بعد محاولات التراجع.. حركة النهضة التونسية تواجه انقلابًا إخوانيًا
حالة من الصدام شهدتها حركة النهضة التونسية بين قيادات الحركة ذاتها وشباب الجماعة من ناحية أخرى، ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحركة التونسية راشد الغنوشي، تراجعه عن تصريحاته السابقة بشأن قرارات الرئيس قيس سعيّد، فوصفها بالفرصة المتاحة أمام الإصلاح بعدما اعتبرها "انقلابا" في وقت سابق، اجتاحت حالة من عدم الرضا تكوين الجماعة في تونس.
ففي أعقاب اجتماع متوتر لقيادات النهضة، شهد انسحاب عدد من قيادات الحزب خلاله، ارتفعت موجة الانقسام بين أبناء إخوان تونس حيث دعت قيادات بارزة في مقدمتها سمير ديلو وعبد اللطيف المكي إلى إقالة الغنوشي وتحمل النهضة مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلاد.
في الوقت ذاته ثرت حالة من الغضب بين شباب التنظيم الدولى ظهرت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، أعربوا خلالها عن عدم قبولهم لإجراءات الغنوشي في تونس واصفين تعاملهم مع الأزمة بـ "الفشل".
عصام تليمة أحد عناصر الجماعة الإرهابية الهارب من مصر، قال في تدوينة له "ان رجب أبو مليح القيادي الإخواني يطالب الآن باتخاذ خطوات للخلف فقط عندما جاءت مشكلة تونس بينما سعادته كان أحد كهنة الفساد ممثلة في محمود حسين وفريقه، فجأة أفاق وأصبح ينظر للمراجعات "
وتابع " قم سعادتك أولا بمراجعة مواقفك والتي كانت كلها فيما سبق مع التسلط التنظيمي وضد مبادرة الإصلاح في الجماعة، ومنتظرين مراجعاتك يا دكتور في تأييدك لكل جمود وضد الإصلاح، حتى تكون توبتك نصوحا".
عمرو فاروق الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أكد أن جماعة الإخوان تعيش أسوأ مراحلها التاريخية منذ تأسيسها على يد حسن البنا، إذ إن معظم الأزمات التي لحقت بها تدور في فلك الصدام والصراع مع النظم السياسية، إلا أنها الآن في موضع مختلف، خاصة مع سقوط أنظمتها في معظم الدول العربية لتضرب الخلافات صفوفها الداخلية وأصبح التناحر فيما بين أعضاذها السمة الغالبة
وتابع في تصريحات خاصة لـ "بوابة الفجر"، "إخوان مصر"، و"إخوان تونس"، على نفس المستوى الفكري والثقافي والتنظيمي، فجميعهم قوالب بشرية متطابقة صنعت في حظيرة التنظيم السري،
وأشار إلي أن وكلاء "الإخوان" وحلفاؤهم في المنطقة العربية، عملوا على نقل الأزمة التونسية من مربع الخلاف السياسي، إلى ساحة المعركة الدينية، وتصدير الحالة على أنها مؤامرة على الإسلام والشريعة، كما حدث في مصر وكأن قيادات الجماعة منزهة عن النقائص، وأن لديهم تفويضا إلهيا يحكم شعوب العالم.
وأشار إلي أن وكلاء "الإخوان" وحلفاؤهم في المنطقة العربية، عملوا على نقل الأزمة التونسية من مربع الخلاف السياسي، إلى ساحة المعركة الدينية، وتصدير الحالة على أنها مؤامرة على الإسلام والشريعة، كما حدث في مصر وكأن قيادات الجماعة منزهة عن النقائص، وأن لديهم تفويضا إلهيا يحكم شعوب العالم.