حوار كامل مع "اللواء عاطف مفتاح" يكشف عن أسرار نقل مركب خوفو.. ومتابعة الرئيس
تصريحات خاصة من اللواء عاطف مفتاح عن نقل مركب خوفو من الهرم إلى المتحف
اللواء عاطف مفتاح.. قبلنا تحدي نقل مركب خوفو رغم تحذيرات الأمريكان واليابانيين
يعد حدث نقل مركب الملك خوفو من هضبة الأهرامات في الجيزة، إلى المتحف المصري الكبير حدثًا استثنائيًا في تاريخ مصر، وعلامة من علامات الإنجازات الأثرية التي حققها المصريون بأياديهم، وتحاورت بوابة الفجر الإلكترونية مع اللواء عاطف مفتاح المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، تليفونيًا والذي كشف عن أسرار هذا النقل وابطاله الحقيقيين، فإلى نص الحوار.
في البداية هاتفنا اللواء عاطف مفتاح، وهو لا يزال في قلب الحدث، وكان أول ما بدرنا به المشرف على المتحف الكبير، هو تهنئة على هذا الإنجاز، حيث قال: "الأن نستطيع أن نقول مبروك كاملة" فالمركب وصلت بأمان إلى مكانها، بمعامل اهتزاز صفر، وبأخطاء صفر %"
كيف كانت البدية؟
"عرضت الأمر على الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أبدى موافقته على فكرة مشروع النقل، ووجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، بتذليل كل العقبات، وبذل كل الجهود لتحقيق الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع"
ما هي حجم المخاطرة؟
"المخاطرة هنا أن المركب تم دراسة نقله عدة مرات من عدة جهات هي الأكبر في العالم بمجال نقل الآثار، ووصفوا مشروع النقل بأنه مخاطرة عالية، مع التوصية ببقاء الأثر في مكانه حفاظًا عليه، منها معهد بول جيتي الأمريكي وشركة أخرى يابانية عالمية، إضافة لدراسات المجلس الأعلى للآثار السابقة، ولكن فركتنا كانت مختلفة"
ما هي الفكرة؟
"الفكرة أننا عملنا على نقل المركب بالقاعدة الحاملة للمركب، بمعنى أننا لم نقترب من الأثر ولم نمسه، بل تعاملنا مع تلك القاعدة الحاملة، وصنعنا كوبري حديدي، ونفق، بحيث تم سحب القاعدة التي تحمل المركب، وبذلك لم يُمس الأثر، بل إن حقيقة الأمر أنه لم يتحرك بل القاعدرة هي التي تحركت، والفكرة مبتكرة ومن تنفيذ المتحف المصري الكبير"
"وللتوضيح بشكل أكثر تفصيلًا، فقد تم زراعة كامرات حديدة أسفل القاعدة، وتم وضع 2 قضيب معدني يشبه قضيب القطار، ثم تصنيع الهيكل المعدني الحامل والواقي للمركب، ثم بعد الانتهاء تم إنشاء 6 كباري معدنية بطول 70 متر، تتحمل أوزان تصل حتى 600 طن للمتر المسطح، وتشكل مع الهيكل الحديدي نفقًا، دخلت من خلاله العربة لتحمل القاعدة الحاملة للمركب، ثم خرجت وهي تحملها، مع نسبة تأمين 100 %، ونسبة خطأ 0 %"
من المشاركين معكم من وزارة السياحة والآثار؟
"الفريق الذي عاون من وزارة السياحة والآثار، معاونة حقيقية ملموسة على أرض الواقع، هو فريق الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، حيث عملنا لمدة كبيرة على تنفيذ الفكرة، وإخراجها للنور"
العربة التي حملت المركب من أين؟
"لما عرضت الأمر على الرئيس، وطلبت هذه العربة الخاصة وهي بلجيكية الصنع، أمر بتوفيرها فورًا، والعربة بلجيكية، وسائقها بلجيكي، وعاونه فريق مصري كامل، وهو فريق المتحف المصري الكبير"
ما هو حجم المركب المنقول ووزنها؟
"حتى يمكننا تشبيه الأمر، فقد نقلنا عمارة 13 طابق بعرض 3 طوابق على جانبها، بوزن 300 طن، تم تحريكها هذه المسافة، بفترة عمل فعلية 72 ساعة، تخللتها فترات راحة، للحفاظ على تركيز الفريق، وتم ذلك بعد اختبارات بالغة التعقيد منها إدخال عربة محملة بلوكات لاختبار الكباري المعدنية، وتم بناء كوبري معدني داخل ما يشبه النفق لإخراج المركب بأمان، حيث بلغ وزن العربة بالحمولة 300 طن، وقد اكتشفنا عدد من السلبيات ومنها أن المركب في مكانه القديم كان معرض للانزلاق، حيث أن المصطبة كانت مهترئة والمسامير تقارب على الفك"
كم استغرقت الرحلة وما هي مراحلها؟
"الرحلة الإجمالية 27 شهرًا من العمل الدؤوب المتواصل، في تدعيم المصطبة وعمل الكباري المعدنية وتجهيز العربة وعمل التجارب والاختبارات، حتى وصلنا إلى مرحلة النقل، والتي انقسمت لـ 3 مراحل كبرى، الأولى، إخراج المركب من مكانها القديم، رحيل العربة من الهضبة إلى المتحف، ثم إدخالها لمكانها الجديد، وكل مرحلة تمت في يوم، مرحلة الإخراج استغرقت 6 ساعات يوم الخميس 5 أغسطس، ثم مرحلة التحريك للمتحف الكبير استغرقت 9 ساعات يوم الجمعة 6 أغسطس، ثم مرحلة الرفع والوضع في مكانها الجديد واستغرقت 3 ساعات، اليوم السبت 7 أغسطس"
هل هناك من مراحل متبقية؟
"كانت تواجهنا عدد من التحديات الرئيسية، بلغ عددها 18 تحديًا، أتممنا منها 16 ويتبقى تحدين كبيرين، الأول بناء المتحف حول المركب ووزنه 700 طن حديد، الثاني فك الحاوية من حول المركب، وهما التحدين الأخيرين"