أول حوار مع ابنة ضحية بولاق الدكرور: "طليقي المدمن قتل أمي وبنتي" (فيديو)

حوادث

بوابة الفجر



"عايز أشوف بنتي فريدة".. رسالة قالها الشاب "محمد وليد إبراهيم"، 25 سنة، لحماته السيدة "سلمى ماهر" 52 عامًا، التي رق قلبها وظنت أن الحنية تملكت في قلبه، وأنه اشتاق إلى ابنته الصغيرة "فريدة" التي تبلغ من العمر 9 أشهر، ولكنها لم تعلم أبدًا أن هذه الرسالة خلفها نية سيئة وعقل شيطان أضمر الشر، ليغدر بها وبابنته الرضيعة، ويقتلهما دون شفقة أو رحمة.

"محمد " الشاب الذي تملك منه الإدمان، وسيطر على عقله، أراد أن يعود لزوجته التي تطلقت منه منذ أسبوع، بسبب إدمانه، فرفضت، فأراد الانتقام منها ومن والدتها، فتجرد من كل معاني الإنسانية وأقدم على قتل السيدة التي أحسنت إليه وساعدته في الحصول على قرض قيمته 2500 جنيه، لكي يفتتح مشروعًا يتعايش منه، إلا أنه لم يراعي ذلك وقرر أن ينهي حياتها، بعد أن استدرجها لكي يعطيها قسط القرض والذي يبلغ 160 جنيه.

انتقلت محررة "الفجر" إلى منزل أسرة الضحيتين للكشف عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياتهما.

زوج مدمن ومسجل خطر لا تستطيع العيش معه
"نعيمة مجدي" 21 عامًا، ابنة الضحية وطليقة القاتل، التي تعرضت لصدمة عنيفة بفقدان حضن أمها المريح، وفلذة كبدها "فريدة" دفعة واحدة، تروي تفاصيل مأساتها وتقول: "أنا اتطلقت منه منذ أسبوع، بسبب تعاطيه المخدرات، حيث طلبت من والدتي أن تطلقني منه، وبالفعل تطلقت، وبعدها كان يرغب في العودة لها مرة أخرى، ولكن تفاجأت أنه مازال يتاجر في المخدرات، بعد خروجه من السجن، مشيرة إلى "أنه اتحبس على ذمة ٦ قضايا مخدرات"،  فحاول الاتصال بوالدتي كثيرًا، ولكني رفضت، وبعدها اتصلت به والدتي للحصول على قسط القرض الذي حصل عليه من إحدى شركات الاقتراض، لكي يبدأ به مشروع، ووالدتي راحت تقابله تأخذ منه فلوس القرض ومرجعتش".

الزوجة ترفض العودة إليه
وتضيف "نعيمة"، أن المتهم طلب من والدتها أن يقابلها أكثر من مرة، ولكنها كانت ترفض العودة له، وحتى رؤيته، رغم أن والدتها قالت لها: "لما النفوس تهدى نرجعكم لبعض"، مشددة على أنها كرهته بسبب تعاطيه المخدرات.

المشوار الأخير
"هاتي فريدة عشان عايز أشوفها".. تضيف الزوجة في حديثها إلى "الفجر"، أن طليقها طلب من والدتها أن تحضر معها ابنته "فريدة" معها وهي ذاهبة إلى أخذ قسط القرض، وبالفعل خرجتا معًا، ولكن لم تعودا مرة أخرى.

مكالمة أخيرة
تلتقط "غادة"، طرف الحديث من "نعيمة"، وتروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الضحية والتي تصفها بأنها "مثل أمي"، موضحة أن القاتل اتصل بها لتذهب إليه وتحصل على قسط القرض، وقال لها إن ظروفه صعبة ولا يستطيع أن يعطيها نفقة الأطفال، وسيعطيها فقط قسط القرض، فقالت له: "ولا يهمك يا محمد البنات كده كده بياكلوا ويشربوا معانا، وأنا لو معايا فلوس كنت دفعتلك القسط".

المتهم يرفض البحث عن ضحاياه
وأضافت "غادة"، أنها كانت ذاهبة إلى مشوار في نفس الطريق الذي ستذهب منه السيدة "سلمى" -الضحية- وذهبت معها، حتى جاء المتهم وقابلها، وفي الساعة العاشرة اتصلت بها وقالت لها إنها أسفل منزل "محمد"، وسوف تعود معها، ولكن بعد قليل اتصلت عليها فوجدت هاتفها مغلقًا، فاتصلت بالمتهم الذي أبلغها أنها شعرت بقليل من التعب، ثم ركبت "توك توك"، ومشيت، وبعد أن بحثوا عنها اتصلوا عليه مرة أخرى فتحدث معهم بـ"منتهى البرود"، وطلب منهم أن يسألوا عنها في مستشفى بولاق، ورفض أن يسأل عليها هو في الأقسام والمستشفيات وقال لهم إنه صادر ضده أحكام قضائية ويخشى القبض عليه.

أحد أصدقاء المتهم ضربها على رأسها
وتتابع "غادة" في حديثها إلى "الفجر"، أنهم بحثوا عنها كثيرا هي ونجل المجني عليها "أسامة" حتى تعبوا، وبعدها رآهم أحد أصدقائه فذهب وأحضر "محمد"، وبعدها حدثت مشاجرة بينهم سجلتها كاميرات المراقبة، واتفقوا معه على الذهاب إلى القسم لإبلاغ الشرطة عن اختفاء "سلمى وفريدة"، وحاول التهرب من ذلك، وبعدها أخذه صديق له وتحدث معه على انفراد، وبعدها جاء صديقه وقال لهم إن "محمد" ضرب الجدة سلمى على رأسها وتركها، وبعدها حاول المتهم أن يروي لهم العديد من الروايات والقصص الكاذبة لكي يتوهوا ولا يصلوا إلى أي نتيجة.

بحثنا عنها من باليل للصبح
"فضلنا من الساعة ١١ مساءًا لغاية ٨ الصبح".. وتستكمل "غادة" كلامها، أن المتهم بعد كذبه في الرواية الأولى، حاول أن يكذب علينا، ولكن بدأ الشك يدخل قلبي أنا ونجلها "أسامة" فأخذناه من يديه واستقلينا مركبة توك توك للبحث عن مكان ضربها (كما قال)، فذهبنا من بولاق لكرداسة لأوسيم والبدرشين أيضًا،" لفينا أماكن كتير" إلى أن وصل التوقيت للساعة الثامنة صباحًا، دون أن نصل لهما، وبدأ الشك يزداد جعلتني قولت"حاسة إنك رمتها في أي ترعة من الطريق، وقتها أنكر تمامًا"، فقررت أنا ونجلها أن نأخذه بالتوك توك لقسم شرطة بولاق، لكي نصل للحقيقة.

تفاصيل اللحظات الأخيرة
"خدها الطريق الأبيض في بولاق"، تضيف "غادة" في حوارها مع "الفجر": "المتهم اعترف أنه خدهم إلى منطقة الطريق الأبيض بالماكنة بتاعته، وبسرعة كبيرة جدًا، وبعدها ادعى إن الماكنة عطلت، وأخرج سكينًا، وحاولت أخد منها (فريدة) فرفضت، فطعنتها بالسكين، وبعد أن طعنتها قالت لي: (خد فريدة عشان لو مت)، فأعطيتها الطفلة مرة أخرى وطعنتها وألقيتهما هي وفريدة في الترعة".

الزوجة لم تتحمل المعيشة معه
وشددت الجارة على أن الزوجة طلبت الطلاق لأنها لم تستطع تحمل إدمانه لأنه يتعاطى أنواع كثيرة من المخدرات، وفي وقت سابق ساعدته زوجته على الالتحاق بمصحة لكي يتلقى العلاج، وبعد أن تلقى العلاج لفترة، عاد مرة أخرى للتعاطي، موضحة: "مكانتش بتسخسر فيه أي حاجة، وبتجيب أي قرض عشان تساعده ويبقى كويس، وخالتي كانت هي اللي بتصرف على العيال، وبتعتبرهم زي عيالها بالظبط، وكانت طيبة جدا.

رسالة إلى القاتل
وتابعت: "أنا شوفته تاني في القسم، وسألته هي عملتلك إية؟ فأجاب قائلا: "عشان بتدافع عن فريدة، وأنا كنت عايز أحرق قلب أم فريدة"

ووجهت "نعيمة" ابنة الضحية، رسالة إلى زوجها القاتل، وقالت: "حسبي الله ونعم الوكيل، أنا عايزة حق أمي وبنتي، وعايزاه يتعدم".

تحقيقات النيابة
كشفت تحقيقات النيابة العامة، بجنوب الجيزة، عن مفاجآت جديدة في واقعة العثور على جثة سيدة  وتدعى "سلمى" في عقدها الخامس من العمر وحفيدتها وتدعى "فريدة" ٩ أشهر، أن وراء ارتكاب الجريمة زوج نجلتها وهو والد الطفلة أيضًا

وأوضحت تحقيقات النيابة، أن المتهم ارتكب جريمته وتخلص من والدة زوجته، انتقامًا منها، لأنها جعلت نجلتها تنفصل عنه

وأفادت التحقيقات، أن السيدة مذبوحة بطعنتين، والطفلة قتلت بصدمها في الحائط وإلقاء الجثتين بداخل إحدى الترع ببولاق الدكرور.

وأمرت النيابة، بالتشريح للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

وكان مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، تلقى بلاغًا بالعثور على جثتي ربة منزل وطفلتها داخل ترعة في دائرة القسم. وبالانتقال والمعاينة، تبين العثور على جثتي كل من "سلمى"، وطفلة وتدعى "فريدة" تبلغ من العمر ٩ أشهر.

وبالفحص تبين إصابتهما بعدة طعنات ذبحية في مناطق متفرقة من الجسم.

وتم نقل الجثتين إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية.

وحرر محضر بالواقعة، وأحيلت للنيابة للتحقيق.