تركيا داعمة للإرهاب.. تقرير يفضح إيواء حكومة أردوغان للمتطرّفين ورعايتهم

عربي ودولي

بوابة الفجر


اعتبر الباحث لدى مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات توماس جوسلين أن العقوبات الجديدة المفروضة على تركيا تُذكّر بصلات البلاد البغيضة بعالم الإرهاب السفلي.

 

ورأى أن وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين أعلنتا،  سلسلة من التصنيفات والعقوبات التي تستهدف جهات سيئة متعدّدة في الحرب السورية. وتهدف العقوبات المالية إلى تقييد تدفّق الأموال إلى المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في حرب مضى عليها حوالي عقد من الزمان.

 

وفرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على العديد من السوريين المسؤولين عن الإشراف على آلة القتل الجماعي والتعذيب.

 

وتهدف بعض العقوبات إلى الحدّ من موارد المتطرّفين والجهاديين المدعومين من تركيا، العضو في"الناتو" والذي طوّر شبكة من الاتصالات البغيضة في عالم الإرهاب السفلي.

 

وفي حالة هيئة "أحرار الشرقية"، وهي جماعة متطرّفة لعبت دوراً رئيسياً في التوغّلات العسكرية التركية في شمال سوريا.

 

 

عاقبت واشنطن "أحرار الشرقية" لتورّطها "في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصّة من المدنيين"، مع "منع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم". وتسيطر الهيئة على مجمع سجون كبير خارج حلب، حيث تمّ إعدام المئات منذ عام 2018. كما خطّطت لسلسلة من عمليات الخطف مقابل فدية "استهدفت شخصيات تجارية ومعارضة بارزة من محافظتي إدلب وحلب". ومن بين ضحايا "أحرار الشرقية" هفرين خلف، الشخصية السياسية الكردية التي اغتيلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

 

ولطالما عُرف أن تركيا رعت "أحرار الشرقية". وأصبحت الهيئة ملجأً لمقاتلي تنظيم "داعش" السابقين بعد انهيار ما يسمى بالخلافة.

 

وأشارت وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن "أحرار الشرقية" قامت "بدمج أعضاء داعش السابقين في صفوفها". وأشرف أحمد إحسان فياض الهايس (المعروف باسم "أبو حاتم شقراء")، زعيم المجموعة، على دمجهم. وأقسم "عدد من مسؤولي داعش السابقين" بالولاء للهايس ثم تولوا أعمال "الفدية والابتزاز".

 

ولا يزال بعض الأعضاء السابقين لـ "داعش" يخدمون رائد جاسم الحايس، القائد العسكري لـ "أحرار الشرقية". من بين مقاتليه عضو سابق في وحدة "داعش" المعروفة بتعذيب المدنيين.

 

وعلى الرغم من أن "أحرار الشرقية" ليست "داعش"، إلا أنه من الواضح أن أجندتها الإسلامية قريبة بدرجة كافية من خطّة الخلافة السابقة، حيث وجدت كوادر "داعش" بسرعة موطناً جديداً داخل الجماعة.

 

 

 

 

 

وليست "أحرار الشرقية" الجماعة المتطرّفة الوحيدة التي حظيت بدعم تركيا. ففي تصنيف منفصل، حدّدت وزارة الخزانة الأمريكية حسن الشعبان على أنه رجل "القاعدة". وأثناء عمله على الأراضي التركية، أشرف الشعبان على شبكة مالية تنقل "الأموال من شركاء عبر شمال أفريقيا وأوروبا الغربية وأمريكا الشمالية". ويتمّ تحويل تمويل "القاعدة" هذا عبر حسابات في تركيا لدعم "المجاهدين" في سوريا.

 

 

 

كما يعمل فاروق فوركاتوفيتش فايزيماتوف، الرجل الذي يموّل "القاعدة" والمُقيم في تركيا، في "هيئة تحرير الشام". ويُسمح له بتجنيد و "التماس التبرّعات" لـ "هيئة تحرير الشام" داخل تركيا، على الرغم من أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وحكومة رجب طيب أردوغان قد صنّفت هيئة "تحرير الشام" كمنظمة إرهابية.

 

 

 

ولا شيء من هذا يُثير الدهشة. فمنذ سنوات، توثّق فروع الحكومة الأمريكية موقف تركيا المتساهل تجاه تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

 

 

 

في يناير (كانون الثاني)، على سبيل المثال، ذكرت وزارة الخزانة أن "داعش" يواصل الاعتماد على "مراكز لوجستية" في تركيا. وتربط هذه المحاور، الموجودة في تركيا، شبكة "داعش" المالية في العراق وسوريا بنقاط أخرى حول العالم.

 

 

 

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية الشقيقين إسماعيل وأحمد بايلتون على لائحة الإرهاب، لدورهما كـ "وكلاء مشتريات" لتنظيم "داعش". يوُقيم الأخوان في تركيا ويملكان أعمالاً تجارية على طول الحدود السورية. ويُزعم أن هذه الشركات تعمل كواجهات لـ "داعش" لنقل الأموال وتأمين الإمدادات.

 

 

 

وفي وقت سابق من عام 2019، صنّفت الحكومة الأمريكية أعضاء في شبكة "الراوي" العاملة في تركيا والتي ساعدت أصلاً نظام صدام حسين على التهرّب من العقوبات، وأصبحت جهازاً مالياً أساسياً لتنظيم "داعش".

 

في عام 2017، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن جهاديًا آخر، سالم مصطفى محمد المنصور، قد انتقل إلى تركيا بعد أن شغل منصب "الأمير المالي" لتنظيم "داعش" في الموصل. كما تمّ فرض عقوبات رسمية على وسطاء آخرين في تركيا.

 

وغالبًا ما تعلن القوات الأمنية التركية عن مداهمات لخلايا جهادية. ولكن في أغلب الأحيان، يبدو أن تركيا هي ملاذ آمن للإرهابيين.

 

موسى والإسلامبولي

 

في أبريل (نيسان) 2016 ، على سبيل المثال، قتلت الولايات المتحدة إرهابياً معروفاً على صلة بـ "القاعدة"، يُدعى رفاعي أحمد طه موسى في سوريا. عمل موسى مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري منذ الثمانينيات. وقد تمّ ربطه بعدد من المؤامرات الإرهابية الدولية. تتبّعت المخابرات الأمريكية عن كثب موسى أثناء عبوره الحدود من تركيا إلى محافظة إدلب السورية. وثبت أن قرار موسى بمغادرة تركيا مكلف، إذ سرعان ما تم قتله بعد أن وطأت قدماه الأراضي السورية.

 

 

 

قبل وفاته، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور موسى مع رفيقه في السلاح محمد الإسلامبولي. وتمّ تصوير الاثنين في مناطق التسوّق مع تركيا. الإسلامبولي هو شقيق قاتل الذي الرئيس المصري أنور السادات عام 1981. وهو أيضاً زعيم معروف لـ "القاعدة". وقبل الانتقال إلى تركيا، عاش لسنوات في إيران. وفي مرحلة ما، احتفظ الإسلامبولي بصفحة على فيس بوك، وثّقت رحلاته إلى مواقع مدنية مختلفة داخل تركيا. على عكس موسى، من المحتمل أن يكون الإسلامبولي لا يزال على قيد الحياة.

 

 

 

وخلص جوسلين إلى أنه كما تُوضح الأمثلة أعلاه، فإن تركيا حليف إشكالي للغاية للولايات المتحدة وأوروبا. وقد شبّهها البعض بباكستان، وهي دولة أخرى متحالفة اسمياً مع الغرب، لكنّها تؤوي المتطرفين أيضاً. ومثل باكستان، فإن التحديات التي تفرضها ازدواجية تركيا لن تختفي في أي وقت قريب.