الهيمنة.


◄ ما هو الحل الأمثل للأزمة باليمن.. وأيهما الأقرب الحلول السياسية أم العسكرية؟

الأزمة اليمنية معقدة جداً والحل يكمن بيد ابناء اليمن وحدهم أن أرادوا انهاء الحرب والعيش بسلام فاذا لم تتفق جميع الاطراف والقيادات اليمنية لا يمكن إيجاد حل للازمة اليمنية لا سياسيا ولا عسكريا ، وأعتقد أن الحل الأسلم هو بالعقل والمنطق والسلام وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الخارجية والالتفات لمعاناة الشعب والمآسي التي يعيشها جرى هذه الحروب ، والوقوف موقف تاريخي مشرف لأجل الوطن والشعب أما العنف فلن يؤدي إلا إلى المزيد من الخسائر البشرية والمادية، فمنذ اندلاع الأزمة إلى اليوم اذا احصينا  الخسائر  لرأينا أن الخسائر  لا يمكن حصرها بدقة وأنها كبيرة جداً ونقدر نعنونها باسم (حرب الاستنزاف للجميع) والخاسر الوحيد هو الشعب ،فالحل العسكري سيؤجج ماهو مؤجج وسيزيد العداء مما سيمهد الطريق أكثر وأكثر للسيطرة الايرانية في اليمن

 
◄ كيف قضت مليشيات الحوثي على الطفولة باليمن؟

ميليشيا الحوثي قضت على كل شي جميل باليمن وليس على الطفولة فقط ، لقد أحرقت الأخضر واليابس في هذه الحرب العبثية وعطلت الحياة والامن والاقتصاد ،وعطلت الحياة التعليمية للاطفال والكبار واستغلت المدارس لفرض نظام تعليمي متطرف واستغلال المرافق التعليميةوالمخيمات الصيفية  والمراكز  وفقر الناس احيانا  وأحيانا أخرى اختطاف الأطفال وتجنيدهم اجباريا ومن أهم اسباب القضاء على الطفولة في اليمن استغلال تلك الظروف في غرس ثقافة الكراهية والطائفية وغسل عقول الأطفال للزج بهم في جبهات القتال وحشوها بشعارات الكراهية إضافة إلى نشر حبوب الهلوسة والإدمان وتدمير المدارس واغلاقها ليتسنى للحوثيين السيطرة على الأطفال.

◄ كيف أفشلت مليشيات الحوثي مهمة مبعوثو الأمم المتحدة باليمن؟

هكذا عرفت جماعة الحوثي تعنتها ومرواغتها لاي مبادرة لانه لا يهمها مصلحة الشعب والوطن قدر ما يهمها تنفيذ احندات خارجية تريد اليمن تبقى ساحة حرب وصراع وفوضى ، لقد قام مبعوث الامم المتحدة مارتن جريفيث بجهود جبارة ساعيا لإحلال السلام  في اليمن  إلا أن تعنت وإصرار الحوثيين في مواصلة الحرب ومراوغتهم كانت السبب الرئيسي لاغتيال عملية السلام ولعله من المناسب هنا التذكير بأن لجريفيت جهود جبارة طيلة سنوات مضت ولعل أبرز إنجازاته في اليمن اتفاق استوكهولم، صحيح أنه لم يطبق بحذافيره لكن كان اتفاق يصب في المصلحة الإنسانية في اليمن ، فشل جريفيت مثل مافشل من سبقه من مبعوثي الامم المتحدة لليمن والتعنت الحوثي والتحكم الخارجي  واستخدام لغة العنف والقوة  السبب الرئيسي لما ال إليه الوضع من فشل ذريع.


تعنت جماعة الحوثي وصل إلى ذروته حين استهدف فرق الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة وفرض قيوده  وسيطرته على منظمات الأمم المتحدة اضافة إلى إعدام الكتآب والمساجين وكذلك  محاولة اغتيال حكومة الشرعية لدى وصول أعضائها إلى مطار عدن الدولي، في جريمة اهتز لها العالم بأسره،  والعديد العديد من الجرائم التي كشفت مدى إصرار الحوثيين على واد عملية السلام

◄ ما أوجه الشبه بين مليشيات الحوثي والتنظيمات الارهابية “داعش والقاعدة”؟

الجرائم هي جرائم ولكن تختلف ببشاعتها وجرائم التنظيمات الارهابية وجرائم الحوثي وجهان لعملة واحدة، فقد تطابقت الثوابت السلبية وهذا لن يختلف عليه اثنين من مراقبي الساحة اليمنية، وسيرى المتابع للاحداث والجرائم الارهابية في اليمن  أنه بالرغم من تضاد الفكر ، إلا أن الثوابت لا اختلاف عليها من عدة نواحي وأهم تلك النواحي هو ارتكاب الجرائم  تحت  مبرر الدين  إضافة إلى اصدر القرارت المتشددة ،امتهان المرآة واستباحة حقوقها ،اضافة إلى غرس التطرف الديني وتأجيج نار الطائفية وغرس الأفكار الهدامة في عقول الأطفال والزج بهم في المعارك وإلحاقهم بجبهات القتال  مقابل الحصول على صك الجنة ، طرق الإعدام والسحل والقصف على التجمعات البشرية وغيرها الكثير الذي لا يرضاها دين ولا يقبلها عقل. 

◄ كيف تخطي الحوثي وحشية تنظيم داعش باليمن؟

جرائم الحوثي كثيرة وعديدة التي ارتكبها بحق المدنيين والابرياء والأطفال ، ومن تلك الجرائم التي تفوق جرائم داعش والقاعدة قصفه الاسواق والتجمعات البشرية وتفجير منازل المعارضين لنهجة ومشروعة ، ومشاهد القتل والاعدام بطرق بشعه ، وتجنيد الاطفال والزج بهم الى محارق الموت، ,تهديده الامن والاستقرار داخل اليمن وحكم الشعب بقوة السلاح والمتفجرات والاعدام والسحل اكبر جريمة في تاريخ البشرية ، استخدام الصواريخ البلاستيكية لضرب اراضي المملكة العربية السعودية بشكل عشوائي على المنازل والاسواق والتجمعات جريمة  كبرى بحق الإنسانية.

◄ ما هي أهداف التدخلات التركية باليمن؟

تدخل إيران في شمال اليمن وتدخل تركيا الصريح مع جماعة الإخوان في اليمن هو تحالف أيضا من نوع آخر الهدف الاسأسي منه هو استهداف دول الجوار وإخراجها من المشهد اليمني ليسعى كل طرف إلى الوصول إلى مبتغاه وتقاسم الكعكة اليمنية خاصة وأن تركيا تهدف إلى السيطرة على مواني شبوة وحضرموت وباب المندب وسعت إيران للسيطرة على شمال اليمن كذاك ولذاك الهدف.


◄ كيف ترى القضية الجنوبية.. وتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي؟

القضية الجنوبية هي قضية وطنية وتعد جوهر الازمة اليمنية الممتدة منذ العام 1994 عند انقلاب نظام صالح على اتفاق الوحدة واعلان الحرب على الجنوب واحتلاله ، في صيف 1994 ، مارس ذلك النظام البائد انواع القمع والاظطهاد والاستبداد بحق الجنوبيين ، وهو ما ادى الى الانتفاضة والتظاهر والاحتجاج ضد قواته المسلحة القمعية ، وعلى مدى عشر سنوات والشعب في الجنوب يفترش الساحات بمظاهرات ومليونيات ترفض الاحتلال وتطالب باستعادة الدولة الجنوبية والحرية والاستقلال لما قبل العام 1990 ،ظل النظام البائد في جبروته وغروره واجرامه الوحشي بحق كل الثوار والمناضلين والناشطين بالقتل والتعذيب والزج بالآلاف في السجون ،

مارس التعتيم على القضية الجنوبية وحاول استنساخ مكونات بديلة عن المكونات الثورية وزرع الخلافات وشق الصف الجنوبي لواد القضية الجنوبية ، ولم تفلح كل المحاولات لافشال الثورة بل زادت اشتعالا ولهيبا ، حتى فجرت معها الأزمة اليمنية ونشب الخلاف بين امراء الحرب والمتأمرين والناهبين لثروات الجنوب وأتت بعدها قضايا كثيرة وعديدة أوصلت البلاد الى هذا الواقع المؤلم اليوم. 

فخرج شعب الجنوب بكل مكوناته وطيفه مفوضا المجلس الانتقالي الجنوبي والذي حمل على عاتقه مسؤولية القضية الجنوبية ، ومنذ تأسيسه وهو يحاول انتزاع حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم ، حقق المجلس الانتقالي انجازات كبيرة  ومختلفة على كافة الصد سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا ، ولازالت تمارس عليه الضغوطات ومنعه من ادارة المناطق المحررة ، نجح المجلس الانتقالي من تطهير المناطق المحررة من العناصر الارهابية ، وتحقيق الامن والاستقرار لها ، عمل على تأسيس قوات الامن والاحزمة الامنية ، وهو يبذل الجهود لتوفير الخدمات والكهرباء التي يتم محاربة وتعذيب الشعب بها ، وعمل في ايصال القضية الجنوبية وطرحها على طاولة المفاوضات ، ويسعى لتوحيد القوى الجنوبية في الحوار الجنوبي جنوبي واعتقد ان الايام القادمة ستكون افضل بعد دعوات الحوار وهو يمضي قدما في الاتجاه الصحيح ، والمرحلة الجنوبية حاليا تحتاج قرارات جريئة في عدة اتجاهات أهمها الاستقرار السياسي ونتمتى تجاوب جميع الجنوبيين ومكوناتهم في هذا الصدد.


◄ ما أسباب احتجاز الحوثي لناقلة صافر؟

الابتزاز الحوثي وراء احتجاز ناقلة النفط صافر إلا أنه من المؤسف أن هذا التصرف الارعن سيكلف البلاد والعباد  خسائر فادحة قد تمتد ال 30  سنه قادمة بتكلفة اكثر من 30مليار دولار خاصة وأن حمولة الباخره تقدر 1.1مليون برميل من النفط، ولنا تخيل مدى تأثير الانفجار على البحر والمدى الذي,سيصله  وأضراره البيئية الكارثية في القضاء على الموارد البحرية مما سيترتب عليه إيقاف وصول أكثر من 90%من المساعدات الإنسانية اضافة إلى حرمان الملايين من مصدر رزقهم(الاصطياد)وقد يمتد الضرر إلى وصول الانفجار إلى داخل الحديدة وقد يقضي على ملايين الأشخاص خطر صافر يحتاج تكافل الجميع ودحر أي اختلاف ليتم صيانة الباخرة اما  اذا استمر  الحوثيون بهذا التصرف الأرعن سوا كان قصد منهم أو جهل و في كلا الحالتين المصيبة عظيمة ترتكب جرما فادحا خاصة وأن هناك تحذيرات تبين مدى خطر الكارثة وتعتبر من أسوأ عشر كوارث في التاريخ.


كما أن طريقة اداراة ازمة صافر  تكشف مدى تحكم الجهات الخارجية ومدى سيطرة الفكر الهدام الضار على جماعة الحوثي والتي هي بعيدة كل البعد عن تلك الشعارات الطنانة الرنانة والتي تتغنى بمقال الله و بما قال الرسول وبما ينادى به من حماية الشعب واستقرار أرضه، وهو مايفضح صغر عقولهم  ومنطق الشر الذي يسيطر عليهم والذي نراه واضحا للعيان سيكونوا  مثل من سبقوهم جماعة  كانت طغت ثم بادت سينخر في جسدها السوس ، أعتقد جازما أن معالجة قضية صافر بهذا الترفع والكبرياء سيؤدي آلى انحدار المليشيات للهاويه  فستكون مثل القشة التي قصمت ظهر البعير.


◄ كيف ترى الأوضاع في حالة تنفيذ اتفاق الرياض بكل بنوده؟

التغيير في اليمن لن يتم إلا إذا تم تصحيح الوضع القائم وحل القضية الجنوبية حل جذري  بما يتطلبه الشعب في الجنوب وبما قدم في سبيله من التضحيات ،وبالرغم من التنازلات التي قدمها المجلس الانتقالي والموافقة على تقاسم السلطة والمناصب في الحكومة لاجل عودتها للعمل واعادة تاهيل وتفعيل مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات والكهرباء التي استخدمها طرفي الصراع في عدن لاخضاع الجنوبيين والضغط عليهم للقبول بالحلول.


ومع ذلك تخلفت الحكومة ولم تنفذ أي بند من اتفاق الرياض وكل ما تريده إزاحة المجلس الانتقالي وتسليم قواته واستبدالها بقوات تخلف أهدافها مع أهداف المجلس الانتقالي ومطالب الجنوبيين ، لا يمكن ان يتحقق اي اتفاق في الجنوب ينتقص من الحق الجنوبي المشروع في استعادة الدولة والاستقلال ولن يتخلى الجنوبيين عن مشروعهم الوطني الذي ضحوا في سبيله بالآلاف الشهداء والجرحى.