بعد افتتاح مدن سكنية ببدر.. كيف عالجت مصر أزمة العشوائيات؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

تسعى الدولة جاهدة في مشروع حياة كريمة توفير سبل عيش تليق بمحدودي الدخل، والذين يعيشون تحت خط الفقر، بداية من هذا المنطلق عمدت الدولة علي تطوير علي مناطق العشوائيات حيث هي الخطر الاول والحقيقي على المجتمع.


 

كما استعرض رئيس الوزراء دكتور مصطفي مدبولي خلال افتتاح  الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بعض المدن السكنية الجديدة في مدينة بدر اليوم، ان ملف الإسكان واحد من الملفات الكثيرة التي اقتحمتها الدولة في ال 7 أعوام الماضية بهدف تحقيق نقلة كبيرة وتحسين جودة حياة المصريين.


 

واستعرض الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عمليات التطوير في محافظة القاهرة، وصور لعدد من المناطق العشوائية قبل وبعد التطوير، مثل منطقة سور مجرى العيون، ومثلث ماسبيرو، والزبالين في 15 مايو، وبطن البقر، تل العقارب ، وهضبة الحرفيين.


 

وأشار خلال كلمته بافتتاح عدد من المشروعات السكنية بمدينة بدر، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن منطقة الأسمرات 1 و 2، استوعبت سكان المناطق التي تم تطويرها، حيث تتضمن كل الخدمات على أعلى مستوى، بالإضافة لمنطقة المحروسة 1 و 2، وأهالينا 1.


 

كما وضح أيضا مدبولي أن ما تم إنشاءه من وحدات سكنية خلال ال7 أعوام يعادل ال40 سنة الماضية، حيث كان يتم إنشاء 42 ألف وحدة سكنية في العام، والآن علي مدار 7 أعوام كنا نسير بمعدل إنشاء 226 الف وحدة سكنية في العام الوحد، ونبرز أهم المناطق العشوائية التي عملت الدولة علي تطوريها علي مدار الاعوام الماضية.


 

تل العقارب "روضة السيدة"

مشروع تطوير منطقة تل العقارب وتحويلها إلى روضة السيدة ، كان من أبرز المشروعات في ملف تطوير المناطق العشوائية؛ حيث يضم 816 وحدة سكنية و198 وحدة تجارية بتكلفة إجمالية 330 مليونا، وقد تم تصميم الوحدات بشكل تراثي فريد يتوافق مع طبيعة المنطقة وتسليمها مفروشة بالكامل للأهالي، ويجرى حاليا العمل في مشروع روضة السيدة 2، في الوقت الذي لم تغفل الدولة إنشاء إدارة لمتابعة المكان والحفاظ عليه - كما هو الحال في مشروع الاسمرات الذي يعد بؤرة ضوء في هذا الملف، كذلك تطوير منطقة الخيالة على مساحة 37.5 فدان، حيث بناء 42 عمارة توفر 2268 وحدة مقرر الانتهاء منها نهاية العام الجاري.


 

مشروع روضة السيدة 2

هناك مشروع روضة السيدة ٢، الذي سيكون ملاصقاً ل روضة السيدة 1 من الناحية الثانية بشارع السد البراني على مساحة 10 أفدنة بتكلفة تقديرية 500 مليون جنيه، وبعدها سيتم البدء في منطقة الطيبى، وقد تم حصر الحالات بالمنطقتين، وهناك 200 وحدة إضافية في مشروع روضة السيدة 1 سيتم تسكين الحالات بها قبل البدء في عملية التطوير.


 

مشروع المحروسة

وجاء مشروع المحروسة 1و2، الذي يضم 195 عمارة توفر 4913 وحدة سكنية و129 وحدة إدارية وتجارية لتوفير المسكن الملائم لأهالي مناطق السد العالي 2 وعشش النهضة، وبطن البقر، وسيد فرج، وحكر السكاكيني القديم والجديد، وعرب الحصن، وسوق الجمعة والحطابة، وقد تم تسكين بعضهم بالفعل.


 

تطوير عشوائيات المحافظات

وفي إطار جهود الوزارة في ملف العشوائيات تم إعلان محافظات بورسعيد والبحر الأحمر والسويس محافظات خالية من العشوائيات وقريبا الإسماعيلية، ومع نهاية عام 2020 تم الانتهاء من 90% من المناطق العشوائية بالمحافظات، والتي لم تكن خارج الاهتمام، كما كان يحدث سابقا، ولكن خطة الوزارة وضعت لكامل محافظات الجمهورية، ففي مدينة الغردقة بالبحر الأحمر جرى تطوير منطقة "زرزارة" بتكلفة 193 مليون جنيه، حيث تم إنشاء 27 عمارة تضم 540 وحدة سكنية، وهناك أيضا 4 مشروعات أخرى تم تنفيذها بالبحر الأحمر وهي «روضة الغردقة بتكلفة حوالي 217مليون جنيه، وروضة القصير بتكلفة حوالي 28 مليون جنيه وروضة سفاجا بتكلفة بحوالي 75 مليون جنيه وروضة رأس غارب بحوالي 192 مليون جنيه».


 

بورسعيد خالية من العشوائيات

ظلت مناطق «هاجوج والإصلاح والجناين» على مدار عقود صداعا في رأس محافظة بورسعيد حتى تم الإعلان عن مشروع تطوير مناطق حي الجنوب، والذى وفر 43 عمارة سكنية تشمل 860 وحدة، وعلى بعد عدة كيلو مترات منها كان العمل على قدم وساق لتطوير منطقة شمال وجنوب الصيادين في رأس البر بدمياط؛ من خلال توفير 250 وحدة سكنية بتكلفة حوالي 90 مليون جنيه، وفقا لتصميمات معمارية فاقت ما حولها في العمران القائم، لإنجاز المشروع المتكامل علي ضفاف النيل الذي يضم كل الخدمات ويتضمن ممشي سياحيا على النيل، وهناك أيضا مشروع الرويسات بجنوب سيناء، وهو مشروع يوفر 496 وحدة بتكلفة 230 مليون جنيه على مساحة 30 فدانًا بمدينة شرم الشيخ.


 

بشاير الخير

مرحلة جديدة في ملف تطوير العشوائيات كانت قد بدأت بمشروع «بشاير الخير»، وهو أحد أبرز المشروعات التي أسست مرحلة جديدة في مفهوم الدولة لتطوير المناطق العشوائية، بعد أن حمل مفهوما جديدا تمثل في إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة مؤثثة بالكامل، ومع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمرحلة الأولى في عام 2016، كانت المعدات تنتشر في المنطقة لإنجاز المرحلة الثانية التي قبل أن تكتمل بدأ العمل في المرحلة الثالثة والتي دشنها الرئيس في شهر مايو الماضي.


 

وبدأ العمل بالمشروع في عام 2014، حيث أزيلت جميع المنازل القديمة بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية، وبدأ العمل في إنشاء 34 عمارة على مساحة 12.3 فدان بإجمالي 1632 وحدة سكنية تستوعب 9 آلاف مواطن من أهالي المنطقة داخل شقق بمساحة 90 م شاملة المرافق والتشطيبات والفرش والتجهيز.


 

"بشاير الخير 2" حوالي 995 وحدة و بشاير الخير 5 حوالي 15200وحدة سكنية والتكلفة حوالي 5مليارات جنيه، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من مليار ونصف منها 532 مليون جنيه للمرحلة الأولى التي استغرق تنفيذها عامين، وتتضمن المرحلة الثانية إنشاء 48 عمارة بإجمالي 2000 وحدة سكنية بتكلفة 400 مليون جنيه.

أما المرحلة الثالثة "بشاير الخير 3" فتضم ألف وحدة سكنية، و3 مناطق خدمية تضم منشأة تعليمية، ومستشفى، ومسجدين بمسطح 800 متر، و4 مساجد صغيرة، وكنيسة بمسطح 800 متر ومركز شباب، وبنكا، ومكتب بريد، ومنطقة أنشطة تجارية وإدارية وترفيهية.


 

وتعتبر المرحلة الثالثة من «بشاير الخير» الأهم والأكبر ليس فقط في عدد الوحدات السكنية التي تم تشييدها، ولكن لأنها ستنقل حياة أسر عاشت في عشش من صفيح عشرات السنين إلى ‫وحدات سكنية جديدة تتسع لنحو 53 ألف فرد، وسيتم تشكيل لجنة لاختيار وتحديد الأسر المستحقة، التي تعاني من الإقامة في مناطق عشوائية تمثل خطورة داهمه على حياتهم مثل منطقة «مأوى الصيادين»، وتتضمن اللجنة كافة الجهات المعنية.‬‬


 

ويتضمن "بشاير الخير"، قسمين الأول منطقة الأهالي، وتم تنفيذها على مساحة 105 أفدنة، وتضم 200 عمارة سكنية بواقع 10 آلاف و624 وحدة سكنية، ومن المستهدف أن يستفيد أكثر من 50 ألف مواطن من ذلك المشروع، وقد  تم إنجاز المشروع في عامين ونصف العام، وشارك فيه أكثر من 75 شركة مصرية.‬‬


 

كما يضم القسم الثاني من المشروع منطقة استثمارية على مساحة 30 فدانا، وتضم مجمع سينمات ومجمع بنوك، وعددا من قاعات متعددة الأغراض وعددا من الكافيهات ومحلات تجارية على طابقين وروف بإجمالي مساحات 39 ألف م٢، ومبنى مطاعم على طابقين، وروف بإجمالي 5.654 م٢، ومحطة وقود على مساحة 3767 م٢، بالإضافة إلى مبنيين مطاعم وكافيهات على 3 أدوار وروف بمسطح 14386 م٢ للمبنى بإجمالي مسطح المبنيين 28 ألفا و772 مترا.‬‬


 

وتمثل العائق الأكبر في عملية التطوير في انتزاع المواطن من عمله لذا راعت كل المشروعات الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للسكان من خلال دراسات، فجاء نقل سكان منطقتي المدابغ وسور مجرى العيون إلى مدينة بدر، حيث توجد مدينة الروبيكى للجلود وهو نفس النشاط الخاص بهم وقد تم توفير 1008 وحدات مع الحفاظ على النشاط المحلى للعاملين في الورش، في حين تم تعويض أصحاب الورش بمصانع والدولة تكفلت بنقل المعدات مع الأخذ في الاعتبار القيمة المتزايدة لمدينة بدر، والتي تحظى بطلب متزايد حاليا بسبب قربها من العاصمة الإدارية الجديدة.


 

مدينة السلام

وهناك مشروع بمدينة السلام لصالح هيئة المجتمعات العمرانية على أرض الإنتاج الحربي، ويشمل 6800 وحدة سكنية، ومقرر الانتهاء منه خلال 12 شهرا بتكلفة 1.75 مليار جنيه، وهو مشروع سكني خدمي على مساحة 50 فدانا، ويشتمل على ملاعب وورش وحرف ومسجد وكنيسة وبلغت نسبة التنفيذ 40% حتى الآن.


 

مشروع معًا

يعد مشروع معا من ضمن المشروعات القائمة في منطقة مدينة السلام على مساحة 70 فدانًا، ويضم 4500 وحدة سكنية بتكلفة 1.1 مليار جنيه، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالكامل ويجرى حاليا وضع اللمسات الأخيرة للمرحلة الثانية، وتضم 3312 وحدة سكنية والمشروع عبارة عن كمبواند متكامل يضم مركزا ترفيهيا ومسرحا ودور عرض ودار مسنين وحضانة ومدرسة ومسجدا ومنطقة حرفية.


 

مشروع أهالينا 2

كما تم البدء في مشروع أهالينا 2، وهو مشروع على مساحة 15 فدانًا يوفر 1400 وحدة بتكلفة تقديرية 700 مليون وحدة ومقرر الانتهاء منه خلال سنة.


 

مشروع زهور 15 مايو

ويعد زهور 15 مايو من أسرع مشروعات تطوير المناطق العشوائية في المنطقة التي تضررت من السيول  في مارس الماضي؛ حيث تم إنشاء مجتمع متكامل  يتكون من عمارات وأحواش كبيرة لفرز وجمع القمامة بجانب حظائر لتربية المواشي.


 

حلايب وشلاتين

يجرى حاليًا تطوير منطقتي حلايب وشلاتين من خلال بناء 2000 منزل بدوى بنظام فيلا مستقلة، وهنا تتضح استراتيجية الدولة في دراسة طبيعة كل مكان على حدة، وتوفير احتياجاته، حيث طبيعة المنطقة وعادات قاطنيها لا يتناسب معها بناء عمارات مثل الأسمرات أو روضة السيدة ، ولكن منازل منفصلة بحديقة وحوش مستقل وهو ما يتم بالفعل، حيث يجرى بناء 1500 منزل بحلايب بتكلفة حوالي 231مليون جنيه، و500 منزل بشلاتين بتكلفة مليار و668 مليون جنيه، ومقرر الانتهاء من المشروع نهاية العام الجاري لتتحول المنطقة من مجموعة عشش كان يسكنها الأهالي إلى فيلات فاخرة تلبى احتياجاتهم وتتناسب مع عاداتهم وتقاليدهم.


 

مدينة العمال بالمنيا

مدينة العمال بالمنيا وهى منطقة تم إضافتها مؤخراً على الخريطة القومية للمناطق العشوائية غير الآمنة بناء على التقرير الذي أعدته جامعة المنيا بشأن سلامة المباني الواقعة بها، حيث إنها جميعها آيلة للسقوط، حيث يجرى بناء 10 عمارات بتكلفة 80 مليون جنيه، وكانت المنطقة تضم 400 أسرة تم تسكين 200 أسرة منهم في الوحدات المتبقية بمشروع عشش محفوظ، الذى تم الانتهاء من تطويره ودفع قيمة إيجارية لبقية الحالات لحين الانتهاء من التطوير.


 

مناطق سياحية

سور مجرى العيون من المناطق السياحية التى تم إهمالها على مدى السنوات الماضية، رغم أنه أثر تاريخي عظيم، لذا جاء على رأس أولويات الدولة فالمنطقة مخطط لها مشروع تطوير على مساحة 93 فداناً يستهدف تحويلها إلى منطقة سياحية اقتصادية فندقية تضم إسكانا فاخرا فقط، وقد تم تسكين أهالى المنطقة في وحدات بديلة وأعمال التطوير تقوم بها هيئة المجتمعات العمرانية والمشروع مدة تنفيذه 3 سنوات بتكلفة تقديرية 5 مليارات جنيه.


 

وتشهد منطقة مساكن عين الصيرة أيضا أعمال تطوير داخلي وإحلال تدريجي للمنطقة وستكون بحيرة عين الصيرة نشاطا ترفيهيا وتجاريا بجانب متحف الحضارة، الذى سيتم نقل مومياوات من المتحف المصري الكبير المشروع حول بحيرة عين الصيرة من الأنشطة الرئيسية التي تتولاها وزارة الإسكان، ومقرر الانتهاء منه 30 يونيو القادم، ويتم بالتعاون مع وزارة الآثار في الوقت الذى طرحت الدولة على المطورين والمستثمرين السياحيين الأمر للمشاركة بأفكارهم وتكلفة المشروع 200 مليون خاصة بتطهير البحيرة وإعادة تشكيلها.


 

ويضم مقترح تطوير المدابغ وسور مجرى العيون محلات تجارية ومطاعم ومقاهٍ وكافتريات وسوقا مفتوحة ومناطق استشفاء لتصبح مقصدا سياحيا في إطار خطة الدولة لإحياء قلب القاهرة من خلال فك حالة الاشتباك الحالية بإخراج الأنشطة الإدارية وإعادة الريادة للقاهرة ومنطقة المدابغ وخلف سور مجرى العيون مساحتها 142 فدانا مخطط تطوير لتضم مسرحا مفتوحا ومعارض فنية وسينمات وبازارات وفندق الوكالة وسكن مختلط، ويجرى حاليا إحلال بعمق 5 أمتار للتخلص من المواد المسممة التي كانت تستخدم في دبغ الجلود ومخطط الانتهاء من المشروع خلال 3 سنوات يعاد تصميمها على الطراز العربي والإسلامي القديم وحاليا المشروع في مرحلة إعادة تمهيد التربة.


 

فالدولة والقيادة السياسية واضعة نُصب عينيها دائمًا التطوير المستمر في شتى المجالات السكنية وغيرها من الخطط لتقدم المجتمع، وللرقي بالوطن والمواطنين.