هل ترفع بريطانيا اسعار الفائدة؟

الاقتصاد

بوابة الفجر

الأسواق المالية تتوقع أن يزيد بنك إنجلترا أسعار الفائدة في وقت مبكر من الربيع المقبل مع تزايد الأدلة على أن سوق العمل الساخنة في المملكة المتحدة تحفز تضخم الأجور والأسعار.
قبل التحول المتشدد للبنك المركزي في اجتماعه الأسبوع الماضي، توقع تجار أول ارتفاع في أسعار الفائدة من أدنى مستوى تاريخي يبلغ 0.1 في المائة إلى 0.25 في المائة في نهاية عام 2022. لكن في الأسبوع الذي تلا اجتماعه، احتسبوا تغيرا بين اجتماعات شباط (فبراير) وأيار (مايو) العام المقبل.
وضعت لجنة السياسة النقدية للبنك سوق العمل في صميم أحكامها، وعلى عكس كثير من الاقتصاديين، يعتقد الآن أن معدل البطالة قد بلغ ذروته.
قال كريستيان شولز، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في مصرف الاستثمار سيتي: "إذا كان البنك على حق وكانت البطالة قد بلغت ذروتها بالفعل، فسيرفع أسعار الفائدة في شباط (فبراير)".
البيانات المنشورة منذ اجتماع بنك إنجلترا لم تفعل شيئا، وتشير إلى أن سوق العمل آخذة في البرودة حتى مع انتشار متحور دلتا من فيروس كورونا في جميع أنحاء المملكة المتحدة في تموز (يوليو).
في تقريرهما الشهري عن اتجاهات سوق العمل، وجدت شركة الاستشارات كيه بي إم جيه واتحاد التوظيف والتشغيل أن التوظيف انخفض انخفاضا بسيطا عن المستويات القياسية في حزيران (يونيو) وارتفع في الأجزاء الأضعف سابقا من البلاد، خاصة في لندن، حيث كان التوظيف الأكثر تضررا من كوفيد - 19.
مع تدني توافر الموظفين ومواجهة الشركات في جميع القطاعات لصعوبات توظيف شديدة، وجد مسح "كيه بي إم جيه" واتحاد التوظيف والتشغيل أن عدد أرباب العمل الذين قالوا إنهم رفعوا الرواتب ارتفع في تموز (يوليو) إلى الرقم القياسي الرابع على التوالي.
قالت كيت شوزميث، نائبة الرئيس التنفيذي لاتحاد التوظيف والتشغيل، إنه "وقت جيد للبحث عن وظيفة جديدة" ومسؤولو التوظيف يكافحون من أجل تلبية متطلبات أصحاب العمل.
مع ذلك، بنك إنجلترا قلق من أن يؤدي ارتفاع الأجور إلى اضطرار الشركات إلى رفع الأسعار، ما يثير الشكوك حول تنبؤاته المركزية بأن التضخم سيتراجع في 2022 بعد أن بلغ ذروته قريبا من 4 في المائة في وقت لاحق من هذا العام.
ومن جهتها قالت لجنة السياسة النقدية الأسبوع الماضي إنها "ستراقب عن كثب الأدلة الواردة فيما يتعلق بالتطورات في سوق العمل، خاصة البطالة، والتدابير الأوسع للركود في الاقتصاد وضغط الأجور الكامن".
كانت اللجنة على استعداد لتجاهل ما اعتقدت أنه احتكاكات مؤقتة تنشأ لأن بعض القطاعات فتحت فجأة مع كثير من الشركات التي يبحث جميعها عن موظفين في وقت واحد. لكنها أضافت أنها ستكون قلقة بشأن الأدلة الأوسع نطاقا على أن نقص الموظفين يؤدي إلى تضخم الأجور.
في اجتماع آب (أغسطس)، أشار الوكلاء الإقليميون لبنك إنجلترا إلى "نقص في سائقي توصيل سيارات البضائع الثقيلة" وندرة أكبر في الأشخاص الذين يبحثون عن عمل، لكن البيانات الأخرى التي تم إصدارها بعد الاجتماع أظهرت أن الزيادة في الوظائف الشاغرة ترتفع على نطاق أوسع بكثير من الخدمات اللوجستية.
أظهرت بيانات إعلانات الوظائف من موقع التوظيف أدزونا، التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية، أن حجم إعلانات الوظائف عبر الإنترنت كان أعلى من مستوى 2019 في كل قطاع.
وقال توني ويلسون، مدير معهد دراسات التوظيف، إن أحدث دليل من سوق العمل يشير إلى أن البطالة من المرجح أن تنخفض من معدل 4.8 في المائة الذي سجله مكتب الإحصاء الوطني في الربع من آذار (مارس) إلى أيار (مايو).
وقال: "التحديات الكبيرة نظرا لارتفاع الطلب ستتمثل في إعادة مزيد من الأشخاص إلى سوق العمل، ومساعدة العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة على العثور على وظائف، وأيضا مساعدة أولئك الذين يفقدون وظائفهم أو يغيرونها للحصول على وظائف جديدة بسرعة".
مع ذلك، تعتمد وجهة النظر هذه على بقاء كوفيد تحت السيطرة في الخريف، ما يسمح للاقتصاد بمواصلة انتعاشه الحاد. وقال صامويل تومبس، الخبير الاقتصادي البريطاني في شركة بانثيون ماكرو إيكونوميكس الاستشارية، إنه إذا ارتفعت الحالات والاستشفاء، فإن معدل النمو الاقتصادي سيتباطأ، وإذا اشتدت الجائحة بقوة خلال الخريف، فقد يضطر بنك إنجلترا إلى تخفيف السياسة مرة أخرى.
قال تومبس: "على عكس الشتاء الماضي، من المحتمل أن تخفف لجنة السياسة النقدية السياسة أولا من خلال خفض سعر الفائدة البنكية، بدلا من تمديد التسهيل الكمي".
كان أحد صمامات الأمان التقليدية لاقتصاد المملكة المتحدة خلال نقص العمالة هو الهجرة، ولا سيما في ظل قواعد حرية الحركة في الاتحاد الأوروبي.
لكن من الصعب معرفة ما إذا كان نقص المهاجرين يؤدي إلى تفاقم نقص العمالة، وفقا لماديلين سومبشن، مديرة مرصد الهجرة في جامعة أكسفورد. وقالت إن كوفيد قوض موثوقية إحصاءات الهجرة.
بينما كان من المحتمل أنه لم يكن هناك نزوح جماعي مفاجئ للأجانب خلال الجائحة، قالت سومبشن إن الأدلة تشير إلى أنه "مما لا شك فيه في 2020 شيء شديد التطرف حدث للهجرة الداخلية وكانت قليلة (...) إنها نقلة كبير عن الأنماط السابقة".
في وزارة الخزانة، يسارع المسؤولون إلى رفض الاشارة إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ونقص العمال المهاجرين يتسببان في نقص العمال، باستثناء ربما في لندن، لكن ريشي سوناك وزير الخزانة قلق بشأن العواقب. وقد قال لأصدقائه إن ارتفاع التضخم، وربما أسعار الفائدة، من بين أكبر مخاوفه، ما يزيد الضغوط على المالية العامة من ارتفاع تكاليف خدمة الدين الحكومي.
يأمل بنك إنجلترا أن تؤدي نهاية مخطط التسريح المؤقت الشهر المقبل إلى تفريغ بعض الضغط من سوق العمل هذا الخريف. ومع عودة الحكومة إلى الدعم، سيتعين على الشركات إعادة مئات الآلاف من العمال الذين سبق توظيفهم أو تسريحهم.
افتراض لجنة السياسة النقدية بأن نهاية مبادرات دعم الوظائف ستشجع مزيدا من الناس على البحث عن عمل وتقليل الضغوط على الأجور والأسعار هو ما يعزز توجيهها بأن هناك حاجة فقط إلى زيادات متواضعة في أسعار الفائدة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.
وتعتقد أنه تحت السطح الساخن، هناك "قدر مادي من الركود في سوق العمل"، لكنها سترغب في رؤية مزيد من الأدلة على البرودة بعد الصيف كي تظل غير قلقلة بشأن التضخم خلال الفترة المتبقية من 2021.