الدكتور جوزيف سعد حليم يكتُب: "كهنة عزرا" ...دعوة توبة لرجال الكهنوت

ركن القراء

الدكتور جوزيف سعد
الدكتور جوزيف سعد حليم يكتُب: "كهنة عزرا" ...دعوة توبة لرجا

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ، فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ، وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ. 11وَاسْمُ الْكَوْكَبِ «الأَفْسَنْتِينُ». فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِيناً، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً.

( رؤ 8 : 10 ، 11 )

إن الإنسان المسيحي الحقيقي قيمته العظمى في محبته لله والناس ، وإتضاعه برفض أي مديح أو تكريم معتبراً ذلك إساءة لله الذي فيه ، وانتقاص من قدر الله فيه ، فإن كان الرب نفسه اتضع لمرتبة العبد ليرفع العبيد للجلوس معه في ملكوته ، فإنه إذا قبل الإنسان المسيحي أي إكرام أو مدح بما هو فيه أو ليس فيه صار بذلك غريباً عن روح المسيح الذي قال «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. ( مت 5 : 3) وقال أيضاً «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً 27وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً ( مت 20 : 26 ، 27 ) إن كان المعلم الصالح نفسه رب المجد يسوع رفض لقب ( الصالح ) وهو كذلك ، رفض هذا اللقب بإتضاعه قائلاً «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». ( مت 19 : 17 ) على الرغم من أنه هو هو من قال عن نفسه «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. ( يو 14 : 6) فإن أراد الإنسان أن يدخل الحياة عليه اتباع منهج السيد المسيح نفسه ، وإن كان هذا الكلام ينبغي أن يحياه كل مسيحي حقيقي أي يحيا حياة الإتضاع والطهارة والعفة ، فما بالنا بمن وضعت عليهم أمانة حفظ الإنجيل والتدقيق في عمل وصاياه ليرى فيهم الشعب صورة الله الغير منظور ، بل عليهم تعليم الشعب هذه الوصايا ليس بالكلام فقط ، بل بالحياة فإنها أهم فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ( مت 5 : 19 ) .

ويعلم الكتاب أنه في آخر الأزمان يكون الناس محبين لذواتهم ، وهذا ينطبق على الناس ولا يصح أن ينطبق على خدام الله من أساقفة وكهنة لا يقبلون في هذا العصر إلا المدح والإكرام والإطراء بعذب الكلام طريقاً لقلوبهم ... ولا يرضون عن أحد إلا بأن يداهن ويتملق ويطأطأ الرأس أمامهم وكأنهم آلهة لا يعيشون إلا على هذا الإكرام والمديح والإطراء في أرخص معناه فأقل كلمة يجب أن تدعوه وتناديه بها هي سيدي أو سيدنا أو صاحب النيافة والحبر الجليل ، والأب المكرم والورع ، وهذا ما يرضي قلبه لكي يرتفع على رعية الله التي أقامه فيها الرب خادماً لا مخدوماً ، وعبداً للكل وآخر الكل كما كان سيده حين غسل أرجل تلاميذه كالعبد الخادم ، وليس كالسيد المكرم المبجل جزيل الاحترام الذي الشعب عبده وخدام تراب رجليه ، أما من يقلل من وصف مثل هؤلاء بأعظم الأوصاف ، وأرقى الكلمات المعسولة المدهونة بالرياء والنفاق فيكون مصيره الرفض والاحتقار والتشويه وضياع الحق ، بل وأكثر من ذلك تنسد عنه الآذان فلا يسمع لشكواه أو مظلمته ، لأنه لم يقدم فروض الولاء والطاعة بالمداهنة ، وتم تفسير وتقبيح عبارة ابن الطاعة تحل عليه البركة التي قالها القديس الأنبا صموئيل المعترف لأسباب لا مجال لسردها .

وبهذا أصبح التكريم والتفخيم والتعظيم ( مسح الجوخ ) حقاً من حقوق رجال الكهنوت لا يتنازل عنه حتى يذل الناس ويخضعهم لرغباته وأهوائه هو ، وليس ليخضع الجميع لله مالك الكل ، ومن حقه أن يطرد من الخدمة والكنيسة من لايقوم بمثل هذه الأمور التي تشبع ذاته بزنى روحي ... ولعل كثيرين غرقى ليس في الزنا الروحي بعبادتهم لذواتهم فقط ، بل بزناهم الفعلي الجسدي مع أنهم من المفترض أنهم ماتوا عن العالم وما فيه من شهوات ليحيوا لله ، وبهذا فقد صاروا حجر عثرة وعقبة في طريق السالكين إلى الله طريق الكمال ... فعندما يصادق الأسقف أو الكاهن أو الراهب أو الخادم النساء فقط ويسمع لاعترافاتهم وتغلق الأبواب تبدو منه العثرات وهي كثيرة مسجلة صوت وصورة ( لا أتحدث عن الكل بل البعض ) .

تقول كلمة الله الصادقة الأمينة إذا انقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل ؟! ( مز11 : 3 ) وكما صدرنا هذا المقال بآيتين من سفر الرؤيا الأخروي الذي يتنبأ عن الأيام الأخيرة التي تتداعى فيها الأعمدة لتنقلب وتسقط الكواكب التي نظنها متقدة كمصباح ، بل نظنها تعطي ماءً للعطشى فنجدها تعطي موتاً لكثيرين من الناس لأنها صارت مياهاً مرة بفعل تلوثها بالخطية .. فالمياه هنا ترمز لكلمة الله العذبة التي يحولها سلوك الخادم أو الكاهن أو الأسقف إلي مرارة مميتة لكل من يشربها ، أفليس هذا مدعاة للسخرية والتهكم على رموز الكنيسة التي ينبغي عليها أن تعطي ماء الحياة مجاناً ممزوجة بالحب من قلب طاهر نقي ، وليس ماء الموت بعثرة هؤلاء وعدم توبتهم .

ولهؤلاء أقول كما قال أحد الآباء ملعون الراعي الذي يقود غنمه لتشرب من نقع الخطيئة ! ...

أيها الراعي الذي يريد أن يفرح بغنمات كثيرة ويفتخر بالأرقام البنكية وكثرة حضور الناس إليه وعظمتهم وتهليلهم له وتمسحهم بجلبابه ظانين أنه يلبس ثوب القداسة وقلبه مليء بالنجاسة ، بل هو أبعد ما يكون عن القداسة والطهارة والعفة .... يا من تفرح وتفتخر بكثرة المباني التابعة لك وتعددها كعدد من تعرفهم في الخطيئة المستترة احــــذر أن توسع الباب الضيق بجهلك لكلمة الله في سلوكك ذلك لأن باب الرب سيبقى ضيقاً حتى النهاية والذين يجدونه سيظلون قليليين ... الباب الذي يحاول الخدام العصريون ورجال الكهنوت الذين يلهثون خلف الظهور فى برامج التليفزيون أقول لهم هذا الباب لا تفتحوه واسعاً أمام المخدومين إرضاءً لمذاجكم ونذواتكم الشريرة أو حتى أستجابة لمطالب الرعية فإن هذا لن يوصلهم إلى الحياة الأبدية بل إلى الهلاك الأبدى ...

أقول أنه ينبغى على الكنيسة أن تتوخى الحذر والحيطة من مثل هؤلاء ... فالثورة داخل الكنيسة أصبحت اليوم أقرب من الغد وليس خفى إلا وسيعلن ولا مستتر إلا وسيظهر.

فقد وقعت تحت أيدينا أشياء يعف اللسان عن ذكرها إكراماً لكرامة الكهنوت وليس لأشخاص وحرصاً على عدم وضع العثرات أمام الشعب وحباً للرب وللكنيسة أمنا لكن الأمور قد زاااااادت عن الحد الذى يجعل الإنسان صامتاً عن أنتهاك كرامة الكهنوت «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!». ( لو 19 : 40 ) .

فلابد أن، يعلم رجال الدين المسيحى أنهم ليسوا ألهة وليتذكروا ولينتبهوا لما جرى فى عصور الظلام فى القرون الوسطى فى الكاثوليكية الغربية فهذا خير دليل لهم أن الظلم والطغيان والعمى لن يقود الكنيسة ... توبوا كما تاب الكهنة فى أيام عزرا عن زناهم وشرهم وإلا ستلقون من الرب ما لا يرضيكم ، ومن الشعب ما لا يعجبكم .. أذكروا خروجكم إلى البرية لأجل الله ، ونحن نصلى لأجلكم ليل نهار لكى تخلصوا ويذكر الرب تعبكم ومشقتكم فى الخروج من العالم ... !!!! .

عجيب ٌ جداً أمر هذا الزمان فى الكنيسة الشعب يصلى من أجل من يخدمونه ... لنعلم أنه ما دام هذا يحدث الآن فإننا فى خطر عظيم وفى نهاية الأيام فلا نستغرب البلوى المحيطة بنا من إضطهاد وضيق وعنف من كل جانب بسبب شروركم وقلبكم غير التائب .

فتحذير الله قاطع كما قال للنبى حزقيال : 2[يَا ابْنَ آدَمَ تَنَبَّأْ عَلَى رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ, وَقُلْ لَهُمْ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِلرُّعَاةِ: وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَـانُوا يَرْعُونَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ الْغَنَمَ؟ 3تَأْكُلُونَ الشَّحْمَ وَتَلْبِسُونَ الصُّوفَ وَتَذْبَحُونَ السَّمِينَ وَلاَ تَرْعُونَ الْغَنَمَ. 4الْمَرِيضُ لَمْ تُقَوُّوهُ, وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ, وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ, والمَطْرُودُ لَمْ تَسْتَرِدُّوهُ ( وحين يأتى إليكم يعثر فيكم بسبب قلبكم غير الطاهر أو العفيف ) وَالضَّالُّ لَمْ تَطْلُبُوهُ, بَلْ بِشِدَّةٍ وَبِعُنْفٍ تَسَلَّطْتُمْ عَلَيْهِمْ ( حز 34 : 2 – 4 ).

احـــــــذروا غضبة الشعب القبطى فإنه آن الأوان للتوبة ، ولقد أنفتحت العيون ومعها الأنوف لتشم رائحة العفن الذى يفوح ممن يدعون أنهم رجال الله .. ولا نستغرب نحن الشعب القبطى ذلك فإن كان فى زمن عزرا 17 كاهناً زناة .. وإن كان قد أخطأ كثيرين من الأنبياء فلن نعثر لكننا نخاف على خلاص أبائنا ورعاتنا ونخشى عليهم أن يكونوا سبب عثرة لصغار النفوس أمثالنا لكننا مازلنا متمسكين بمحبتنا لهم ... لكن لن نظل هكذا طويلا ً فطول الأناة له حدود فإن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ... والشعب الآن أصبح متأهباً لثورة ستسقط طغيانكم وتسلطكم بشدة وبعنف على الضالين الراجعين إلى الله والذين سيسبقونكم حتماً إلى ملكوت الله كما قال سيدنا وربنا يسوع المسيح أولون آخرون وآخرون أولون .

تـــــــــــــــــــــــــــوبوا .. تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبوا .. تــــــــــــــــــــــــوبوا

عن طغيانكم وكبريائكم وتجبركم وإلا فسيزحزح الله منارتكم إن لم تتوبوا

لاتظنوا أن سكوتنا ضعف أو أن صمتنا خوف .