د.محمود فوزي يكتب: كرة القدم والولاء العكسي

ركن القراء

بوابة الفجر



يعد الولاء المعارض oppsional loyalty للعلامات التجارية بمثابة ظاهرة نفسية تجعل متبنيها يحملون آراءً سلبية ومتعارضة حول العلامات التجارية المنافسة؛ بل وإظهار سلوكيات معادية نحوها، فضلًا عن عدم التفكير في تجربة منتجات أي ماركة منافسة وإن كانت أكثر جودة، وعدم التوصية بتجربة منتجات أي ماركة منافسة وإن كانت أكثر جودة!!.
وفي هذه الظاهرة النفسية، يعتبر المستهلك نفسه جزءًا من مجتمع العلامة التجارية، ويشعر أن نجاح العلامة التجارية بمثابة نجاح شخصي له، كما يشعر بالثناء أو الإهانة عندما يتعرض لملاحظات إيجابية /سلبية حول العلامة التجارية، ويصبح شغوفًا بالتعرف علي ما يفكر فيه الآخرون حول علامته التجارية المفضلة، بل نري المستهلك أيضًا يستخدم لفظ "نحن" بدلًا من "هم عندما يتحدث عن مجتمع العلامة التجارية" .
 ويرجع ذلك إلي اعتقاد العقل الباطن للمستهلك وجود روابط شخصية بينه وبين العلامة التجارية، وأن العلامة التجارية التي يتبناها هي الأكثر ملاءمة في تعبيره عن هويته للآخرين، بل أنها تعكس ملامح شخصيته .
وفي الصين رصدت دراسة تم إجراؤها العام الماضي تبني بعض مستهلكي الهواتف الذكية لمفهوم الولاء المعارض كشكل مبالغ فيه من ولاء المستهلك الذي يتبني علامة تجارية معينة، و يتعاون مع ذويه من المعجبين بنفس الماركة، للدفاع عن سمعتها، بل وتبني مواقف عدائية وهجومية علانية نحو المنافسين، وقد يمارسون سلوكيات تصادمية أو غير أخلاقية نحو الماركات المنافسة؛ كالسخرية والاستهزاء المتعمد من متبني الماركات المنافسة؛ خاصة عبر الإنترنت. 
ولنتحدث ولا حرج في خضم الرياضة المصرية، وتحديدًا كرة القدم، وما يمارسه الكثير من مشجعي الفرق الرياضية من ولاء عكسي مبالغ فيه، يتم التعبير عنه بأساليب منفّرة تصل لأعلي درجات العدوان والعنصرية التي لا تمت للروح الرياضية بصلة .
هذه الشرذمة المنحرفة تتخذ الفضاء الإلكتروني ملاذًا آمنًا لها؛ لتتحول المنصات الإلكترونية لساحات متأججة من العراك المستميت الذي يتسلح بذخائر السب، والقذف، والإهانة، والسخرية والتنابذ بالألقاب، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نشاهد فئة إعلامية ضالة؛ لا ندرك هويتها أو مؤهلاتها سوي أنهم يظهرون عليها بالفضائيات كمنظرين وملائكة، دون أن يتصدوا – ولو بكلمة واحدة- لهذه التصرفات الدخيلة علي مجتمعنا وقيمنا الأخلاقية الأصيلة .  
بسم الله الرحمن الرحيم ال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ )الحجرات: 11(