تعرف على المشاكل التي تواجه لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت حتى الآن
يوجه المجتمع اللبناني خلال تلك الفترة العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها من الأشياء التي جعلت المواطن يشعر بعدم الأمان والاستقرار.
وأصبح هذا الشعور مستمر بل زاده بعد الانفجار العظيم الذي حدث في ميناء العاصمة "مرفأ بيروت" في 8 أغسطس 2020 نتيجة مواد متفجرة موجوده في أحد المخازن الكبرى بميناء وما جعل الحكومة تقوم بتقديم الاستقالة، وجعل الوضع اللبناني في أصعب أحواله.
بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الموجودة في البلاد وأدى ذلك إلى تفاقم الضغوط على المستشفيات اللبنانية التي أصبحت غير قادرة على توفير المساعدات والمستلزمات إلى مرض فيروس كورونا، ولذلك أصبح الوضع الصحي صعب جدا.
ماهي المشاكل التي تواجه لبنان بعد الانفجار حتى الآن؟
المشاكل الاقتصادية:
أصبح أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 من قيمتها أمام الدولار، بجانب ارتفاع في الأسعار والتي وصلت 700 المئة.
بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفير السلع الأساسية، وأيضا مغادرة الكوادر الطبية إلي البلاد، وارتفاع حوادث السرقة والقتل.
ومر البنك الدولي، أيضل قائلا إن الأزمة الاقتصادية في البلاد يمكن أن تصنف ضمن أكثر الأزمات الثلاث الأولى في العالم خلال150 عاما.
ونشر المصرف لبنان المركزي تقريرا يقول فيها، إن ديون الحكومة للمصارف تشكل ما يقارب من 25 % من إجمالي الدين بالعملة المحلية، والبالغ حوالي 91 ترليون ليرة (60.4 مليار دولار) بنهاية تلك الفترة، بالإضافة إلى أن معظم ديون الحكومة لأكثر من 70 مصرفا يعمل في لبنان، هي على شكل سندات حكومية اشترتها البنوك في السنوات الماضية.
استكمل التقرير، أن دين الحكومة للمؤسسات غير المصرفية، بلغ حوالي 11.7 ترليون ليرة (7.7 مليار دولار) على شكل سندات خزينة، مشيرا إلى أن مصرف لبنان، هو الدائن الأكبر للحكومة، بمقدار 56 ترليون ليرة (37.2 مليار دولار) بنهاية مارس الماضي.
وكشف بيانات مصرف لبنان، أن الدين العام بالعملة المحلية والأجنبية، تجاوز 97 مليار دولار بنهاية إبرايل الماضي، أي بزيادة 50% عن مستواه البالغ 60 مليار دولار بنهاية عام 2017، نتيجة الاقتراض الضخم وتراكم الفائدة، مشيرة إلى أن الأصول الأجنبية تراجعت إلى حوالي 21.1 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ حزيران عام 2009، والبالغ حوالي 20.5 مليار دولار.
وبناء على ذلك، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداء بقيمة 565 مليون دولار للجهات المانحة لتقديم المساعدة لضحايا التفجيرات، تركزت جهود الأمم المتحدة على: الوجبات والإسعافات الأولية والملاجئ وإصلاح المدارس، كما سيستخدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعض الأموال التي جمعها ماكرون.
المشاكل السياسية:
بعد محاولات كثيرة لتشكيل حكومة بعد استقالة حسان دياب، يعتبر عقبه كبيرة في طريق لبنان حتي وصل إلى تكليف السفير مصطفى أديب بتشكيل حكومة مختصين من أجل تنفيذ خطة للإصلاح وتسلم المساعدات الدولية، ولكن فشل الأمر بعدما لم يصل مع الكتلة البرلمانية إلي حل وبعد شهر تقدم بالاعتذار، ثم بعد فترة تم الاتفاق علي سعد الحريري، بدأ المشاورات ولكن لم يصلوا إلى طريق بعدما بدءت المشورات من أكتوبر 2020 حوله شكل الحكومة هل هي تكنوقراط ام سيأسين ام المختلطة، ثم انتقل الخلاف على حجم الحكومة وذلك لمراعاة التناسب بين تمثيل أغلب الكتل النيابية والحفاظ على الصفة التقشفية من حيث العدد، فتم التنازع بين خيار 18 أم 20 وصولًا إلى 24 وزيرًا، وفي النهاية رفض الرئيس اللبناني ميشال عون، المقترحات التي قدمها الحريري، وأمام مجلس النواب في 18 مايو الماضي تم اتهام الحريري بتأخير تشكيل الحكومة، ولكن قام الحريري بتوجيه الاتهامات إلي الرئيس وفي النهاية لم يشكل الحريري الحكومة وقدم الاعتذار في شهر يونيو.
بعد ذلك تم تكليف نجيب ميقاتي، لتشكيل الحكومة وحصل علي موافقة مجلس النواب وأيضا بجانب الاتفاق مع كل من كتل المستقبل وحزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وسط تفاؤل حذر حول زوال أسباب التعطيل التي كانت قائمة خلال فترة تكليف الحريري، واعتبر البعض أن الرئيس ميقاتي يتسم بالحياد السياسي وعلى علاقة جيدة بجميع الأطراف مما يؤهله لتذليل عقبات التشكيل الحكومي، فيما أبدى آخرون تحفظات على اختياره، غير أن المأزق اللبناني المتجدد قد حتم القبول بخيار ميقاتي كحل أخير قبل تردي الأوضاع الاقتصادية أكثر من ذلك.
وبدأ ميقاتي في التشاور مع الرئيس عون حول ملامح الحكومة المرتقبة، وبدا أن عقبة المحاصصة لا تزال قائمة، فيما برزت عقبة أخرى تتعلق بتمسك الرئيس بحقيبتي العدل والداخلية، وهو أمر غاية في التعقيد نظرًا لتولي هاتين الوزارتين الإعداد للانتخابات النيابية القادمة في مايو 2022، الأمر الذي قد يخصم من نزاهة الانتخابات إذا ما سيطر فريق سياسي واحد على هاتين الوزارتين الحاسمتين في مجريات الانتخابات.
المشاكل الاجتماعية:
يعني المواطن اللبناني خلال الفترة الماضية العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وكل هذه المشاكل ظهرت بشكل كبير بعد الانفجار العظيم الذي حدث هناك.
من هنا أصبح المواطن يشعر بالجوع والعطش والحزن والاكتئاب بسبب الأوضاع السيئة ، مما جعل المواطن اللبناني يريد أن يرحل إلى بلد بها الأوضاع مستقرة، وذلك ما أكد عليها عدد من المتخصصين في مجال علم الاجتماع والنفس أن المجتمع اللبناني سوف يأخذ وقت لعودة من جديد بعد الانفجار إلي حالته الصحية والنفسية والاجتماعية كما كانت.