هاجم الإخوان وداعش ودافع عن السلفية.. شهادة محمد حسان في المحكمة
استمعت الدائرة الخامسة إرهاب، المنعقدة بمجمع محاكم طره، لشهادة الشيخ محمد حسان، في القضية رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة، والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا، التي يُحاكم فيها 12 متهمًا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بينهم 7 مخلي سبيلهم بتدابير احترازية، و5 آخرين هاربين، والخاصة بأحداث تفجير كمين رمسيس الأمني، واستهداف الخدمة الأمنية المعينة على البنك الأهلي المصري بشارع البطل أحمد عبد العزيز.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا، وغريب عزت، وسعد الدين سرحان، وأمانة سر أشرف صلاح، وأحمد مصطفى.
فيما يلي من سطور، تستعرض "الفجر" أبرز ما جاء في شهادة الشيخ محمد حسان أمام المحكمة:
الإخوان فضّلوا الدماء بدافع الشرعية
وجهت المحكمة سؤالا لحسان عن رأيه في جماعة الإخوان، وهل هم مختلفون عن أهل السنة والسلفيين، فأجاب: "كلهم ينسبون سلفهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويتبنون الجهاد للحصول على الخلافة".
وأوضح حسان، أنه خلال فترة تولي جماعة الإخوان الحكم، كان ينصح لله، وحبا لدينه وحبا لوطنه، وأضاف: "كنت مؤيدا للإخوان، بل وكنت مرشحا لهم بعد أحداث يناير، ظنا مني أنهم من أكفأ الموجودين على الساحة السياسية لتاريخهم الماضي، ثم نصحت على المستوى الخاص والعام".
وقال حسان: "الإخوان في بدايتها جماعة دعوية ثم تحولت في السنوات الأخيرة إلى حزب سياسي تريد الوصول وبالفعل وصل إلى الحكم وتولت رئاسة الوزراء والشعب والشورى وتولت كل المحافظات، ومع ذلك لم توفق الجماعة في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من مرحلة فقه الجماعة لمرحلة فقه الدولة، والقصد من الجماعة لا يعلمها إلا ربي، ولم تستطع أن تنتقل من مرحلة سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى مرحلة سياسة الدولة ذات الطيف المتعدد، ولما حدث الصدام الحقيقي بين الدولة بكل مؤسستها رفعت الجماعة شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أود أن تترك الجماعة وتتخلى عن الحكم.
ولاية سيناء ليست على الطريق الصحيح
كما سألته المحكمة عن جماعة أنصار بيت المقدس، وارتباطها بجماعة الإخوان، فأجاب بأن جماعة بيت المقدس هي الآن المسماة بولاية سيناء، مؤكدًا أن "أنصار بيت المقدس" لم يكونوا على الطريق الصحيح لأنهم يستبيحون الدماء، ويقتلون المواطنين، ويهدرون المنشآت، وأيديهم ملطخة بالدماء، ويعالجون أمنيًا.
وقال حسان: "أنصار بيت المقدس أو من يسمون أنفسهم الآن تنظيم ولاية سيناء بعد تغيير اسمهم، حين يخرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري علينا بتسجيل صوتي بعدما قتل أولادنا من أفراد الجيش ويقول نصا: (لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك)، فهذا ضلال مبين ورب الكعبة، لا أقول هذا إلا ابتغاء رب العالمين".
وتساءل حسان: "الله أمرك بقتل نفس محرمة؟ بقتل إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فالله لم يأمر بالقتل بل قال: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم، وهم إطلاقا ليسوا على الطريق الصحيح، فكيف يكونون على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المعصومة للذين يعيشون، هذا سوء فهم خطير".
الدواعش هم خوارج العصر
ووجهت المحكمة سؤالا لحسان عن تنظيم داعش الإرهابي، فقال إنه تنظيم جديد متفرع من تنظيم القاعدة، واستقل عنه في 2014، وبرر التفرع بأن تنظيم القاعدة تنظيم "وحشي" يستحل دماء من يخالفهم، ومعالجته تحتاج إلى جهود جماعية وليس جهود دولة وحدها، بل لا بد من التكاتف الدولي لمواجهة هذه الجماعات.
كما سألته المحكمة الشيخ محمد حسان، عن رأيه في قول بعض المتهمين، في التحقيقات، إن تنظيم داعش يدعو لتوحيد المسلمين في خلافة واحدة، وأن حدوث عمليات إرهابية هو من قبيل الجهاد في سبيل الله، فأجاب بأن هذا القول قولا مخالفا للقرآن والسنة، وهو ينشر عن سوء فهم وسوء قصد للكتاب والسنة، وأضاف: "أقول لهم ارجع إلى الحق واعلم بأن الدماء المحرمة للمسلمين والمعصومة، ورب الكعبة لو استمعت لوعيد الله ورسوله فيها لفكرت ألف مرة قبل أن تزهق دم مسلم بغير سند شرعي، وأما الدواعش فهم خوارج العصر".
المنهج السلفي بعيد كل البعد عن التكفيريين
ودافع حسان، عن المنهج السلفي، مؤكدًا على أن مُحاولات ربطه بالفكر التكفيري أمر غير صائب، على حد قوله.
وقال حسان: "الفكر التكفيري لا علاقة له إطلاقًا بمنهج السلف الصالح، فهم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيري".
وأشار حسان إلى أن السلفية الجهادية كانت مُصطلحا أطلقه عبد الله عزام، وأطلق المُسمى ليضم كل من ينتسب للسلفية للجهاد في أفغانستان ضد السوفييت.
رسالة لشباب الجماعات الإرهابية
وقال الشيخ محمد حسان إنه بصفته مسلما يغار على دينه، فلا بد أن يكون هناك مواجهة أمنية للأفكار المتطرفة التي نالت من شبابنا، والذين خرجوا من رحم الجماعات المتطرفة، ووجه نصيحة لهؤلاء الشباب، قال فيها: "ارجعوا إلى رب العالمين والقرآن والسنة".
فيديو الجهاد وموقفه من الشيعة
وعرضت المحكمة مقطع فيديو بعنوان: "الشيخ محمد حسان يؤكد وجوب الجهاد"، والمتضمن حديثا للشيخ محمد حسان في مؤتمر الصالة المغطاة لدعم سوريا، الذي أقيم في عهد جماعة الإخوان، والذي ردد فيه حسان "أن المتواجدين والحضور أكثر من 70 منظمة اتفقوا جميعا على وجوب الجهاد بالنفس والسلاح، وأناشدكم أنتم وأخوانكم من حكام وملوك الدول الإسلامية والعربية أن تتحركوا قبل فوات الآوان قبل أن نعرض الأمة وشبابها لمحنة لا يعلمها إلا الله"، كما سألته المحكمة، عن حديثه في المؤتمر حين قال: "لا تفتحوا أبواب مصر للرافضة" بمن يقصد الرافضة، فأجاب بأن الرافضة هم الشيعة، وأن خطابه بوجوب الجهاد هو للدول وليس للشباب، مضيفا: "أنا لست صغيرا كي أتحدث للشباب عن الجهاد".
وأكد حسان أن "بعض الشباب استندوا في إباحة أفعالهم على ما كانوا يسمعونه من شيوخ ومنهم هو نفسه، وشدد على أن العيب في إساءة الفهم من السامعين"، مضيفا: "يُساء فهم الشيخ والداعية، فكم من أباء أفاضل في كثير من البيوت يُوجهون توجيه صحيح مُنضبط، وينحرف ابن هنا أو هُناك، ليس معنى ذلك أن الوالد قد قصر"، وضرب مثالًا بعلاقة نوج بابنه وسيدنا محمد مع عمه أبي طالب.
اعتلاء المنابر والتصدي للدعوة بغير علم
وقال الشيخ محمد حسان: "لا يجوز أن يسيطر الشباب وصغار السن على المساجد والزوايا الصغيرة، ويعقدون فيها اجتماعات، ويتدارسون فيها أخطاء، ولا يجوز لي أن أدخل إلى منبر دون أن أستأذن من شيخ المسجد، وأنا قلت مرارا لا يجوز لأي أحد أن يتصدى للدعوى العامة في الفضائيات والمنابر إلا إذا كان أهلا لذلك، وعلى غرار الحجر الصحي كنت أول من طالب بالحجر الدعوي".
الأزهر هو صمام الأمان لكثير من شبابنا
وفي معرض حديثه عن الأزهر الشريف، قال حسان إن الأزهر قامة وقيمة، ويجب على الأمة أن ترفع شأن الأزهر، لأنه صمام أمان لكثير من شبابنا، فالطعن فيه لإسقاط مكانته العلمية والتاريخية حتى يبرز الكثير ممن يسيطرون على شبابنا".
وأضاف حسان: "أنا أحب الأزهر، والشيخ أحمد الطيب حفظه الله يعلم عني ذلك، وأحبه وأقدره، والله ما جلست مجلس علم يوما ما ودخل على رجل أزهري إلا وتركت مقعدي له".
وتابع حسان: "بكل أسف لم أدرس في الأزهر، بل درست في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وانتفعت بذلك في الدعوة، وحصلت على الدكتوراة بإشراف كوكبة من علماء الأزهر".
