"مضربان وكرة".. راكيت الإسكندرية على شاطئ المحروسة (فيديو وصور)
لعبة قديمة نُسيت لفترة من الزمان، واشتهرت بها شواطئ الإسكندرية على مر السنوات الماضية، فهي ليست مجرد لعبة بل مصدرًا للبهجة والسعادة والمرح، ويصل عمرها لـ ٧٠ عامًا.
لعبة "الراكيت"، التي تناقلتها الأجيال حتى أصبحت أول رياضة يسمح باللعب بها داخل الشواطئ، وبرغم من اندثارها إلا أنه حاول عدد من الشباب إحياء تلك الرياضة من جديد، داخل أشهر ملاعب "الراكيت" القديمة بالإسكندرية "ملعب الطاحونة" بشاطئ إسحاق حلمي.
افتتاح أول ملعب
وقال "كرم الليبي" من فريق محترفين الراكيت بالإسكندرية "للفجر": افتتحنا أول ملعب رسمي الراكيت في جمهورية مصر العربية، وذلك بمساعدة اللواء جمال رشاد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، والمخابرات، وحرس الحدود، ولولا موافقة تلك الجهات لما إستطعنا أن ننشئ الملعب، فوضع الأعمدة والشباك يحتاج لإذن، فخاطبنا الجهات المختصة التي رحبت كثيرًا بالفكرة.
وتابع "لعبة الراكيت" خارج مصر لها بطولات، وكان يعتبرها المصريون لعبة ترفيهية عبارة عن مضرب وكرة، ونظرًا لعدم وجود إتحاد لها فتعتبر بلا قيمة، ونحن أردنا أن يصبح لها قيمة كبيرة عن طريق تطوير اللعبة، وإعادة إحياء الجذور ليلعبها الكبار والصغار، وكذلك السيدات فأصبحت بالنسبة لنا أسلوب حياة.
وأضاف الليبي، أن المكان "بشاطئ الطاحونة" يسمح بوجود لاعبين محترفين، ولاعبين مبتدأين، ولاعبين من أجل الترفيه أو هواة، ونحن نُعلم وندرب جميع الفئات العمرية، ومن يريد المشاهدة فقط يمكنه ذلك، والملعب مفتوح للجميع.
شراء كاميرا للتصوير
وتابع نحن نسعى جاهدين لتطوير اللعبة، وبدأنا في ملعب "الطاحونة'' لأنه الملعب الرسمي للعبة "الراكيت"، والذي بدأ فيه تاريخها، وذلك مع الكابتن محمد رمضان مؤسس لعبة الراكيت على شواطئ الإسكندرية، هو من علمنا أصول اللعب.
وأضاف الكابتن "عمر أنور" الشهير بـ"بعمر طاحونة" أحد مؤسسي ملعب الراكيت «بشاطئ إسحاق حلمي»، ومن فريق الإسكندرية المحترفين للعبة الراكيت "للفجر": في عام ٢٠١٢ قمت بشراء كاميرا لتصوير فيديوهات للعبة الراكيت ونشرها على السوشيال ميديا، ليتعرف لها الأجيال الجديدة، ولإعادة إحياءها من جديد، وانتشر الموضوع بشكل كبير.
وتابع بدأنا في البحث عن ملعب رسمي للعبة، بسبب كثرة عدد اللاعبين الجدد، وعودة اللاعبين القدامى من جديد، وكان الجميع يظن أن اللعبة إندثرت ولكنها عادت إلى مكانتها من جديد.
وقال "طاحونة" كان لدينا في المحافظة ملاعب ولكن كانت بطريقة عشوائية وغير منظمة، وكان يتم الإتفاق مع مستأجري الشاطئ ولكن لم يكن يسمحوا باللعب بإستمرار، فقررت مع زميلي كرم أن نعيد اللعبة في ملعب الطاحونة خاصة أنه كان سبب لوجود أجيال كثيرة جدًا، وذهبنا لمستأجري الشواطئ فقال لنا أنه يريد موافقة من اللواء جمال رشاد، ومن غفر السواحل، مضيفًا فور إبلاغ اللواء جمال بالفكرة وافق عليها على الفور وساعدنا كثيرًا، وحدد معنا الملعب واستخرج لنا التصريحات، أما الشباك والمعدات كانت من المجهودات الذاتية.
وتابع جاء لنا ممثلين من المحافظة لمتابعة تعميم الفكرة على باقي الشواطئ، وأن يكون في كل شاطئ جزء خاص بالألعاب الرياضية سواء كانت راكيت أو كرة طائرة أو أي لعبة شاطئية، وسيتم الإتفاق مع كل مستأجر شاطئ لتخصيص قطعة أو مساحة صغيرة للرياضيين، وهي فكرة جيدة نظرًا لكثرة أعداد لاعبي الراكيت ونحتاج لمكان ومساحة تسع الجميع.
انتشار الفيديوهات على السوشيال ميديا
وأشار عندما قمت بنشر الفيديوهات الخاصة باللعبة على السوشيال ميديا، لاقت تفاعل كبير من الناس، وأصبح الجميع يشارك، وبعض الأشخاص ملتزمين بملاعب أخرى، واليوم الجمعة نظرا لارتفاع درجة الحرارة، ويوم عطلة للكثير، فيوجد هنا أكثر من لاعب.
وتابع هنا الفكرة بين أن يكون هناك فرق بين الملعب العشوائي، والملعب المرخص بتصاريح، فالملعب المرخص سواء كان المكان مزدحم أو غير مزدحم فأنت داخل مكان مخصص للعبة الراكيت ولديك شباك ومضارب خاصة، والمكان آمن عكس شواطئ أخرى في يوم الجمعة، أما باقي الأيام فكل لاعب يكون قريب في المكان الأقرب له.
وتقول السيدة "فاطمة علي" إحدى المشاركات في لعبة الراكيت على الشاطئ «للفجر»: أمارس تلك اللعبة منذ عام، وزوجي في الأساس لاعب في الطاحونة، وساعدني في التعلم منه كيفية اللعب حتى تمكنت من السيطرة على الكرة والمضرب، وأصبحت اللعب مع المحترفين، حتى حدثت لي حادثة في ذراعي الأيمن ولم أستطع اللعب لمدة ثلاثة أشهر.
وأضافت حاولت اللعب بذراعي الأيسر وأتدرب على الكرة به، حتى يتم شفائي فحبي للعبة جعلني أستمر، وهي لعبة ممتعة، ولا أستطيع الإبتعاد عنها، وكنت اللعبها في صغري، وأصبح زوجي يدربني عليها يوميًا تقريبًا.
وتابعت بالنسبة لمكان الملعب فهو ممتاز ومساحته كبيرة، وبذلوا فيه مجهود رائع وكبير ليكون مناسب للعبة الراكيت، وهو معترف به ومكان قديم ومعروف في الإسكندرية، وهو أساس الراكيت، ولا تواجهنا فيه أي مشاكل، وأصبحت هواية بنسبة لي.
ويضيف "علي السيد" أحد أقدم لاعبي الراكيت بالإسكندرية، عمري ٦٥ عام واللعب اللعبة من سنة ١٩٧٣ في منطقة أبي قير، وفي وقت من الأوقات أخذتني ظروف الحياة ولم أستمر في اللعب، وعندما عدت مرة أخرى وجدت "الطاحونة" قد بدأت في منطقة سيدي بشر، وكنت اللعب وأستمتع معهم، وكنت الأب الروحي لهم، من بعد الكابتن "محمد رمضان"، وهي لعبة ممتعة وجميلة.
وتابع آتي مع زوجتي ٤ أيام في الأسبوع تقريبًا، وهناك أوقات أستأذن من عملي للذهاب للعب، لذلك فهي لعبة ممتعة والجميع يدمنها، وعند عودتي لها وجدت الجميع قد إحتضنني وفرحوا بوجودي، وتعرفت على جميع لاعبي الراكيت الجدد والقدامى.
واضاف أشكر إدارة الشواطئ وسيادة اللواء جمال رشاد على تخصيص هذه المساحة لنا، فهي مناسبة للعب بنسبة لباقي الشواطئ فهي أصغر حجمًا، والمكان في شاطئ الطاحونة قديم ومعروف وهو أساس اللعبة.
وأشار أن المكان قد جمع جميع الوظائف، وجميع الأطياف، تحت مسمى" إحنا بنلعب راكيت"، فلا نسأل من أنت أو ما هي مهنتك كلنا نلعب، وقمت بتعليم زوجتي اللعبة، حتى أصبحت محترفة في اللعبة، وتحبها كثيرًا.
جدير بالذكر أنه قد افتتح اللواء جمال رشاد رئيس الادارة المركزية للسياحة والمصايف بالاسكندرية منذ قليل أول ملعب لكرة الراكيت علي شاطى إسحاق حلمي والمعروف بملعب الطاحونة نسبة إلى منطقة الطاحونة التي كانت أساس لعبة الراكيت فى الإسكندرية بجوار شاطئ سيدى بشر.
ما هي لعبة الراكيت؟
وترجع أصول لعبة الراكيت إلى وجود الإحتلال البريطاني بالإسكندرية، حيث نقل الضباط أصول اللعبة إلى عدد من الأطفال الذين كبروا على ممارستها، ونقلوها لأجيال تلو أجيال حتي أصبحت الرياضة الأولى على شواطئ الإسكندرية، وفيما مضى كان يقام مهرجان دوري يستقطب جميع اللاعبين من الإسكندرية ومحافظات أخرى، واختفت اللعبة لعدة سنوات مع توسيع طريق الكورنيش وتقلص مساحات الشواطئ.