أفغانستان .. بين الانسحاب الأمريكي وعجز الدولة علي وقف زحف طالبان.. فما القصة؟
بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة طالبان بتوسيع سيطرتها على المدن الأفغانية، لتتمكن من السيطرة على مساحات من الأراضي خلال الشهريين الماضيين لم تستطع الاستحواز عليها في أشد قوتها قبل الإطاحة بها عام 2001 من الحكم.
الانسحاب الأمريكي المتعجل من أفغانستان، جعل طالبان تمتلك الجراءة والثقة خلال الأسابيع الأخيرة لتستمر بالزحف حتى وصلت إلى العاصمة كابول، ليهرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد إلى طاجيكستان، فأصبحت أفغانستان على وشك الوقوع بالكامل.
طالبان في أفغانستان
بدأ ظهور الحركة، في الجنوب الغربي ومناطق الحدود الباكستانية، أثناء الحرب الأهلية التي أعقبت انسحاب القوات السوفييتية في عام 1989، وتعهدت في البداية بالتصدي للفساد ونشر الأمن، ولكن عناصرها اتخذوا اسلوبًا متشددًا وعنيفًا.
وفي عام 1998 تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان، ليطبقوا التشدد وعقوبات قاسية، والزموا الرجال إطلاق اللحية، ومنعوا التلفاز والموسيقى ودور عرض السينما داخل البلاد.
الإطاحة بطالبان من حكم أفغانستان 2001
وتمكنت القوات الأمريكية مع حلفائها بحلف شمال الأطلسي، بالإطاحة بحركة طالبان عن الحكم عام 2001، بعد أن كانت الحركة تحتضن أسامة بن لادن وابرز شخصيات تنظيم القاعدة التي كانت على ترابط باحداث 11 سبتمبر.
ولكن رغم التواجد الدولي في البلاد وصرف المليارات من الدولارات على تدريب القوات الأفغانية للتصدي لطالبان، الا أن الحركة تمكنت من تجميع قواها مرة أخري بشكل تدريجي بالمناطق النائية بالبلاد.
ما السر وراء التقدم السريع لحركة طالبان في أفغانستان
وقال مستشار سابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة بالولايات المتحدة، كارتر ملكاسيان، أن هناك سببان وراء التقدم السريع لحركة طالبان في أفغانستان.
وأوضح كارتر، أن السبب الأول هو معاناة القوات الأفغانية خلال الفترة الأخيرة من مشاكل معناويه، بعد نجاحات طالبان المتكررة في السيطرة على المدن، جعلتهم غير مؤهلين لقتال مقاتلي حركة طالبان، مؤكدًا: "لا يوجد أدنى شك في إن روح المقاتلين المعنوية أُصيبت في مقتل بعد تعرضهم لهزيمة تلو الأخرى".
وتابع، أن السبب الثاني لتقدم طالبان هو تصوير أنفسهم على أنهم يقاومون الاحتلال على أفغانستان، وهو ما جعل الكثير من الشعب الأفغاني يشاركون معه ويؤيدوا هذا التحرك.
انهيار الجيش الأفغاني وترحيل الدبلوماسيين الأجانب
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رفع عدد من القوات الأمريكية المرسلة إلى مطار كابول إلى 5 آلاف عنصر، للمشاركة في ترحيل طاقم السفارة، ومدنيين أفغان تعاملوا مع أمريكا إلى 5 آلاف عنصر.
ويتوقع البنتاجون زيادة عدد المرحلين من أفغانستان بحلول 31 أغسطس القادم إلى 30 ألف شخص، تواصل القوات الدولية سحب قواتها خلال المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي.
أول تصريح للرئيس الأفغاني بعد هروبه
قال الرئيس الأفغاني أشرف غني، في أول تصريح له، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، بعد هروبه من أفغانستان، أن سبب رحيله هو لتفادي وقوع الدماء، موضحًا: "غادرت البلاد تفاديا لوقوع حمام دم".
وأكد أشرف غني، في كلمة له وفقا لقناة «العربية»، أن أغلب المواطنين في أفغانستان قلقون من مستقبلهم بعد زحف طالبان للمدن، قائلًا: "طالبان لن تتردد في الهجوم بشكل دموي على كابل".
تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن لطالبان
وكان قد حذر الرئيس الأمريكي حركة طالبان، من إعاقة ترحيل الدبلوماسيين الأجانب من أفغانستان، وهدد برد عسكري سيكون "سريع وقوي"، حسب وصف، وأمر "الرئيس الأمريكي" موظفو السفارة الأمريكية، بحرق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها طالبان "لأغراض دعائية"
وقال بايدن إنه لم يندم على قراره، مشيراً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار على أطول حرب لها وفقدت آلاف الجنود.
مخاوف من كارثة إنسانية بأفغانستان
أكد مسؤول بالأمم المتحد، أن ما يحدث في أفغانستان قد تسبب بتهجير نحو 400 ألف مواطن في مدن أفغانستان، قد اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام، وهذا يعد جرس انذار بحدوث أزمة لاجئين.
ملاجئ بالحدائق هروبًا من العنف
وكانت قد شهدت الحدائق بالعاصمة كابل مخيمات لأسر بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد.
وقال تومسون فيري، مسؤول برنامج الأغذية العالمي في إفادة للأمم المتحدة: "الموقف بأفغانستان يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية".
حقوق المرآة
وهناك تخوف كبير من المناهضين لحقوق المرآة، أن تعود طالبان للحكم من جديد، والتي كانت تمنع النساء من العمل أو للفتيات بالذهاب للمدارس، وفرض ارتداء النقاب لتتمكن من الخروج من منزلها ووجوب خروج أحد الأقارب الذكور معها.
الدول الغربية تجلي رعاياها
وأعلنت عدة دول أوروبية مثل "بريطانيا - ألمانيا - الدنمارك - إسبانيا - الجمهورية التشيكية"، تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى، وباشرت برامجًا لنقل موظفيها الأفغان.