كيف أصبح أغسطس شهر الكوارث لدى اللبنانيين؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أتخذ اللبنانيين من شهر اغسطس، شهرا للحزن والمصائب، خرج آلاف من اللبنانيين يوم  الأربعاء الماضي في مظاهرات عارمة للمطالبة بالعدالة للضحايا، وبمحاسبة المسؤولين عن الكارثة، واتخذوا هذا اليوم من هذا الشهر، ذكرى لضحايا حادث مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من شهر أغسطس العام الماضي، وفي نفس الشهر من العام التالي، وقع حادث انفجار أخر ليذهب ليصاب فيه العديد من الأشخاص، ويذهب ضحاياه العشرات.
راح ضحية لانفجار مرفأ بيروت البحري في العام الماضي، بحسب أحدث المعلومات، إلى مقتل 190 شخصاً، إضافة إلى جروح وتشوهات تعرض لها 6000 آخرين، مع خسائر مادية زادت عن 8 مليارات دولار، وتشريد 250 ألفاً من السكان على الأقل، وأضرار وتصدعات نالت من نصف مباني المدينة، إلى جانب إتلاف 85% من احتياطات القمح كانت مخزنة التي دمرها الانفجار بالكامل.

وفي تقييم جديد قام به مهندسون، خبراء بالانفجارات من جامعة بريطانية ذكروا أن الانفجار الذي عادل تفجير 500 إلى 1100 طن من مادة TNT الشديدة الانفجار كان بقوة     5 % من قنبلة هيروشيما النووية
والنيترات كانت مخزنة منذ 2014 في العنبر رقم 12 بالمرفأ، أطلق 1 غيغاوات/ساعة من الطاقة تقريباً، أي ما يمكن إنتاجه في ساعة واحدة من 110 ملايين مصباح LED light bulb الثنائي الباعث للضوء، أو "طاقة تعادل المنبعثة من 3 ملايين لوح شمسي" بحسب تقدير إدارة الطاقة الأميركية، وهو ما يوفر الكهرباء لأكثر من 100 منزل طوال عام كامل، بحسب ما اتضح من تحليل لبيانات تم جمعها من مقاطع فيديو متنوعة عن الانفجار.

هذا، وكشفت تقارير أولية أعدها جهاز أمني مباشرة بعد الانفجار أن أطنان نيترات الأمونيوم كانت مخزنة إلى جانب مواد قابلة للاشتعال والانفجار، مثل براميل من مادة الميثانول والزيوت وأطنان من المفرقعات النارية.
ووسط انتشار قوى الجيش والأمن، في الذكري الأولي لتفجير مرفأ بيروت، انطلقت عند الظهيرة، مظاهرات ضخمة من نقاط عدة في بيروت باتجاه المرفأ المدمر، استجابة لدعوات أطلقها أهالي الضحايا وأطباء ومحامون ومهندسون وأحزاب معارضة ومجموعات تأسست خلال احتجاجات 2019 ضد الطبقة الحاكمة للتظاهر، رافعين شعار "العدالة الآن".

وأمام المتظاهرين قرب المرفأ، خطب بول نجار، والد الطفلة ألكسندرا التي قتلت في الانفجار، "أين الإنسانية في حكومة تعلم منذ 2013" بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ. مضيفا "أين الإنسانية في ألا يتم إعلام العاملين في المرفأ ليتفجروا ويموتوا". وتساءل "ماذا كان يفعل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".


وهتف المتظاهرون "ثورة، ثورة" و"يسقط يسقط حكم الأزعر، نحن الشعب الخط الأحمر" ورفعوا لافتات كتب عليها "ممنوع يلي فجرونا يضلوا على الكراسي" و"المحاسبة والمحاكمة لدولة الفساد" و"نحن رهائن دولة مجرمة" و"دولتي قتلت شعبي". 


ففي نفس الشهر من العام التالي وقع انفجار أخر في لبنان، وكان لم يمر علي الذكري الأولي غير 10 أيام فقط، حيث  تسبب انفجار صهريج محروقات في بلدة التليل بمقتل 22 شخصا وسقوط 79 جريحا وفق ما اعلن الصليب الاحمر اللبناني.

وعلى هول الكارثة هرعت فرق الاسعاف الى المكان، فيما يتوقع ان تكشف التحقيقات اسباب هذه الكارثة، كما افيد ان هناك عددا من المفقودين في محيط موقع الخزان قذفهم عصف الانفجار. 

وقد شارك في عملية نقل  الضحايا والجرحى الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والأهالي إلى جانب الصليب الأحمر أكثر من 13 سيارة إسعاف وعشرات المسعفين على الأرض. 
وذكرت بعض المصادر ان ظروف وملابسات حصول الانفجار لا تزال غير واضحة بانتظار نتائج التحقيقات والاستماع الى افادات المصابين الذين كانوا بغالبيتهم ممن تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين من المستودع المموه الذي كان ثوار عكار قد كشفوا عنه بعد ظهر الجمعة، وحضرت قوة من الجيش في حينه لمعالجة الامور.

وبعد مغادرة الجيش المكان ليلاً، حصل تدافع كبير من قبل ابناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، حيث حصل الانفجار.


وثار العديد من الشخصيات المهمة علي هذه الواقعة حيث اعلن سعد الحريري  رئيس الوزراء اللبناني الأسبق " ان مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة  مرفأ بيروت البحري . 

وقال"ما حصل في الجريمتين، لو كانت هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءًا برئيس الجمهوريّة إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل. حياة اللبنانيّين وأمنهم أولويّة الأولويّات".