شهادات "حسان ويعقوب".. القشة التي قصمت ظهر الإخوان
"الغاية تبرر الوسيلة".. ليست فقط قاعدة اتخذتها قيادات الجماعة الإرهابية لتبرير القتل والتحريض عليه بل أيضا اتخذها رموز الدعوة للعنف لدى الجماعة لتبرير دعواتها لشباب الجماعة من أجل الخروج على الدولة وعاودوا استخدامها بعد سقوط جماعتهم للخروج من مأزق المحاسبة.
على مدار ساعتين كشف الشيخ محمد حسان خلال شهادته أمام الدائرة الخامسة إرهاب، عورات جماعة الإخوان الإرهابية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"خلية إمبابة"، حيث خرج عن سكوته وباع الإخوان وكشف عوراتهم، خوفًا من مخالفة قسم الشهادة الذي نطقه أمام المحكمة.
"حسان" وصف الجماعة بأنها كانت دعوية وتحولت إلى جماعة تسعى للسلطة وفشلت في إدارة البلاد وسعت لإراقة الدماء، وأنها لم توفق في حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فكر الجماعة إلى فكر الدولة المتعدد، ولما حصل الصدام بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيش وشرطة وإعلام رفعت شعار الشرعية أو الدماء، ليوضح التناقض االشديد بين أقواله أمام المحكمة ودعواته على شاشات الجماعة الإرهابية قبل 8 سنوات إبان حكم الإخوان لمصر التي كان يدعوا خلالها شباب الجماعة للخروج لمناصرة الشرعية.
شهادة "حسان" جاءت مختلفة وأكثر وضوحًا عن شهادة الشيخ "محمد جسين يعقوب" الذي تعمد مراوغة المحكمة واتخذ سياسة التعميم بديلًا للمكاشفة والوضوح، حيث أنكر انتماءه للتيار السلفي ونشاطه الدعوي، وتبرأ من المتشددين وأفكارهم ودوره في نشر الفكر الجهادي والتشجيع عليه.
الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، قال إنه على الرغم من أن «حسان» شخصية نفعية لاتفكر إلا في الحصول على المكاسب فقط وهو ما أثبتته العديد من المواقف المعروفة في تاريخ الشيخ، إلا أنه كشف حقيقة جماعة الإخوان والتنظيمات المنشقة عنها وأنهم جماعة تكفيرية دعت لسفك الدماء.
وتابع في تصريح خاص لـ«الفجر»، أن «حسان» كان في حالة من الفصام النفسي أمام جرائم الإخوان وداعش ولم يفكر في إدانتها بداية من جرائم بن لادن وتنظيم القاعدة ووصولًا لجرائم الجماعة الإرهابية في مصر والدول العربية في أعقاب سقوط أنظمتهم، متسائلًا "هل كلمة الحق تنطق أمام المحكمة فقط؟".
وتابع أن شخصية حسان النفعية المتملقة هي التي دفعته لدعم جماعة الإخوان وقياداتها إبان توليهم للحكم من أجل أطماعه الشخصية إلا أنه وبعد سقوطهم فلم يعد هناك حاجة لذلك، لتصبح شهادته كـ"القشة التي قصمت ظهر البعير".