في نقل مركب خوفو "صاحب الفرح منسي".. مطالبات بتكريم الحاج أحمد يوسف
نقول فى المثل "في حزنكم، مدعيين، وفي فرحكم منسيين"، وفي مناسبة نقل مركب الملك خوفو تناسينا والتكريم والعرفان لمن كان له الفضل في إعادة هذه المركب التي عثر عليها عام ١٩٥٤ في حفرة عمقها أربعة أمتار ومفككه، إلى ١٢٢٤ قطعة من خشب الأرز، فى كومة من أربعة عشر طبقة فوق بعض لأكثر من ٤٢٠٠ سنة ولولا هذا العبقرى ما رأينا موكب المركب ولفقدت أشياء كثيرة بسبب خطأ فى الترميم أو عدم التوصل لكيفية الترميم فمن هو صاحب الفرح المنسي؟
يقول كبير الأثريين مجدي شاكر، في تصريحات خاصة إلى الفجر، هو صاحب الأصابع الذهبية الحاج أحمد يوسف الذي ولد عام 1912 بحي الدرب الأحمر في القاهرة ، وتخرج عام 1928 من مدرسة الفنون والصنايع، وكان أول دفعته، فعُين معيدًا بالمدرسة وعمل مساعدًا للمثال الشهير محمود مختار.
واشترك معه في إعداد تمثالي سعد زغلول بالقاهرة والإسكندرية ثم انضم لمصلحة الآثار عام 1930 لتبدأ قصة مجده رغم سيطرة الأجانب على مجال الآثار والترميم ومعارضتهم، لإسناد أي مهمة لمصري بل والاستهزاء به ورغم ذلك تحدى الوضع ورمم صندوق مجوهرات أخناتون.
وحينما اكتشف الأثري الأمريكي جورج ريزنر بئر الأثاث الجنائزي، للملكة حتب حرس أم الملك خوفو استطاع أحمد يوسف أعادتها لأصلها حيث المحفة والسرير، والإكسسورات الخاصة بها ومازالت شاهدة على عبقريته، وتعرض فى متحف التحرير في الدور الأرضي.
مما جعل ريزير يعرض على يوسف أن يضاعف راتبه إلى أربعة أضعاف بشرط أن يأخذه معه إلى متحف بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية لمد 6 شهور لترميم بعض القطع هناك، فرد يوسف: "الأثار التي في بلدي أولى"
وعندما تم اكتشاف مركبى، خوفو كانت المركب التي فى الجهة اليمنى أو التى فى جهة الشرق كانت في حفرة مغطاه بـ 41 كتلة حجرية وأبعاد كل كتلة متر ارتفاع وبطول 4.5 متر وسمك 85 سم، وكانت كل كتلة تزن حوالي 18 طن.
وكان عمق هذه الحفرة يزيد عن 4 متر بداخلها وجد قطع من الأخشاب والحبال والحصير والتي تكون تلك المركب في النهاية وكان عدد هذه الأخشاب حوالى 1224 قطعة خشبية مقسمة، وكانت مرصوصة بعناية شديدة داخل الحفرة في 13 طبقة، وأصغر تلك القطع طولها 10 سم وأكبرها 23 متر، وتم تركيب القطع بصعوبة بالغة فكل ذلك العدد من القطع ولم يكن هناك سوى علامات تشير إلى أن ذلك الجزء خاص بقسم من أقسام المركب الأربعة.
ورغم ذلك ذهب فقد الحاج أحمد يوسف إلى ورش صناعة المراكب والسفن فى دمياط ورشيد وغيرها ليرى، كيفية صناعة المراكب رغم أن مركب خوفو لا يوجد بها مسمار واحد وكلها بالتعشيق، والحبال ثم استعرض، مناظر المراكب فى المقابر والنقوش.
ثم بدأ في علاج الأجزاء الخشبية ومعالجتها وإصلاح الأجزاء البسيطة التي قد تأثرت بعوامل الزمن وهي أجزاء بسيطة واستغرق منه ترميم المركب وتجميعها مدة 25 عامًا، حيث صنع نموزج صغير من كل قطعة من المركب وهو نموزج بمقياس رقم 1:10 وعلى أساس ذلك النموزج بتجميع المركب نفسها وإخراجها تحفة فنية تدب فيها الحياه من جديد.
وبعد التجميع وصل طول المركب إلى 43.4 متر وأقصى عرض لها حوالى 5.9 متر وعمقها حوالى 1.78 متر وترتفع المقدمة إلى 6 أمتار على شكل حزمة البردى، أما المؤخرة حوالى 7 أمتار، واحتوت على 10 مجاديف خمسة فى كل جانب وهناك مجدافين فى النهاية مثل الدفة، وكان بالمركب مقصورة داخلية تغظى الأرضية بحصير.
وقال مجدي شاكر كبير أثريين، إن الحاج أحمد يوسف أوصى بأن تُهدى مكتبته لمركز تسجيل الآثار المصرية العامرة بالكتب خاصة عن صناعة المراكب في العالم والكاميرات والأدوات التي كان يستخدمها وبقايا المواد التي كان يرمم بها والكراسات، التى يسجل بها ملحوظاته، أثناء ترميم المركب وأشياء خاصة به وتم ذلك بالفعل حيث نقلت ولكن بعد أن بدأ العمل لتصنيفها وفرستها وعمل دواليب، خاصة بها تم نقلها لمنطقة أثار الهرم.
وطالب شاكر أن يُطلق اسم الراحل على القاعة التي سيتم عرض مركبي خوفو بها، وأن توضع صوره ومقتنايته، أثناء ترميم المركب فى العرض، ويتم عمل فليم تسجيلى من خلال الصور والمواد الفليمية، وعمل جائزة للممرميين المصريين باسمه تكون فى صورة منحة دكتوراة أو مبلغ مالي، ويتم دعوة أولاده وأحفاده يوم أفتتاح المتحف وتكريمهم.
كما طالب شاكر بتغير اسم مدرسة الترميم في الوزارة باسم مدرسة أحمد يوسف، وإخراج مكتبته إلى النور وعمل فهرسة للكتب وعرضها في المكان الذي أهدها له ليستفيد منها طلاب الترميم، وعمل عدد تذكاري لمجلة المجلس تكريمًا له.