هجوما شرسًا بسبب الاستهانة بالمدرسين.. وانسحابات كثيرة.. وتقليص دور أحمد زكي.. كواليس مسرحية مدرسة المشاغبين

الفجر الفني

بوابة الفجر



تُعد مسرحية مدرسة المشاغبين هي المسرحية التي لا يخلو بيت مصري منها، وهي المسرحية التي انطلق أبطالها ليكونوا أبطال الصف الأول في السينما بعد ذلك.

فجر الفنان جلال الشرقاوي، مفاجأة كبيرة حين قال إن علي سالم ليس هو مترجم مسرحية "مدرسة المشاغبين"، نقلا عن النص الأصلي "المدرسة الجديدة" تأليف "روجيه فرديناند"، وأن من ترجم المسرحية هو موظف في التلفزيون كان يدعى عبدالفتاح السيد.

قد أبلغ جلال الشرقاوي، في حالة تجسيده للنص عن شرطان أولهما أن يمنح ورثته مبلغ مائة جنيه، وأن يقوم بإعداد المسرحية الكاتب علي سالم، وقتها كان سمير خفاجي يمر بأزمة كبيرة جدا وكان جلال الشرقاوي يريد انتشاله من ديونه، فأرسل النص لعلي سالم ليعده للمسرح.

هناك ثلاث إعدادات للأصل الأجنبي المأخوذ عنه مدرسة المشاغبين، والإعداد الأول كان قام به الممثل عبدالله فرغلي، وقد فشلت كل محاولات تقديمها على مسرح فرقة المتحدين، أما الإعداد الثاني للمسرحية فقد قام به ماهر ميلاد، والإعداد الثالث قام به جلال الشرقاوي وقدم على مسرح المتحدين بنجاح ساحق لمدة ثلاثة أعوام، وقدم الشرقاوي المسرحية نقلا عن النص الأصلي الفرنسي، وبتكليف من صاحب الفرقة.

رفع الكاتب عبد الرحمن شوقي قضية على جلال الشرقاوي لإثبات حقه في التأليف، ذلك أن علي سالم حين أعد المسرحية للعرض كتب لا الأغاني والاستعراضات.

انسحبت النجمة سهير البابلي، مرتين من دور "أبله عفت" في المرة الأولى حلت محلها النجمة ميمي جمال، وعادت سهير البابلي لأداء دورها، وانسحبت مرة أخرى ليحل محلها النجمة نيللي، ولكن الصلح الذي حدث بعد ذلك جعلها تعود لإكمال مسرحيتها وظهرت في تصوير المسرحية للتليفزيون.

كان الفنان أحمد زكي، بطل من أبطال المسرحية إلا أنه كان دائمًا ينتقد دوره، حيث رأى أن مساحة الدور الذي أسند إليه تم اختصاره، لأنه كان دورًا جادًا مقارنة بقفشات ونكات ممثلي الكوميديا، وكشف في أكثر من حوار صحفي وإعلامي عن وجود فصل كامل تم إلغاؤه كان دوره فيه سيتبلور بشكل أفضل، وذلك بتوصية من المخرج الذي رأى أن المدة كانت ستفسد العمل الفني.

عرضت المسرحية على كثيرات من نجمات السينما والمسرح، هن: نجلاء فتحي، ثم شادية ثم سميرة أحمد وزيزي البدراوي، وكلهن رفضن جميعًا.

أما دور الناظر فقد قام به أولًا الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، وكان يقوم بدور المدرس المختل الفنان حسن حسني، وكان للقدر تصريف أخر، فالنجاح الساحق للمسرحية جعل "مدبولي" يطالب برفع أجره إلى 500 جنيه عاد ليطالب بألف جنيه.

وفي المرة الثالثة طالب بـ1500 جنيه، وكان "مدبولي" يدعي المرض على حد قول جلال الشرقاوي، وهنا طلب المنتج والمخرج من حسن مصطفى أداء دور الناظر فيما اسند دور المدرس لعبدالله فرغلي.

أما عن الراتب الذي كان يحصل عليه هو وأحمد زكي ويونس شلبي، تقاضوا 15 جنيهًا في الشهر الواحد، في ظل حصول عادل إمام وسعيد صالح على أرقام مختلفة، وبعد نجاح العرض وارتباط الجمهور به، قرروا الاحتجاج ضد ما يجري، بعدما قام أحمد زكي بتحريض هادي الجيار، ليعترض على الرقم الذي يتقاضوه، ولا يتناسب على الإطلاق مع النجاح الحاصل.

وبالفعل توجه الجيار إلى المنتج من أجل الاعتراض على الأجر، فقررت شركة الإنتاج أن يرتفع الأجر إلى 20 جنيه في الشهر الواحد، واطلعوه على عقد الفنان فاروق فلوكس، الذي كان يشارك في مسرحية "سيدتي الجميلة" التي حققت نجاحًا كبيرًا وقتها، وتقاضى 15 جنيهًا فقط وقتها، ليقتنع هادي الجيار ويقنع أحمد زكي.

وجه العديد من النقاد هجومًا شرسًا على مسرحية مدرسة المشاغبين وذلك بسبب الاستهانة بالمدرسين وبما تبع ذلك من بعثرة لمنظومة قيم على حد قولهم ولتجرأ الأولاد على أستاذتهم.

برر مقدموا المسرحية بأن الوضع في ذلك الوقت كان يحتمل أداء مثل هذه الأدوار والنظر إليها على أنها حالة عارضة وليست مستمرة وبالتالي ليس هناك أي محل للانتقاد.