الرئيس يغادر ومدنيون يهربون من جحيم طالبان.. ماذا يحدث في أفغانستان؟
أحداث متلاحقة، تشهدها الساحة السياسية والأمنية والعسكرية في أفغانستان، بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابل في قبضة حركة طالبان، على وقع الانسحاب الأمريكي من الأراضي الأفغانية، والذي يراه محللون هزيمة نكراء للقوات الأمريكية.
المدن الأفغانية تتساقط في قبضة طالبان
فبحلول يوم الجمعة الماضي، توالى سقوط المدن الأفغانية، بيد مسلحي حركة طالبان، بعدما بسطت سيطرتها على قندرها، ثاني كبريات مدن البلاد ومعقلها السابق، إلى جانب سيطرتها على مدينة ترينكوت، مركز ولاية أورزغان، وسط أفغانستان، بعدما استسلم محافظ المدينة وقائد الشرطة لطالبان.
وأعلنت طالبان سيطرتها على مدينة بل علم، مركز ولاية لوغار، جنوب العاصمة الأفغانية كابل، التي تتسم بأهميتها الاستراتيجية الكبيرة، إذ إنها لا تبتعد عن العاصمة سوى 90 كيلومترا فقط.
كما نجحت طالبان في بسط سيطرتها، يوم السبت الماضي، على مزار شريف، آخر معقل للحكومة الأفغانية في شمال أفغانستان، التي كانت لا تزال تحت سيطرة الحكومة، وفي يوم الأحد، أعلنت طالبان سيطرتها على مدينة جلال أباد، شرقي كابل، لتنضم إلى المدن الرئيسية الأخرى الخاضعة لسيطرة طالبان مثل قندهار وهرات.
طالبان في كابل
ونجحت حركة طالبان في السيطرة على جميع المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة الأفغانية كابل، وقد شجعهم على التقدم بوتيرة أسرع انسحاب القوات الأمريكية.
الرئيس الأفغاني يغادر البلاد
وأمام اتساع دائرة نفوذ مسلحي طالبان، غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد.
وقال الرئيس الأفغاني، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك: " أبناء الوطن الأعزاء.. واجهت اليوم خيارًا صعبًا، الوقوف لمواجهة مسلحي طالبان الذين أرادوا دخول القصر أو مغادرة البلد الغالي الذي كرست حياتي لحمايته بالسنوات العشرين الماضية، إذا تركت دون رادع، فسيشهد عدد لا يحصى من الوطنيين وستدمر مدينة كابول، مما يؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة".
وأضاف الرئيس الأفغاني: "كانت طالبان قد أوضحت أنها مستعدة لشن هجمات دموية على كابول وشعب كابول، ومن أجل حقن الدماء، قررت مغادرة البلاد".
وتابع الرئيس الأفغاني: "فازت طالبان بالسيف والبندقية، وهي الآن مسؤولة عن حماية شرف المواطن وثروته واحترامه لذاته، إنهم الآن أمام اختبار تاريخي جديد، إما أنهم سيحمون اسم وشرف أفغانستان، أو سيعطون الأولوية للأماكن والشبكات الأخرى".
وأكد الرئيس الأفغاني أن "كثير من الناس والعديد من الطبقات في حالة خوف ولا يؤمنون بالمستقبل، يجب على طالبان ضمان أن يكون لدى جميع الشعوب والأعراق والطبقات المختلفة والأخوات والنساء في أفغانستان خطة واضحة لكسب الشرعية وكسب قلوب الناس ومشاركتها مع الناس".
واختتم غني: "سأستمر دائمًا في خدمة شعبي من حيث الأفكار والبرامج، تحيا أفغانستان".
الأفغان يحاولون الهرب خوفا من جحيم طالبان
وبينما ينتظر أفغانستان مصير مجهول، يرى الكثير من الأفغان أنه من الأفضل أن يتعلقوا بالطائرات لمغادرة الأراضي الأفغانية، بدلا من البقاء في كابل.
ويسعى المدنيون الأفغان إلى الهرب من بلادهم بعدما سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابل، حيث تكدس مئات الأفغان في المطار في مسعى للخروج من البلاد.
وفي مشاهد جنونية نقلتها وسائل إعلام، ظهر المدنيون الأفغان أثناء محاولتهم التعلق بطائرة عسكرية أمريكية والصعود عليها، للهرب من حجيم أفغانستان
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن مئات الأشخاص هربوا بعيدا عن كابل.
وقالت الوزارة الأمريكية إنه حتى الآن لا توجد حركة طيران في مطار كابل لا عسكرية ولا تجارية، بسبب حالة الاكتظاظ، مؤكدة أنه يتم إخلاء مدارج المطار حتى لا يصاب أحد بأي أذى.
قتلى في فوضى مطار كابل
فيما أفادت أنباء عن وقوع 7 قتلى في إطلاق نار، صباح اليوم الإثنين، في صالة الركاب بمطار كابل الدولي، حيث تدفق آلاف الأفغان الذين يخشون على حياتهم بعد سيطرة طالبان على البلاد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن شهود عيان أنهم رأوا جثثا ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض خارج مبنى الركاب.
بينما أفاد 3 شهود لوكالة "رويترز" أن 5 أشخاص على الأقل قتلوا أثناء الفوضى في المطار.
وتولى الجيش الأمريكي مسؤولية الأمن في مطار كابل لتنفيذ الجسر الجوي الضخم للدبلوماسيين الأجانب والمواطنين بعد انهيار الحكومة الأفغانية.