"مريم البتول".. تعرف على الأصل التاريخي لصوم السيدة العذراء

أقباط وكنائس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء خلال الفترة من 7 أغسطس وحتي 22 منه ؛ ولهذا الصوم أهمية كبيرة عند الأقباط نظرا لما تمثله السيدة العذراء من مكانة خاصة في قلوب الأقباط فهي الأم الحنون؛ الشفيعة الأمينة لجنس البشرية؛ كلية الطهر والقداسة؛ أم المخلص؛ أم النور؛ الملكة أم الملك؛ ستنا مريم.... إلخ.


أما عن الأصل التاريخي لصوم السيدة العذراء فقال الباحث ماجد كامل: تعددت الآراء وتنوعت نذكر منها:-
1- يوجد رأي يقول أن السيدة العذراء نفسها هي التي أسست هذا الصوم؛ فبعد صعود السيد المسيح إلى السماء، واظبت السيدة العذراء على الذهاب إلى قبر السيد المسيح تتعبد وتصلي هناك؛ فكانت يتبعنها عذارى كثيرات اتخذن منها أما ومرشدة؛ وهذه شكلت جماعة من المتعبدات عرفن بـ"عذارى جبل الزيتون" عشن حياة الرهبنة والصلاة والمواظبة علي الصلاة والصوم، ومن هنا عرف بصوم السيدة العذراء لأن السيدة العذراء نفسها هي التي صامته.

تابع " كامل " فى تصريحات خاصة لبوابة الفجر: رأي آخر يقول أن السيدة العذراء تنيحت "أي توفيت" في يوم 21 طوبة وكان يبلغ عمرها حسب تقليد الكنيسة القبطية حوالي 59 سنة ؛ وبعد أن دفن الآباء الرسل جسدها الطاهر في القبر في منطقة تدعي الجثسمانية وهي تقع بجوار جبل الزيتون؛ ظلوا يسمعون أصوات صلوات وترتيل الملائكة صاعدة من القبر لمدة ثلاثة أيام؛ ولكن لاحظوا أنه في اليوم الثالث أختفت أصوات هذه الترانيم، فرجعوا من القبر إلى منازلهم؛ وبينما هم في الطريق تقابلوا مع توما الرسول "وهو الرسول الذي شك في قيامة السيد المسيح وقال إن لم ألمس مكان المسامير وأثر الحربة لن أصدق حتي ظهر له السيد المسيح أراه يديه وجنبه وشاهد أثر المساميرفصدق وآمن"، فقال له التلاميذ أين كنت؟ ولماذا تأخرت؟؛ فلقد تنيحت العذراء؛ فطلب توما أن يعود إلي القبر ويتبارك منه؛ فعاد توما ومعه الآباء الرسل إلي القبر؛ ولما فتحوا القبر لم يجدوا الجسد الطاهر؛ ولكن خرجت رائحة بخور زكية من القبر؛ فخطر على فكر التلاميذ لأول وهلة أن اليهود قاموا بسرقة الجسد من القبر؛ فلما رأي توما الرسول حزنهم طمئنهم قائلا بينما وأنا راجع من بلاد الهند رأيت جسد العذراء محمولا علي أجنحة الملائكة.

وفي التقليد القبطي أن توما الرسول شاهد هذه الرؤيا في المنطقة المعروفة حاليا بدير العين فوق جبل أخميم، فهنا قرر الآباء الرسل أن يصوموا حتي يظهر لهم الله سر اختفاء جسد العذراء؛ فصاموا وصلوا لمدة خمس عشر يوما حتى شاهدوا في نهاية المدة جسد السيدة العذراء محفوظا في السماء عن يمين السيد المسيح تحوطهما الملائكة ورؤساء الملائكة وكانت هذه الرؤيا في يوم 16 مسري الموافق 22 أغسطس وهو عيد صعود جسد السيدة العذراء بعد صوم مدته 15 يوما كما ذكرنا في مقدمة المقال.

مضيفا: ويلاحظ أن الأقباط الأرثوذكس يصومون صوم السيدة العذراء خلال الفترة من 1 – 16 مسري من الشهر القبطي وهو يوافق من 7 – 22 أغسطس من الشهر الميلادي، بينما تحتفل الكنيسة الكاثولوكية بصوم السيدة العذراء خلال الفترة من 1 – 15 أغسطس من كل عام، ولعل هذا الأسبوع الفرق يرجع إلى اختلاف التقويم الشرقي والغربي.