"بالدموع والحسرة".. بلد بأكملها تودع ضحية الثانوية العامة ببني سويف (فيديو)
في جنازة شعبية مهيبة شيعت قرية "بني هاني" التابعة لمركز إهناسيا بمحافظة بني سويف، بأكملها، جثمان ابن القرية الطالب "محمود اسامة رمضان" 18 سنة، الذي توفى أثناء عمله بإحدى الشركات الزراعية بالقاهرة، إثر إصابته بسكتة قلبية فور علمه بنتيجتة بالثانوية العامة.
وصول الجثمان إلى القرية
وكان جثمان "ضحية الثانوية العامة" وصل القرية، مساء اليوم الاربعاء، من القاهرة إلى القرية، حيث تجمع المئات من الأهالي بمدخل القرية، لاداء صلاة الجنازة على جثمان "محمود" بملعب مركز الشباب، نظرًا لتوافد المئات من القرية والقرى المجاورة، ليصطف الجميع لاداء الصلاة التي كانت أشبه بجنازات الشهداء.
وعقب انتهاء صلاة الجنازة، تسابق العشرات من شباب القرية وزملاء واصدقاء ضحية الثانوية العامة، على حمل جثمانه إلى مقابر القرية، وتم نقله بواسطة سيارة الإسعاف التي نقلته من القاهرة، متجهة إلى مقابر عائلته بقرية "خورشيد" المتأخمة للقرية، ليدفن في مثواه الأخير، وسط بكاء وصراخ السيدات، ودعاء المئات من رجال وشباب القرية لـ"محمود" بالرحمة والمغفرة.
حالة من الحزن تسود القرية
وكانت حالة من الحزن سادت قرية "بني هاني" بمركز إهناسيا ببني سويف، وأتشحت نسائها بالملابس السوداء، منذ مساء أمس عقب علمهم بنبأ وفاة "محمود" إثر إصابته بسكتة قلبية فور علمه بنتيجتة بالثانوية العامة إثر إصابته بسكتة قلبية فور علمه بنتيجتة بالثانوية العامة، حيث أنتظر الأهالي، منذ صباح اليوم، وصول جثمان أبنهم "ضحية الثانوية العامة" لاداء صلاة الجنازة وتشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته.
وتجمع العشرات من الطلاب واصدقاء "محمود" بمنزل أسرة أحدهم، يدعون له بالرحمة والمغفرة، اثناء إنتظارهم لوصول الجثمان من القاهرة، وسط حالة من الحزن والبكاء الذي إنتاب بعضهم غير مصدقين لما حدث لزميلهم، الذي توفي زميلهم فى مدينة بدر بالقاهرة أثناء عمله بإحدى الشركات الزراعية.
قال عبد الرحمن محمد، صديق "محمود" إن آخر محادثة هاتفية جمعتهما بينهما، كانت أمس، طالبه خلالها "محمود" أن يستفسر منه عن نتيجته، التي كان يعلمها "عبدالرحمن" لكنه آبى أن يخبره بها خوفة من الصدمة، لكن الآخير أصر على تأكيد معلومة "رسوبة" وحصوله على نسبة 36% من المجموع الكلي، فأكد "الأخير" الخبر لـ"محمود" ليصاب بصدمة نفسية ويطلب من زميله انهاء المحادثة وسيتصل بع بعد نصف ساعة.
زملاء الطالب يروون اللحظات الأخيرة في حياته
وأستطرد "عبدالرحمن" قائلًا: مكالمتي مع "محمود" كانت من هاتف زميل له بعمله، وتلبية لطلب محمد عاودت الإتصال على نفس الرقم بعد نصف ساعة تقريبًا، ليخبرني زميله أنه سقط مغشيًا عليه بعد المكاملة الأولى، وهو فى طريقهم لنلقه إلى المستشفى، متابعًا: ظللت متابعًا معهم إلى أن علمت منهم أن زميلي وصديق عمر فارق الحياة إثر صدمته من نتيجته.
وقال "احمد" أحد زملاء محمود، إن زميلهم كان من طلاب القرية المتفوقين، ومستواه كان يوهله لتحقيق حُلمه بالإلتحاق بكلية الطب، إلا أن أصيب بصدمة خبر "رسوبة" في الثانوية العامة، ليدفع حياته ثمنًا لهذا النظام التعليمي الذي أصابنا جميعًا بحالة من اليأس، قائلًا: غالبية طلاب القرية نتيجتهم إما دور ثاني أو رسوب، ومعظمنا لم يتجاوز نسبة الـ52% من المجموع الكلي.
وكان أيمن سمير، زميل "محمود" أكد في لقاءات صحفي سابقة، أن "ضحية الثانوية العامة" بدأ العمل منذ أسبوع فقط، كعامل نظافة في شركة متخصصة في المواد الزراعية، وكان قليل الحديث يوم أمس، قلقًا من نتيجة الثانوية العامة 2021، مضيفًا: "هو من ساعة ما صحي يوم النتيجة، كان كل شوية يقفل تليفونه عشان محدش يكلمه، ومكنش عاوز يتكلم مع حد فينا من كتر الخوف".
وأضاف "أيمن": عندما عاد "محمود" عصرًا إلى مسكنه قام بفتح هاتفه مرة أخرى، ليتلقى مكالمة من صديق له يخبر برسوبة في الامتحانات، وفجأة أمسك رأسه وتعرض لتشنجات عصبية، جعلت وجهه يتحول إلى اللون الأزرق ويخرج سوائل من فمه، وأصبح غير قادرًا على التنفس، وتم نقله إلى المستشفى وأخبرونا الاطباء بخبر وفاته متأثرًا بصدمة نتيجته بالثانوية العامة.
وأجمع ما يقارب من 20 طالبًا من زملاء "محمود" على انتقادهم الشديد للثانوية العامة بنظامها الجديد، مؤكدين أنه الوزارة تعاملت معهم على أنهم "فئران تجارب" لنظام تسبب في ضياع مستقبلهم ـ حسب قولهم، مؤكدين على أن النظام الجديد لم يستعدوا لهم جيدًا ولم يُعد له المعلمين، ما تسبب في حصولهم على درجات كانت أِبه بـ"الصدمة" لهم ولأسرهم، مطالبين من الوزارة إعادة تصحيح الإمتحانات.