ننشر كواليس نقل مركب خوفو.. أين الصحافة والوزير؟.. وسر البث الحصري
نقل مركب خوفو يعد من أهم أحداث 2021 بلا منازع، لأننا لو تأملنا عدد من الأرقام والإعدادات والأحداث لأدركنا مدى الإنجاز الذي صنعه فريق نقل المتحف المصري الكبير بقيادة اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف، صاحب الفكرة، حيث أن ما تم نقله هو ما يقرب من 300 طن، بطريقة مبتكرة، لم يتوصل لها الأمريكان أو اليابانيين.
الحدث غير عادي، ولا يمكن وصفه سوى بإعجاز جديد يُضاف إلى انجازات مصر في المجال الأثري، ولكن هناك كواليس لهذا الحدث تكشف آداء وزارة السياحة والآثار ومكتبها الإعلامي في التعامل معه، حيث أنها لم توفر ضمانات التغطية الإعلامية والصحفية المباشرة التي تليق بهذا الإنجاز، والذي مر دون إلقاء الأضواء وتسليطها عليه، وخلال الأسطر التالية نستعرض أهم تلك الكواليس وراء نقل مركب خوفو.
محافظة الجيزة
الكواليس بدأت بإعلان من محافظة الجيزة عبر بيان لها الخميس، أنه نظرًا لنقل مركب خوفو الأولي غدًا الجمعة، سيتم غلق بعض الشوارع، ونوهت عن الشوارع والمحاور المرورية البديلة، وذلك حتى لا يتعطل أحد في الطريق، وفي نفس الوقت تضمن لنقل المركب السلامة التامة، وبالطبع كان من الغريب صدور بيان نعلم من خلاله بنقل المركب على هامش تحذير المحافظة من غلق الطرق، وكأن حدث المركب هامشيًا.
بيان المحافظة -السليم تمامًا- والذي يعبر عن اهتمامها بعملها في تيسير الطرق للمواطنين، يبدو أنه يكن مقبولًا صدوره في هذا الموعد من الوزارة، حيث طلبت المحافظة بعدها بساعات من أي صحيفة نشرت الخبر أن يتم حذفه، حيث سيتم إرسال بيان آخر صباح غد أي الجمعة، وهو ما فسرته مصادر داخل وزارة الآثار، بأن الوزارة "زعلت" لأنها أرادت أن يكون الاعلان عن موعد نقل المركب من جهتها وليس من جهة المحافظة.
الصحافة والإعلام
الأغرب مما سبق أنه رغم قيمة الحدث، وأهمية الأثر الذي سيتم نقله فإنه لم توجه وزارة السياحة والآثار أي دعوة للصحفيين أو الإعلاميين لحضور النقل وتغطيته، وكأنها تنقل المركب سرًا، وهو ما كانت نتيجته أن كثيرًا من المصريين والمهتمين بالشأن الأثري لم يشعروا بقيمة الحدث، ولا بأهميته، والكثير ظن أنه مذاع عبر الفضائيات وبحثوا عنه ولم يجدوه، وكثرت التكهنات، بل إن بعض المواطنين قالوا أن الحدث تم التعتيم عليه لأن هناك أشياء أخرى ستنقل.
وبما هو معروف عن صحفيي الآثار والسياحة، من اجتهاد وحب لعملهم فقد اجتهد البعض لعمل تغطية تليق بالحدث فاعتلى بعضهم العمائر المرتفعة على مسار الموكب، وقاموا بعمل تغطيات بالصور والفيديوهات التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
وما يؤكد ارتباك آداء المكتب الاعلامي للوزارة في هذا الحدث، أن كثيرًا من القنوات ووسائل الإعلام الأجنبية التي تعمل بشكل رسمي وقانوني في مصر، لم تتوقف كثيرًا أمام عدم دعوتها وبحثت عن وسيلة لتغطية الحدث، وكما فعل المصريون فقد اعتلي مندوبي وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الأجنبية الأماكن والتبات المرتفعة علي مسار الطريق ومنها Cnn، وقاموا بتغطية الحدث، وهو ما سيمثل مشكلة في حالة إذا ما صح الحديث عن بيع حقوق البث الحصري للحدث لقنوات عالمية بعينها.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قام أحد مسؤولي الوزارة بتصوير الحدث (صور وفيديو) وبتعليمات منه تم إرسال الصور والفيديوهات الي صحفيين معينين دون غيرهم، وبالطبع نشروا تلك الصور والفيديوهات، والتي فيها يظهر هذا المسئول الذي يبدو أنه خالف النسق العام ونشر مالا يجب أن يُنشر حسب ما ظاهر الأمر.
أين الوزير؟
حدث في غاية الأهمية ولم يظهر فيه وزير السياحة والآثار ولو في لقطة واحدة، وكان هذا أكثر ما لفت الأنظار وأصبح مادة دسمة لأحاديث دارت حول اختفاء وزير السياحة والآثار وعدم ظهوره تماماً في عملية النقل، وهو ما يتنافى مع طبيعة الحال في مثل هذه الأحداث، حيث من المفترض أن يكون الوزير المختص حاضرًا وشاهدًا ومتابعًا للنقل خاصة إذا كان الأثر فريدًا من نوعه مثل مركب خوفو الأولى، وكان من المفترض على الأقل أن يكون متواجدًا لحظة وصول المركب إلى المتحف المصري الكبير.
أسئلة مشروعة
وفي النهاية نتساءل أسئلة تدور في أذهان الجميع وهي، ما حقيقة بيع حقوق البث الحصري للحدث لقنوات عالمية بعينها وتردد أنها موسوعة جينيس للأرقام القياسية؟.
ما سر عدم دعوة الصحفيين والإعلاميين بسبب إحدى الجامعات اليابانية ومبلغ 10 مليون دولار؟!
ما سر ظهور الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في أغلب فيديوهات وصور الحدث والتي انتشرت علي مواقع
التواصل الاجتماعي؟
لماذا لم يحضر وزير السياحة والآثار الحدث سواء في بدايته أو نهايته؟